بنكيران يصب الزيت على النار قبيل الانتخابات

هاجم رجال السلطة والقضاء أمام عمال كانوا ينتظرون هدية منه في احتفالات عيد الشغل صب عبد الإله بنكيران الزيت على النار، خلال احتفالات فاتح ماي، حينما وجه سهام نقده إلى رجال السلطة، خاصة القياد، وصورهم في صورة «بعبع» يتعامل بقسوة وبدون رحمة أو شفقة مع المواطنين، داعيا إياهم إلى الرأفة بالمواطنين واستعمال المساطر والقوانين، في إشارة إلى قائد القنيطرة وقضية «مي فتيحة». وطال الانتقاد سلك القضاء، بعد أن ضرب بنكيران بعرض الحائط استقلال السلط وعدم الضغط على القضاة خلال ممارسة مهامهم، إذ تساءل أمين عام حزب العدالة والتنمية، عن سبب إطلاق سراح قائد الدروة وعدم إدخاله السجن، في الوقت الذي تم الزج فيه بالزوجة وزوجها السجن. زاغ بنكيران عن الخطاب الذي كان مفترضا أن يوجهه إلى العمال يوم الاحتفال بعيدهم، وعوض أن يبشرهم بزيادة في الأجور أو امتيازات، دخل في خطاب «المظلومية» والتشكي، كانت نتيجته ارتكاب مجموعة من الأخطاء.أول الأخطاء وضع بنكيران لجميع رجال السلطة في سلة واحدة، بدعوتهم إلى الرأفة بالمواطنين، رغم أن الأمر يتعلق بحالتين معزولتين فتحت وزارة الداخلية تحقيقا بشأنهما واتخذت قرارات تأديبية في حقهما، وما زال القضاء لم يقل كلمته النهائية بخصوصهما.الخطأ الثاني الذي ارتكبه أمين عام حزب العدالة والتنمية، هو تدخله في سير التحقيق، وعدم احترامه لفصل السلط، بعد أن طالب بحبس القائد، ليكون بذلك قد مارس ضغطا على المحققين حتى تتخذ القضية منحى آخر، غير ذاك الذي يجب أن تتخذه والذي تكون فيه السلطة القضائية مستقلة.الخطأ الثالث الذي حاول من خلاله بنكيران صب الزيت على النار هو تقديمه معطيات مغلوطة في قضية قائد الدورة، بعد أن تحدث عن اعتقال الزوج وزوجته، والحال أن الزوجة تتابع مثلها مثل القائد، في حالة سراح. كما أعلن العداء لرجال سلطة الذين يعملون تحت إمرته وكان من الممكن أن يعالج الملف بتنسيق مع وزير داخليته بعيدا عن خطاب التأجيج، الذي قد يخلق هوة بين المواطنين والقياد، أوقد يدفع القياد إلى القيام بردة فعل، بحمل شارة أو ما شابه ذلك، ردا على تصريحات بنكيران، مثلما تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. بعيدا عن أخطاء بنكيران، وخطابه ذي النفحة «الشعبوية»، يمكن تسجيل مجموعة من الملاحظات، التي تكشف ما وراء هذا الخطاب:أول الاستنتاجات أن بنكيران وجه خطابه لدغدغة مشاعر فئات العمال وإظهار أنه، رغم أنه رئيس حكومة، بريء من بعض القرارات التي لا تساير مطالب عاطفية لبعض المواطنين، وهو خطاب يهدف من ورائه بنكيران إلى ضمان أصوات هذه الفئات خلال الانتخابات التشريعية المقبلة. ثاني الاستنتاجات أن بنكيران يرغب في ممارسة ضغط على رجال السلطة، خاصة وأننا على موعد بضعة أشهر من الانتخابات التشريعية التي ستكون مصيرية بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية، فبنكيران يوجه ضربات استباقية وتحت الحزام لهذه الفئة من رجال السلطة، حتى يزرع الشك في صفوفها ويرهبها الخلاصة الكبرى المستقاة من هذا الخطاب وخطب سابقة، أن بنكيران لا يضيع فرصة لتوجيه مدفعيته إلى بعض أجهزة الدولة، فقبل مدة تحدث بنكيران عن فساد القضاة، وتدخل القياد والعمال والولاة في العملية الانتخابية، وشن حربا على مزوار وبوسعيد وبلمختار، حتى يظهر أن أجهزة الدولة فاسدة، وبأنه «دار لي عليه» وعلى الشعب أن يكمل الباقي بالتصويت على حزبه في الانتخابات المقبلة إذا ما رغب في محاربة الفساد، مقدما حزبه على أنه الوحيد المخلص والمحارب للفساد وما دونه سيدخل البلاد في دوامة.الصديق بوكزول

بنكيران يصب الزيت على النار قبيل الانتخابات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمـة تدبيـر عمـرت طويـلا

أخنوش: سأعتزل السياسة هذا الصيف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات