ضد الهيمنة والإقصاء

< رفعت الأحزاب الناشئة مذكرة إلى الحكومة ترفض من خلالها العتبة. كيف تنظرون إلى الاتجاه الذي تسير فيه الحكومة بقبول تخفيضها إلى 3 في المائة، عوض إلغائها؟< بادرنا في الأحزاب الناشئة بعقد سلسلة من اللقاءات إلى بلورة موقف موحد بشأن عدد من القضايا التي تهم التحضير للانتخابات التشريعية المقبلة، وانتهينا إلى ضرورة رفع مذكرة إلى الحكومة وإلى المجلس الدستوري، لقول كلمته في ما تحاول الأحزاب الكبرى تكريسه من إقصاء في حق العديد من الأحزاب باسم محاربة البلقنة.ولحد الساعة لا يعرف الرأي العام كيف تصرفت الحكومة في موضوع العتبة، واتجاهها إلى التوافق حول 3 في المائة، في الوقت التي ترافعت العديد من الأحزاب في اللقاءات التي جمعتها بوزارة الداخلية من أجل إلغائها كليا، كما هو جار به العمل في العديد من البلدان الديمقراطية.صحيح نحن أحزاب ناشئة، لكن لدينا برامج وحضورا سياسيا ولم ننطلق من فراغ، ونعتبر أن الانشقاقات التي تكرست في الحقل الحزبي، بسبب غياب الديمقراطية الداخلية، وغياب تكافؤ الفرص في التمويل والحق في الولوج إلى الإعلام، كلها عوامل ساهمت في تهميش وإقصاء الأحزاب الصغرى، من الوصول إلى البرلمان.لقد آن الأوان لتجاوز ثقافة الهيمنة التي ظلت تسم سلوك الأحزاب الكبرى، في التعاطي مع قضايا التمويل العمومي للأحزاب وللحملات الانتخابية، في الوقت الذي أكد فيه دستور 2011 على أهمية الأحزاب السياسية ودورها في تأطير المواطنين، فلا يعقل ونحن نتحدث عن ضرورة توسيع المشاركة السياسية ومحاربة العزوف، وتجديد النخب السياسية، أن تظل الأحزاب الناشئة محرومة من حقها في التمويل العادل والمتساوي، والاستفادة من وسائل الإعلام العمومي للتعريف بأفكارها وبرامجها وتصوراتها ومناضليها،والذين تعوزهم الوسائل للوصول إلى المواطنين. < هل تعتبرون النقاش الدائر اليوم حول العتبة سليما، في غياب أي حديث عن شروط تطوير الممارسة الديمقراطية؟< إن الأمر يتعلق في رأينا بنقاش مغلوط من الأحزاب الكبرى التي تسعى فقط إلى تكريس هيمنتها على الخريطة السياسية، أكثر من سعيها إلى تطوير الحياة السياسية، فهي بهذا المنطق تضرب التعددية في العمق، علما أن المغرب خاض صراعا مريرا منذ الاستقلال من أجل محاربة فكرة الحزب الوحيد والهيمنة، ويجب التصدي اليوم بكل حزم للمحاولات الهادفة إلى منع الأحزاب الجديدة والناشئة من تحمل مسؤوليتها، ومن التعبير عن صوتها، لا لشيء إلا لأنها لا تمتلك الإمكانيات المالية واللوجستية التي راكمتها الأحزاب الكبرى.وأكدنا في مذكرتنا المشتركة باسم اثني عشر حزبا ناشئا أن دعم قلة من الأحزاب المهيمنة يعتبر تهديدا للمسار الديمقراطي، وتبذيرا للمال العام، وإفسادا للعملية الانتخابية، ما يترتب عنه عزوف المواطنين عن المشاركة السياسية. < ألا تفكرون في تنسيقية الأحزاب الناشئة في بناء تحالف انتخابي بين عدد من الهيآت الموقعة على المذكرة، ما دمتم تقتسمون العديد من الأفكار؟< أعتبر أن الأمر سابق لأوانه في المرحلة الحالية، فالتنسيق الجاري بين الأحزاب الاثني عشر ركز على مواجهة المبررات غير الدستورية التي تدفع بها الأحزاب الكبرى للدفاع عن استمرار شرط العتبة الانتخابية، وطريقة التعاطي مع التمويل العمومي للحملات الانتخابية، والذي يكرس حيفا كبيرا تجاه الأحزاب الصغرى، إذ يغدق بالملايين على الأحزاب الكبرى، في حين تحرم باقي الأحزاب من شروط المنافسة الشريفة والمتكافئة.وهناك بعض الأحزاب التي تطرح فكرة التحالف أو التنسيق على الأقل في بعض الدوائر، لكن أعتبر أن المسألة سابقة لأوانها، خاصة أن ثقافة التحالف مازالت ضعيفة، وقد لاحظنا أن تجربة الكتلة الديمقراطية، رغم الاتفاق على ميثاق سياسي، إلا أنها فشلت في تحقيق المرشح المشترك.فمسألة بناء التحالفات قبل الانتخابات تتطلب برنامجا مشتركا وإيديولوجيا مشتركة، والحال أن هذا المستوى لا يتوفر اليوم بين الأحزاب الناشئة التي تختلف في مرجعياتها وهوياتها.أجرى الحوار: برحو بوزياني*الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة

ضد الهيمنة والإقصاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرجاء يستعيد أهازيج "المكانة" قبل الديربي

الرافضون يشهرون ورقة عدم الدستورية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات