فجر اعتصام 200 عامل منجمي تحت عمق 600 متر في باطن الأرض بمنطقة مريرت، والذي دخل يومه العاشر أزمة في وزارة الطاقة والمعادن، التي يوجد على رأسها عبد القادر اعمارة، القيادي المكلف بمالية حزب العدالة والتنمية، ووصلت، السبت الماضي، حد إقالة مسؤول رفيع المستوى، مكلف بقطاع المناجم بسبب مسارعته إلى ممارسة مهامه بإنهاء الكارثة الاجتماعية التي تتفاقم بمريرت في إقليم خنيفرة.وكشفت مصادر مطلعة لـ"الصباح"، أنه بعد توالي التقارير حول قضية الاعتصام والإضراب عن الطعام في باطن الأرض بمنجمي "إغرم أوسار" و"سيدي أحمد أوحماد" بجبل عوام في مريرت، والتي كانت "الصباح" سباقة إلى إثارتها، انتقل المسؤول المركزي المذكور إلى المنطقة من أجل الوقوف على حقيقة ما يجري، وإعداد تقرير في الموضوع، غير أنه بوصوله إلى الرباط، وجد قرار إقالته من منصبه جاهزا، واستقدام من يخلفه في المنصب من العيون.وأكدت مصادر "الصباح" أن أزمة اعتصام منجميين تابعين لشركات المناولة المتعاقدة مع الشركة المستغلة لمناجم جبل عوام، لم تكن سوى النقطة التي أفاضت كأس احتقان داخل الوزارة، سببه المباشر، ما يسميه كبار الموظفين "سحب كافة الصلاحيات منهم والانفراد بتدبير الملفات من قبل أعضاء ديوان الوزير ومستشاريه".وفي هذا الصدد، أضافت مصادر "الصباح" أن إقالة المسؤول الذي انتقل إلى جبل عوام بإقليم خنيفرة، "هي بالأساس رد فعل على تدخله في ملف هو من صميم اختصاصاته، لكن الوزير كلف به مستشاره في شؤون المناجم والجيولوجيا"، علما أن "المستشار منشغل بملف إعداد متحف خاص بوزارة الطاقة والمعادن، ما يمنعه من حل مشكلة جبل عوام".وفيما لم تتمكن, "الصباح" من استقصاء رواية ديوان الوزير حول الوقائع المذكورة، علمت أن دخول اعتصام المنجميين الجاري تحت الأرض، يومه العاشر، رافقه تصاعد حدة الاحتقان، إذ كشفت التقارير النقابية، أن المعتصمين كادوا يموتون اختناقا، عندما حاول مسؤولون دفعهم إلى إنهاء الاعتصام بقطع التيار الكهربائي، دون أن يستحضروا أن ذلك سيوقف تشغيل المروحيات التي تزود المنجم/المعتصم بالأوكسجين.وأضافت المعطيات نفسها أن من مستجدات القضية، توسع قاعدة المحتجين، عندما التحق الأطفال بالزوجات التي يخضن احتجاجا مفتوحا مساندة لأزواجهن المعتصمين في باطن الأرض، ودخول منظمات حقوقية وطنية على الخط، وبداية التفكير في تنظيم قوافل تضامنية إلى الموقع، في حين رفعت السلطات المحلية بدورها من حجم الاحتراز استعدادا لكل طارئ، في ظل فشل جولات الحوار المنظمة إلى حد الآن بين العمال والشركات بوساطة السلطات المحلية.امحمد خيي