أموال خارجية غير مبررة بـ”كازا ميموار”

كشفت عمليات تدقيق عن أموال غامضة في حسابات جمعية «ذاكرة الدار البيضاء» المؤسسة في 18 ماي 1995 للاهتمام بالتراث المعماري والتاريخي وتنظيم أنشطة وبرامج ومبادرات للحفاظ عليه بمجموع تراب العاصمة الاقتصادية.وقال قضاة المجلس الجهوي للحسابات إن الجمعية تتلقى إعانات من الخارج سواء من هيآت دبلوماسية، أو من منظمات خارجية، إذ بلغ حجم الإعانات المقدمة من الخارج في2009 وحدها مبلغ 969.536.93 درهما، أي حوالي 97 مليونا، دون إخطار أو تصريح قانوني بهذه الأموال الأجنبية لدى الأمانة العامة للحكومة، كما تنص على ذلك مقتضيات المادة 32 مكرر من القانون رقم75-00 المنظم لقانون الجمعيات.وحسب المصدر نفسه، أبرمت الجماعة الحضرية للبيضاء مع جمعية «كازا ميموار» أربع اتفاقيات شراكة خلال الفترة الممتدة ما بين 2009 و 2014، تضمنت ثلاث منها أهدافا تتمثل في تحويل المجازر القديمة بالحي المحمدي إلى مجمع ثقافي، ومنحتها بموجب ذلك إعانات بلغت ما مجموعه 4.3 ملايين درهم. لكن، ما أثار انتباه قضاة إدريس جطو الذين بحثوا في وثائق وسجلات الجمعية أن الأخيرة لم تؤسس أي لجنة تعنى بانتقاء المشاريع وتحديد مبالغ الدعم، ما ترتب عنه غياب معايير موضوعية لانتقاء المشاريع وقصور في وضع مشاريع حقيقية كفيلة بتحديد كلفة المشروع ومدة إنجازه وكذا تفصيل الأنشطة المبرمجة.وقامت الجمعية بمجموعة من الأشغال داخل المجازر القديمة تهم أساسا الإنارة، وكذا تأمين سلامة المكان وأشغال دور النظافة، دون أن تحصل على أي موافقة كتابية من قبل الجماعة الحضرية، وذلك خلافا لمقتضيات الاتفاقيات التي تنص على أن إنجاز الأشغال داخل المجازر القديمة اللازمة لسيرورة الأنشطة رهين بالموافقة القبلية للجماعة الحضرية.ومن بين الملاحظات التي أثارت اهتمام المجلس الجهوي، تضمين اتفاقية الشراكة، الموقعة في 2013، بندا يتعلق بإنجاز كتاب يوثق لتجربة المجازر القديمة، وهو البند الذي كان موضوع اتفاق بين البيضاء وأمستردام الهولندية، إذ رصد لهذا الغرض مبلغ 708 آلاف درهم قصد إنجاز ألف نسخة من هذا الكتاب. والغريب أن اتفاقية 2013 لم تنص على الميزانية المخصصة لمشروع إنجاز الكتاب، عكس ما جاء في الاتفاقية المبرمة مع أمستردام، مع وجود فارق كبير ما بين مبلغ إنجاز الكتاب (327.366,80 درهما بالنسبة إلى 2.500 نسخة) والميزانية المحددة مع المدينة الهولندية (708 آلاف درهم قصد إنجاز 1000 نسخة).والأكثر من ذلك، أن الكتاب عرض للبيع بثمن 250 درهما بالمغرب و30 أورو خارجه تستخلصها الجمعية نفسها، علما أن المنجز من المفروض أن يوضع مجانا رهن إشارة ممثلي البعثات الرسمية والمؤسسات الوطنية والأجنبية وكذا الهيأة الراعية.ولم يتلق القضاة، أثناء عرضهم هذه الملاحظات، على الجهات المسؤولة أي جواب، خصوصا الملاحظات المتعلقة بتحول الجمعية إلى مؤسسة للقروض، حين قدمت سلفا بمبلغ 200 ألف درهم لجمعية «ل» بواسطة شيك رقم 4146638 بتاريخ 25 ماي 2009، وبعد ذلك أرجعت هذه الأخيرة المبلغ نفسه عن طريق التحويل البنكي. كما قامت «كازا ميموار» بأداء نفقة غير مبررة لصالح جمعية «ج» قدرها 58.897 درهما، وذلك بواسطة شيك في غياب أي وثيقة من شأنها أن تبرر طبيعة هذه العملية والغاية منها، علما أن مجموعة من أعضاء جمعية «ذاكرة البيضاء» هم كذلك أعضاء بجمعية «ج».يوسف الساكت

أموال خارجية غير مبررة بـ”كازا ميموار”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أساتذة الغد: الإنزال مستمر ولا ثقة في الحكومة

ميلشيات شعبية لمحاربة الجريمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات