برلمانيون مشاغبون بعض البرلمانيين يقضون ولاية أو أكثر تحت القبة دون أن يهمسوا بكلمة أو يدلوا بحديث أو يسجلوا موقف، في حين أن فئة أخرى منهم لا تدع الفرصة تمر دون أن يخلقوا الجدل، بسؤال محرج أو تصرف غريب، أو ردة فعل قوية تخلق جدلا داخل البرلمان وخارجه، تبقيهم في الذاكرة لسنوات... عبد الله الكوزي لم يكن بإمكان عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن يسير بحكومته في طبعتها الثانية بخير لو لم يضع عبد العزيز أفتاتي في الثلاجة. بنكيران لا يقول الكلمة إلا حين يريد أن تصل رسالتها لمن يهمه الأمر. مرة قال عن أفتاتي "هذاك غير بوهالي ومرة مرة كيضرب بالحجر وبعض المرات كيضرب راسو".بنكيران كان محكوما بضرورة إبعاد أفتاتي، أكثر البرلمانيين شغبا إلى درجة أنه مرة كان يتجول في القبة حافي القدمين. ما كان لديه خيار آخر. كيف يمكنه ذلك وقد وضعه في موقف حرج. طبعا رئيس الحكومة كان موافقا على كل ما يقوله أفتاتي لكن بعد تشذيبه من المبالغات. أفتاتي قال في البرلمان وفي جلسة منقولة عن طريق الإعلام العمومي إن صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، لما كان وزيرا للمالية كان يحصل على 40 مليون شهريا تحت الطاولة. تعبير غريب في المشهد السياسي. لدى العامة يعني الحصول عليها بطريقة غير قانونية. وتم تسريب وثائق "البريمات" التي تبادلها مزوار مع بنسودة، الخازن العام آنذاك، وكان لحزب العدالة والتنمية يد في ذلك. بعد خروج حزب الاستقلال من التحالف الحكومي عقب انتخاب حميد شباط أمينا عاما أصبح بنكيران في ورطة. لم يبق أمامه سوى خيارين: التحالف مع الأحرار أو حل الحكومة واللجوء لانتخابات سابقة لأوانها. فاختار التحالف مع الخصم. لكن لابد من ثمن. كبش الفداء ليس سوى عبد العزيز أفتاتي. البرلماني كثير النقد بل كثير التجريح.يتضامن مع كل من يعارض الدولة وليس الحكومة. يريد أن يظهر مستقلا عن البيجيدي. لكنه في الوقت نفسه يخدم إستراتيجية بنكيران. يعني يمثل حزب العدالة والتنمية لدى "الثوار". أفتاتي مشاغب في البرلمان وخارجه. لكن يجر وراءه سلوك بوحمارة. في إحالة على الجيلالي الزرهوني الذي راسل دولة بريطانيا كي تساعده ضد السلطة المغربية. ما الذي يجمع بينهما. ذات يوم وقع صراع بين منتخبين في وجدة. تعرض المحامي نورالدين بوبكر، عضو حزب العدالة والتنمية لاعتداء قيل إنه من رجل سلطة. أغمي عليه وتم حمله إلى المستشفى. إلى هنا الأمور عادية تحدث هنا وهناك، ويحسم فيها القضاء.لكن أفتاتي قام بمراسلة السفير الفرنسي بالرباط. لأن بوبكر يحمل الجنسية الفرنسية. مراسلة سفير دولة أجنبية للتدخل في شأن مغربي سلوك شبيه بسلوك بوحمارة. وكي يقوم بنكيران بتدارك الغلطة استدعاه على عجل للرباط وأمره بتقديم استقالته من الأمانة العامة للحزب.مرت سنة خارج دائرة القيادة ليعود عن طريق اقتراح من قبل بنكيران في المجلس الوطني بحكم صلاحيات الأمين العام. ثم خرج منها في المؤتمر الأخير لأن الوقت يفرض ابتعاده ووضعه في الثلاجة إلى حين. قال إنه لن يترشح. لكن بنكيران قال إنه "كيضرب بالحجر" حتى شك كثيرون في الوضع النفسي للنائب البرلماني. "بابلو إسكوبار" كانت قاسمة ظهر أفتاتي في منطقة عسكرية ممنوع دخولها. الموضوع كانت له تداعيات وخيمة. بنكيران كان أمام وضع صعب. استدعاه للرباط على عجل. "طلع للرباط". قررت الأمانة العامة تجميد عضويته في الهياكل التنظيمية للحزب حتى يتم التحقيق في الموضوع. لم يجر التحقيق وبقي وضعه كما كان. وهذه من أساليب بنكيران، التي من خلالها يستغل الكل. قبل أن يرتاح أفتاتي في ثلاجة بنكيران واجه دعوى قضائية رفعها ضده حزب الأصالة والمعاصرة على خلفية تصريحات صحفية علق فيها على نتائج الانتخابات الجماعية.لم يطالب حزب الأصالة والمعاصرة أفتاتي بالشيء الكثير سوى بـ 500 مليون سنتيم. وكان القيادي السابق في حزب العدالة والتنمية قال إنه لا يعترف بنتائج الانتخابات الجماعية ليوم الرابع من شتنبر بوجدة، ووصف الفائز في الانتخابات بالمدينة "ببابلو إسكوبار" أحد أكبر تجار المخدرات في أمريكا اللاتينية، وذلك في محاولة للقول بأن منتخب "البام" استعمل أموال المخدرات.