حركات في مواجهة الإسلام السياسي

هيآت مدنية تعزز عمل الأحزاب في التصدي لاستغلال الدين تعزز النسيج الجمعوي في السنوات الأخيرة، بميلاد حركات وجمعيات، اختارت مواجهة مخاطر الإسلام السياسي الذي يهدد الحريات وقيم الحداثة والديمقراطية في المجتمع. وبرزت في الساحة مبادرات مدنية انخرط فيها مثقفون وباحثون وإعلاميون، جعلت من التصدي لخطاب التطرف والتكفير، موضوعات لمناظراتها وندواتها، ولقيت تجاوبا واسعا من قبل الرأي العام، بالنظر إلى أهمية بناء جبهة تضم كل الهيآت المدنية والحقوقية والأحزاب والمثقفين، لمواجهة التيارات الظلامية، والدفاع عن قيم المواطنة والحريات. تقويـة جبهـة الحداثـة تجمع هذه الحركات المدنية على أن هناك خطرا يهدد الحريات، يتمثل في الخطاب المتطرف الذي يستعمل الدين، لتمرير التحريض وتجريم وشيطنة الآخرين، بالإضافة إلى نشاط تنظيمات وجماعات متطرفة تستغل حقوق الإنسان أبشع استغلال لخدمة التطرف والكراهية. ومن بين الحركات التي أصبحت أكثر حضورا في الآونة الأخيرة حركات «تنوير» و»ضمير» و»اليقظة المواطنة»، والتي تتقاسم في تصوراتها ومبادئها، عددا من التوجهات الحداثية والديمقراطية.وتعتبر حركة «تنوير» التي تضم نشطاء من توجهات مختلفة، مبادرة مدنية تتوخى الإسهام من موقع الفعل الجمعوي في مواجهة فكر التطرف، ونشر ثقافة الحرية في جميع أبعادها الفردية والفكرية، إلى جانب الهيآت ذات الأهداف المماثلة.وقال جواد حامدي، عضو "تنوير" في حوار سابق مع "الصباح"، إن تنامي خرجات من يسميهم شيوخ الفتنة والجهل وتهديدهم لقيم الحداثة والديمقراطية، كانا وراء ظهور الحركة، إيمانا من عدد من الباحثين والمثقفين، بأن مهمة المجتمع المدني مواجهة الإرهاب الفكري والسياسي بـالعلم واليقظة المجتمعية، في الوقت الذي تقوم الأجهزة الأمنية بمحاربة الجماعات الإرهابية المسلحة. كما أخذت الحركة على عاتقها مهمة نشر فكر التنوير في المجتمع، من خلال منشوراتها وندواتها عبر مختلف المدن، والتي تهدف إلى نشر الوعي بالمواطنة ومحاربة الإرهاب والتطرف ومظاهر التخلف والجهل. وترى الحركة أن بروز تنظيمات متطرفـة تروج لصور الذبح، وتحرض على العنف، باتت تستقطب عددا كبيرا من المغاربة، بالإضافة إلى خطابات مثيرة لجماعة العدل والإحسان تهدد بقطع الرقاب، ناهيك القوانين التي يصر العدالة والتنمية، على تمريرها ضد حرية المرأة.وجاءت "تنوير" لمواجهة تنامي خطاب العنف، وانتشاره على نطاق واسع، بسبب الجهل والتخلف، وعدم استعمال العقل، وهي مظاهر تستهدف المشروع المجتمعي الحداثي. وإلى جانب «تنوير»، تواصل حركة "ضمير" مواجهة استخدام بعض الأحزاب للدين الإسلامي، باعتباره مقدسا مشتركا للمغاربة، والزج به في صراعات سياسية لكسب مواقع في السلطة، مؤكدة أن هذا الاستعمال ينتمي، وإن بدرجات متفاوتة، إلى المنطق نفسه الذي يؤدي إلى إشعال الفتنة.وترى الحركة أن بعض الأحزاب تتحمل المسؤولية المعنوية في تغذية النزعات العنيفة عن طريق تسويغ التفسيرات المتطرفة للدين، وتبرير المبادرات المستسهلة للاعتداء على الغير بسبب الاختلاف، بل وفتح الباب أمام دعوات التكفير التي طالت، دون ردع، العديد من الفاعلين السياسيين والجمعويين.وتسعى حركة "اليقظة المواطنة" من جانبها إلى الإسهام في معركة البناء الديمقراطي، والانتصار لمبادئ الديمقراطية، والتحديث مع ما تعنيه من قيم تقدمية تؤمن بالحرية، والاختلاف والانفتاح ضدا على ثقافة الانغلاق، والرأي الواحد والعنف والتمييز. اليقظة في مواجهة المغراوي واجهت "اليقظة المواطنة"خرجات بعض الفقهاء والشيوخ، أمثال محمد عبد الرحمان المغراوي، والتي تخلط بين المجال السياسي والمجال الديني بشكل غير مسبوق، مؤكدة أن مثل تلك الخرجات ترهن العمل التنفيذي والتشريعي لضوابط الدولة الدينية، كما تفهمها التيارات السلفية، وهو ما يتعارض كلية مع أسس الدولة المدنية ومع مستلزمات الديمقراطية.وأوضحت الحركة أنها لن تقبل بربط العلاقة بين الاستمرارية في تدبير الشأن العام وادعاء نشر رسالة الإسلام، كما قال المغراوي في محاضرة استضافته خلالها شبيبة العدالة والتنمية، والتي دعا من خلالها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الاستمرار في الحكومة إلى "أن يرث الله الأرض ومن عليها". برحو بوزياني

حركات في مواجهة الإسلام السياسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الماص" ... "من الخيمة خرج مايل"

أفتاتي ... على خطى "بوحمارة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات