“الماص” … “من الخيمة خرج مايل”

عانى مشاكل في الاستعدادات وغير مدربه ثلاث مرات ورئيسه مرتين ودفع الثمن غاليا دفع المغرب الفاسي لكرة القدم غاليا ثمن مجموعة من الأخطاء ارتكبها منذ بداية الاستعدادات للموسم الجاري، وتواصلت على امتداد الموسم، الذي أنهاه الفريق بالنزول إلى القسم الثاني. وتأثر الفريق الفاسي بسياسة التقشف التي نهجها الرئيس السابق رشيد والي العلمي قبل بداية الموسم الجاري، وإساءته تدبير ملفي الانتدابات واللاعبين الذين أوشكت عقودهم على الانتهاء. وابتعد والي العلمي عن "الماص" لأسباب صحية، في وقت زادت فيه المتاعب، بعد إقالة المدرب رشيد الطاوسي، وتعيين الفرنسي فرانك دوماس، الذي أقيل هو الآخر، وعوضه محمد الأشهبي. اضطراب الاستعدادات بسبب التقشف والعقود الفريق خسر بلعروصي ولشهب والحواصلي والتاكناوتي ومصلح وبامعمر وحلحول دون تعويضهم خاض المغرب الفاسي مرحلة استعدادات مضطربة جدا، ساهمت فيها الأزمة التي اندلعت بين إدارة الفريق ومجموعة من اللاعبين الأساسيين خلال تلك الفترة. وتسبب الرئيس السابق رشيد والي العلمي في تلك الأزمة، حين حاول إرغام اللاعبين المهدي بلعروصي وأمين لشهب وزكرياء الإسماعيلي وياسين الحواصلي على تمديد عقودهم، التي كانت سارية المفعول إلى غاية يونيو الجاري، ليصطدم بشروط اللاعبين، الذين طالبوا بصرف مستحقاتهم المتأخرة عن الموسم الماضي قبل التفاوض على تجديد عقودهم. ومنع اللاعبون من المشاركة في الاستعدادات وتوقيفهم، ما أدخلهم في نزاع مع إدارة النادي، ليستعينوا بأعوان قضائيين، ويبعثوا شكايات إلى الجامعة. وبينما عاد الإسماعيلي إلى الفريق، لم يستفد المغرب الفاسي طيلة الموسم من خدمات المهدي بلعروصي الذي انتقل إلى الدفاع الجديدي، وأمين لشهب، الذي حكم عليه مسؤولو «الماص» بسنة بيضاء، ومازال ملفه أمام الجامعة، فيما غادر ياسين الحواصلي إلى الجيش الملكي، ومحمد علي بامعمر إلى الرجاء الرياضي، وعبد الهادي حلحول إلى نهضة بركان، ومحمد صخرة إلى جمعية سلا، كما فرط في أنور العزيزي وموسى كوني. وإضافة إلى الحواصلي، فرط مسؤولو «الماص» في الحارسين رضا التكناوتي وجلال مصلح، ما أوقع الفريق في ورطة كلما أصيب الحارس عزيز الكيناني أو أوقف. ولم يقم مسؤولو المغرب الفاسي، الذين نهجوا سياسة التقشف، بانتداب لاعبين قادرين على تقديم الإضافة، واكتفى بجلب لاعبين من الهواة، إضافة إلى بعض الأجانب الذين لم يلعبوا إلا نادرا. عبد الإله المتقي تطاحنات المسيرين... الصراع الأبدي فشل مسيرو المغرب الفاسي في تدبير مرحلة ما بعد مروان بناني، الرئيس الذي حققه معه الفريق ثلاثة ألقاب وطنية وقارية، وهي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» والكأس الممتازة، إضافة إلى كأس العرش. كانت بوادر سقوط الفريق الفاسي واضحة للعيان منذ استقالة بناني وتسريح أبرز اللاعبين المتميزين. ورغم أن رشيد والي العلمي قدم برنامجا للرقي بمستوى «الماص» بمجرد انتخابه، إلا أنه بدا مع توالي الأيام مجرد حبر على ورق، إذ سرعان ما عاد التسيب والارتجال في تدبير شؤون النادي، إلى الواجهة، خاصة في ما يتعلق بالانتدابات والتسريحات. ولأن العشوائية في التدبير ظلت العنوان الأبرز في بداية الموسم، اضطر المغرب الفاسي إلى إبعاد المدرب رشيد الطاوسي، وتعويضه بالمدرب الفرنسي دينيس لافاني، والذي أثبت بدوره فشلا في احتواء تسيب اللاعبين وتمردهم، إذ دخل في صراع مع كل من الإنجليزي أندري بلاكمان ووسام البركة. دخل مسؤولو المغرب الفاسي في صراعات وتطاحنات، كما كان عليه الحال قبل سنوات، إذ ظلوا أوفياء للصراعات المتتالية والضربات تحت الحزام، من أجل إضعاف هذا الطرف أو ذاك، خاصة بين قطبي الدار البيضاء وفاس. ويبقى تغيير المدربين القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ سرعان ما فطن مكتب أحمد المرنيسي إلى ضرورة إحداث ثورة في الطاقم التقني بإبعاد المدرب الفرنسي لافاني وتعيين محمد الأشهبي، إضافة إلى إبعاد طاقمه المتكون من المدرب المساعد شكيب جيار، والمعد البدني حسن الطالب ومدرب حراس المرمى محمد التكناوتي، فضلا عن إبعاد طبيب الفريق حميد فضول. هذا التغيير لم يوقف النزيف، بقدر ما ساهم في تعميق الهوة بينهم وبين اللاعبين، فيما فضل المكتب المسير الهروب إلى الأمام وتبادل الاتهامات بين أعضائه. ع. ك ثلاثة جموع استثنائية في شهر بينما كان المغرب الفاسي يصارع من أجل الهروب من منطقة الخطر، ظل مسيرو الفريق يحبكون المؤامرات للانقلاب على المكتب السابق، الذي كان يرأسه رشيد والي العلمي. أول فصول «المؤامرة» بدأت بحصول أحمد المرنيسي على تفويض من الرئيس السابق والي العلمي، لتدبير شؤون النادي مؤقتا، قبل أن يقدم استقالته بسبب المرض. لكن المرنيسي لم يكتف بتدبير الفريق مؤقتا، بل سارع إلى الإعلان عن جمع عام استثنائي، بصفته نائبا للرئيس، من أجل «تنصيب» إسماعيل الجامعي، رئيسا جديدا، بعد الإجماع الذي حظي به من قبل منخرطين ومنافسيه، حينها أكد سعد أقصبي، عضو مسير أن المغرب الفاسي ليس ضيعة فلاحية، حتى يفوت لشخص آخر، فلا بد من استشارة جميع المنخرطين، قبل الحسم في القرار، وتابع في تصريح سابق ل»الصباح الرياضي» «سنعارض الرئاسة من البيضاء، لأن فاس لديها رجالاتها، ولن نقبل بهذا التفويض، وسنلجأ إلى كل الطرق القانونية لمنعه». تأجل الجمع العام الاستثنائي الأول، بطلب من الجامعي، وألغي الثاني، لعدم اكتمال النصاب القانوني، فيما نجح الجمع الثالث في انتخاب المرنيسي رئيسا، بعد تقليص عدد المنخرطين من 64 إلى 22 منخرطا فقط. وفوجئ مسؤولو الفريق بغياب شبه كلي للمنخرطين، الذين فضلوا مقاطعة الجمع العام الاستثنائي بدل انتخاب رئيس جديد على المقاس. وخالف المرنيسي كل التوقعات، عندما فشل في قيادة الفريق إلى بر الأمان، إذ أشرف على صفقات فاشلة من خلال التعاقد مع الإنجليزي أندري بلاكمان والبوسني بينذزا وحسام الدين الصنهاجي، كما فشل في احتواء تمرد بعض أعضاء مكتبه المسير وتبادل الاتهامات في ما بينهم. عيسى الكامحي الأشهبي... السقوط بدل الهروب لم يشأ محمد الأشهبي، مدرب المغرب الفاسي، أن يغادر سفينة الفريق هاربا من المشاكل التي عصفت بها إلى القسم الثاني، وفضل إتمام الموسم. واضطر الأشهبي إلى تحمل مسؤولية الإدارة التقنية للفريق، من أجل تدارك ما فات، غير أن المشاكل كانت أكبر من طموحاته. ورغم أن الأشهبي ظل لسنوات يشتغل في الظل إلى جانب الأطر التي تعاقبت على الفريق، إلا أنه في الدورات الأخيرة من بطولة هذا الموسم، وجد نفسه ملزما بقبول مسؤولية لم يسبق له أن تحملها، إلا في حالات نادرة جدا يلعب فيها دور عجلة النجدة، إلى حين تسوية المشاكل العالقة، قبل أن يعود لمكانه الطبيعي الذي ألفه. ويحسب للأشهبي أنه رفض التخلي عن الفريق، بعدما تنكر العديد من المسؤولين والمسيرين والأطر التقنية التي صنعت اسمها منه، ورغم محاولاته إنقاذه من النزول، إلا أنه لم يقو على مجاراة تسارع الأحداث والمشاكل التي كانت تطفو كالفطر في كل لحظة وحين. ص م التسيب بمستودع الملابس اللاعبون انقسموا إلى ثلاثة تكتلات ودخلوا في مشاحنات مستمرة شكل ضعف التأطير التقني بالمغرب الفاسي أحد أهم الأسباب التي كانت وراء نزول الفريق إلى القسم الوطني الثاني، إذ كان التسيب السمة الطاغية في مستودع ملابس اللاعبين بعد كل مباراة، وكانت وراء صراعات بين اللاعبين من جهة، وبينهم وبين المسيرين من جهة ثانية. وتميز الموسم الرياضي للمغرب الفاسي بحدوث الكثير من المشاكل بين الأطر في ما بينها، بسبب عدم وجود إطار تقني بإمكانه أن يحتوي الصراعات. ومن جملة هذه الصراعات ما وقع بين الطبيب وأحد الإداريين في دكة الاحتياط أمام عيني المدرب، خلال مباراة الرجاء الرياضي والتي انهزم فيها ”الماص” بثلاثة أهداف لصفر، لحساب الجولة 20 من البطولة. كما عرفت المستودعات صراعا بين عضو المكتب المسير محمد بناني واللاعب زكرياء الإسماعيلي، والتي تطورت إلى درجة كبيرة، خلال مباراة أولمبيك خريبكة التي تعادل فيها الفريق الفاسي بهدف لمثله لحساب الجولة 25 من البطولة، إذ تلقى بناني انتقادات لدخوله مستودع الملابس لانتقاد اللاعبين عوض مواساتهم ورفع معنوياتهم. وعرفت مباريات الفريق احتجاجات في كل مرة بين اللاعبين في ما بينهم، بسبب غياب اللعب الجماعي لديهم، وغياب روح الفريق عند بعض اللاعبين، وهي أمور تؤكد أن السبب الرئيسي في كل هذه المشاكل يعود إلى عدم قدرة المدرب على ضبط لاعبيه. وحسب معطيات ”الصباح الرياضي”، فإن الفريق لم يخل من وجود تكتلات بين اللاعبين، إذ هناك تيار يمثل لاعبي الدار البيضاء وآخر يمثل لاعبي وجدة، وآخر يمثل أبناء فاس، الشيء الذي كان سببا في صراعات جانبية، أدى ثمنها الفريق بنزوله إلى القسم الثاني. كما شكل تدخل حامل الأمتعة وإداريين بالفريق في الشؤون التقنية في بعض المرات، عاملا سلبيا على مردود وأداء اللاعبين. صلاح الدين محسن

“الماص” … “من الخيمة خرج مايل”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الطليعة يتبنى العلمانية

حركات في مواجهة الإسلام السياسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات