معاناة سكان سيدي الطيبي تتفاقم

بعدما كاد يتحقق حلم آلاف القاطنين بجماعة سيدي الطيبي بالحصول على مسكن خاص يحفظ كرامتهم ويحقق أدنى شروط العيش الكريم، تحولت فجأة هذه الأماني «المشروعة»، إلى كابوس يقض مضجعهم ويكتم أنفاسهم منذ أزيد من عشر سنوات، كانت كافية لهدم الحلم البسيط، مع كل وحدة آجر دكتها جرافات السلطات.يعود أصل الحكاية إلى نهاية التسعينات من القرن الماضي، حين كانت سيدي الطيبي التي تقع على طريق القنيطرة، ولا تفصلها عن سلا إلا 18 كيلومترا، عبارة عن دواوير يعيش سكانها المنتظمون في إطار الجماعات السلالية، على الفلاحة وتربية الماشية، قبل أن تتحول في إطار التقسيم الإداري الجديد إلى جماعة قروية مستقلة عن جماعة الحدادى، وتعرف بذلك نزوحا جماعيا للآلاف من المواطنين، المتحدرين أساسا من القنيطرة وسلا، ممن حالت وضعيتهم المادية دون امتلاكهم مسكنا بإحدى المدينتين.ولأن أراضي هذه المنطقة هي أراض للجموع في الأصل، أي أنها تستعصي على البيع أو التفويت، وإنما هي صالحة للاستغلال الفلاحي أو لإقامة أنشطة أخرى من قبل السلالة التي ترثها عن أجدادها، وأمام أزمة العقار التي كانت عامة بالجهة، أتاحت السلطات للسلاليين، تفويت أراضيهم، فانتشرت عمليات البيع، دون توثيق العقود بالمحافظة العقارية، بل كانت فقط تتم بتوثيق تنازل في المقاطعات بموافقة السلطات، حسب تصريحات من استفادوا من عمليات البيع. هذا الأمر جعل المئات من العائلات تنزح لمنطقة غير مهيأة للبناء لتشيد منازلها بطرق عشوائية لا تخضع لقانون البناء المتعارف عليه، فاقمت مشاكل ومعاناة السكان، الذين استبشروا خيرا بإطلاق مشروع لإعادة الهيكلة، كان يستهدف في شطره الأول الذي أعطيت انطلاقته في يونيو 2005 مساحة 95 هكتارا ويتضمن إعادة هيكلة 3800 قطعة أرضية بغلاف مالي يناهز 183 مليون درهم، ومنوا النفس بمبان ستكون في المستوى المطلوب وتضع حدا لمعاناة طويلة. وبالفعل باشرت إحدى شركات العقار تهيئة المنطقة، بعدما تم هدم مئات المنازل المشيدة عشوائيا.لكن، سرعان ما ستصطدم أحلام السكان بصخرة الواقع، ليجدوا أنفسهم غارقين في مسطرة الإحصاء التي لم تنته إلى اليوم، فبعدما كان القرار ينص في بداية الأمر على استفادة أصحاب المباني فقط، من تعويض مالي، وحدهم دون من اقتنوا أراضي لم تعرف طريقها إلى التشييد، طالب رئيس الجماعة الحالي، الفئة الثانية، بعد عشرات الوقفات الاحتجاجية وتنامي مطالب الإنصاف، علما أن السكان يؤكدون أنه إلى حد الآن لم يحصل أي من الفئتين على التعويض، (طالبهم) بإيداع ملفاتهم المتضمنة لوثيقة التنازل، في انتظار البت فيها، ليبقى بذلك الحصول على مسكن حلما بعيد المنال.هجر المغلي

معاناة سكان سيدي الطيبي تتفاقم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حلف الأطلسي يرصد إرهاصات الحرب

تكتلان يتصديان لتعديلات مشروع المناصفة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات