آلة لصنع الآجر “تطحن” تلميذا

اهتز دوار «بوريوس»، بإقليم تارودانت، أخيرا، على وقع فاجعة، بعد أن حولت آلة لصنع الآجر جسد تلميذ يبلغ من العمر 13 سنة، إلى أشلاء، بسبب ضغط مستخدم في المعمل، عن طريق الخطأ، على زر التشغيل، لحظة وجود الضحية داخلها، منهمكا في تنظيفها من بقايا الإسمنت.وأكدت مصادر حقوقية أن الضحية، يدرس بالمستوى السادس أساسي، فقد والده الطاعن في السن، وهو صغير، ففتح عينيه على وضع اجتماعي مزر تعيشه والدته، الأمر الذي دفعه إلى العمل حمالا بمعمل للآجر بعد عودته من المدرسة، لمساعدة والدته في توفير مصاريف العيش، مشيرة إلى أنه كان يحصل على مبالغ تتراوح بين 3 دراهم وخمسة عن كل عملية شحن للآجر على عربات زبناء المصنع.وأوضحت المصادر أن الضحية غادر مؤسسته التعليمية، يوم الفاجعة، الذي صادف الجمعة الماضي، وتوجه إلى المعمل، ليجد أن مالكه يبحث عن متطوع لتنظيف آلة لصنع الآجر من الإسمنت خوفا من تعرضها للتلف.تطوع الضحية رفقة شخص آخر للقيام بالمهمة دون أن يدري أنها الأخيرة، إذ دخل إلى وسط الآلة وشرع في تنظيفها من بقايا الإسمنت مستعينا بالماء، في حين تكلف شريكه بمساعدته، لكنه، في غفلة منه، ضغط، عن طريق الخطأ، على زر تشغيل الآلة، لتسحق الضحية وتحول جسده إلى أشلاء، أمام صراخ وصدمة كل من في المعمل. واستنفرت الواقعة عناصر الدرك الملكي بالمنطقة، التي نقلت أشلاء الضحية إلى مصلحة الطب الشرعي بتارودانت من أجل تشريحها بتعليمات من النيابة العامة، كما اقتادت صاحب المعمل وشريك الضحية في مهمة تنظيف الآلة، إلى مقرها من أجل تعميق البحث معهما.وشددت المصادر على أن صاحب المعمل، أثناء الاستماع إليه، نفى تورطه في تشغيل الضحية، إذ أكد أنه كان يرفض حضوره إلى معمله والاشتغال حمالا، خوفا من تعرضه لمكروه لصغر سنه، إلا أن بعض زبنائه، ناشدوه بالسماح له بالعمل، عطفا منهم عليه، بحكم ظروفه الاجتماعية الصعبة. في حين كشف المتابع الثاني تفاصيل الفاجعة، مؤكدا أنه خلال مساعدة الضحية على تنظيف الآلة، ضغط على زر تشغيلها عن طريق الخطأ، ما تسبب في مصرع الضحية في الحين.وبعد تعميق البحث، تقرر عدم متابعة صاحب المصنع، في حين أحيل المستخدم على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بأكادير، بعد متابعته في حالة سراح، من أجل القتل الخطأ، الذي قضى بعدم الاختصاص وأحال الملف على المحكمة الابتدائية بتارودانت.من جهته، اعتبر هشام الهواري، رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، فاجعة التلميذ الجزء الظاهر من «جبل الجليد» لما يعانيه الأطفال بإقليم تارودانت، مستشهدا بمجزرة 11 طفلا على يد سفاح تارودانت والحوادث المتكررة والمتنوعة أثناء استغلالهم في أعمال شاقة.وانتقد الهواري مسؤولي الإقليم بتخليهم عن دورهم في حماية الأطفال وضمان الحد الأدنى من شروط عيشهم، إذ حسب قوله، تنعدم بالمنطقة دور الأيتام ومؤسسات التكافل الاجتماعي، رغم شساعة الإقليم وكثافته السكانية، مع غياب شبه تام لمشاريع تنموية حقيقية، مشددا على أن تردي وضعية حقوق المرأة من خلال ما تعانيه من استعباد في الضيعات الزراعية وفي أقاصي الجبال، له النصيب الأوفر في ما يعانيه الأطفال بالإقليم.مصطفى لطفي

آلة لصنع الآجر “تطحن” تلميذا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتفق رواد الأغنية على ألا يتفقوا

بنكيران: الزيادة في الأجور خط أحمر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات