الخارجون عن القانون يسيطرون على الضواحي

المناطق الهامشية بطنجة تحولت إلى جيوب للعنف والتطرف والإرهاب أزيد من 70 % من المتورطين في الأعمال الإجرامية داخل طنجة، يتحدرون من الأحياء الهامشية التابعة للمنطقة الثانية لبني مكادة، خاصة أحياء العوامة وبئر الشيفا والسانية والشوك وبن صالح وموح باكو وسيدي إدريس، بيمنا لا تتعدى نسبة المتورطين الخارجين عن المدار الحضري 10 %. هذا ما خلصت إليه جل التقارير والإحصائيات المنجزة من قبل المصالح الأمنية بالمدينة، عن الأماكن التي يتحدر منها المجرمون.ورغم أن موجة الحوادث الإجرامية الخطيرة بطنجة، هدأت في الآونة الأخيرة، بعد أن عاشت المدينة خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في معدلات الجريمة ذات الأبعاد المختلفة، كالسرقة والاعتداء على المواطنين واعتراض سبيل النساء والفتيات في واضحة النهار، وكذا السطو المسلح على الوكالات البنكية والمساكن والمحلات التجارية، بالإضافة إلى جرائم القتل والتنكيل بالجثث، وصولا إلى الحروب الدامية بين تجار المخدرات لفرض القوة والسيطرة على أسواق الحشيش والمخدرات والأقراص المهلوسة، رغم كل ذلك إلا أن جل المتتبعين للوضع الأمني بالمدينة، يتخوفون من أن تكون هذه الفترة مجرد الهدوء الذي يسبق العاصفة، سيما أن منابع الجريمة مازالت قائمة، وترتبط بشكل وثيق بالأحياء الهامشية والمناطق العشوائية المحيطة بالمدينة، باعتبارها بيئة مناسبة لتفريخ المجرمين وتصدير الجريمة بمختلف أنواعها، وقاعدة للثالوث المرعب، الذي يتمثل في الفقر والإجرام والتطرف الديني.فالزائر لهذه الأحياء، يشعر عن كثب بأنها نماذج لأحياء موغلة في الفقر والتهميش والانحراف والتشدد، وأن سكانها من الشباب عبارة عن قنابل موقوتة تمثل خطرا دائما يهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي بالمدينة، لما يعيشونه من بؤس وحرمان يصعب عليك التصديق بأنك في مدينة صرفت عليها ملايير الدراهم لإعادة هيكلتها وتهيئتها كي تصبح قطبا اقتصاديا وصناعيا وسياحيا على المستوى الإقليمي والدولي.وذكر مصدر أمني مسؤول بالمدينة، أن المناطق الهامشية تحولت في المدة الأخيرة إلى جيوب للعنف والتطرف والإرهاب، وأصبحت تشكل مشكلة أمنية حقيقة يصعب التحكم فيها، مؤكدا أن جل الجرائم المرتكبة بوسط المدينة، كالسرقة واعتراض السبيل وترويج المخدرات وغيرها... يقوم بها سكان هذه العشوائيات، قبل عودتهم إليها للاحتماء والاختباء. وقال المصدر، إن "معظم المناطق العشوائية تنعدم فيها الطرق والمنافذ والإنارة العمومية، مما يؤدي إلى صعوبة الوصول إليها للتدخل ومطاردة المجرمين، وكذا في الحالات الضرورية، كالإسعاف، أو الإنقاذ في حالات الحريق، وهو ما أدى إلى تفريخ الإجرام والمجرمين بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية بشكل عام". هذا وقد ربط جل المتتبعين للشأن المحلي بطنجة، ارتفاع معدلات الجريمة بالمدينة بالمناطق الهامشية، لأنها تعد مكانا آمنا للخارجين عن القانون، ونقطة جذب لكثير من الممارسين لأنشطة اقتصادية غير مشروعة، بما فيها الاتجار في المخدرات على مختلف أصنافها، وترويج للخمور، وبيع للأجساد ودعارة وعمالة الأطفال، مبرزين أن السيطرة عليها أضحت غير ممكنة في ظل عدم توفر الإمكانيات اللازمة وتمركز بعض الجماعات الرافضة والمتطرفة.المختار الرمشي (طنجة) عوامل اجتماعية واقتصاديةأكد عدد من الأساتذة المختصين في القانون الجنائي، في لقاءات وندوات متعددة، أن تصاعد الجريمة بالهوامش ومناطق السكن غير اللائق يرجع بالأساس إلى عوامل اجتماعية واقتصادية والبيئية، التي غالبا ما تخلق أشخاصا يشكلون خطورة حقيقية على الأمن الاجتماعي للمحيط الذي يعيشون بداخله، مشددين على ضرورة توفير مناخ أمني يندرج ضمن مخطط إستراتيجي يهدف إلى تأهيل كل المناطق السوداء، التي هي أحوج إلى استتباب الأمن وضمان الاستقرار، وذلك بالتعامل "الجدي" مع حاجيات المواطنين الأساسية، والاعتناء بالشكايات التي تقدم إلى المصالح الأمنية، من أجل اتخاذ كل الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية اللازمة لتفادي وقوع الجريمة.

الخارجون عن القانون يسيطرون على الضواحي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الهروي: الحرمان يقوي الكراهية: ثلاثة أسئلة

الأشهبي: النزول ليس نهاية العالم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات