فتح أبواب السياسة أمام الأمازيغ

أطيافهم المتناقضة سيجمعها سقف حزب أشهبار وينهلون من أفكار المتمرد عدي أوبيهي سيشهد المغرب ميلاد تنظيم سياسي أمازيغي ينال اعتراف الدولة، إذ وصلت مشاورات انطلقت قبل أشهر، حول الموضوع، إلى مراحلها النهائية، حسب مصادر مطلعة، ويجري الاستعداد، للإعلان في غضون الأيام المقبلة، عن أكبر عملية دخول للأمازيغيين غمار اللعبة السياسية، من بوابة حزب التجديد والإنصاف، المؤسس في 2002، على يد شاكر أشهبار، نجل الجنرال دوديفزيون الراحل محمد أشهبار.وكشفت مصادر «الصباح»، أن الاجتماعات التشاورية، التي انطلقت منذ يناير الماضي، وآخرها شهدته البيضاء، الأحد الماضي، انتهت إلى إقرار اتفاق إطار (برتوكول)، مع شاكر أشهبار، يقضي بأن يدعو حزب التجديد والإنصاف (رمز التفاحة)، إلى مجلس وطني استثنائي، لدمج النشطاء الأمازيغيين الذين يريدون ولوج العمل السياسيي في إطار شروطه الحالية، ثم الانخراط في إعداد مؤتمر استثنائي سيعرض الحزب القائم لعملية تجديد جذرية.ويوجد في طليعة المنخرطين في العملية، نشطاء أمازيغيون، كانوا حاملين لمشاريع أحزاب سياسية منذ أكثر من 10 سنوات، لكنهم لم يحصلوا على المباركة الرسمية، ومنهم أحمد الدغرني، مؤسس الحزب الديمقراطي الأمازيغي الذي حظرته وزارة الداخلية في 2007، وأحمد أرحموش، الرئيس السابق للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة وصاحب مشروع حزب «التجمع من أجل الحرية والديمقراطية» منذ 2011، وأكاديميون أمازيغ حاولوا بدورهم، السنة الماضية تأسيس حزب جديد اسمه «الهوية والابتكار».وتنضاف إلى الأسماء الأمازيغية التي قررت تجاوز خلافاتها السابقة حول الاختيارات المرحلية وأدوات العمل، شخصيات أخرى، منها أوزين أحرضان، نجل الزعيم المحجوبي أحرضان، والقيادي في الحركة التصحيحية للحركة الشعبية التي فشلت قبل أشهر في إنجاح الدعوة إلى مؤتمر استثنائي لإسقاط القيادة الحالية للحزب، ونشطاء آخرون، منهم مصطفى البرهوشي، من الشخصيات المقربة والمقبولة من قبل التيار الراديكالي الأمازيغي ممثلا في الفصيل الطلابي الحركة الثقافية الأمازيغية.وكشف منخرطون في الدينامية الجديدة، في لقاء مع «الصباح»، إحساسهم بوجود نوع من الثقة أو «المباركة» الرسمية لدخول الأمازيغيين غمار اللعبة السياسية في المغرب، إذ لم تتعرض الاجتماعات والمشاورات لأي تضييق كما هو الحال مع اجتماعات سابقة لحاملي المشاريع السياسية الأمازيغية، وهي المباركة، التي يبدو أنها «تأتي في سياق تسامح يشهده المغرب مع كل الأطياف السياسية، ومن نماذجه العمليات الجارية لإدماج التيار السلفي في السياسة»، ولـ»تحفظ الأمازيغيين على عرض دخول السياسة عبر بوابة الأصالة والمعاصرة».ولم تخف المصادر ذاتها، في حديثها إلى «الصباح»، أن النشطاء الأمازيغيين، اقتنعوا أخيرا أنه «لا يمكن الاستمرار في متابعة ما يجري بالمغرب من موقع الجمهور ومتابعة مباراة قائمة بين عدد من الأحزاب منذ 60 سنة، لا واحد منها يمثل الأمازيغيين»، كما لمحت إلى أن الأوراق والأفكار التي يحملها المنخرطون في الدينامية الجديدة، ستنهل من «الثقافة الأمازيغية ومن أفكار قادة تاريخيين منهم عدي أوبيهي، الذي تمرد على حزب الاستقلال وكافح من أجل التعدد في المغرب».وقبل أن يقع الاتفاق مع مؤسسي حزب التجديد والإنصاف، الذي حمل بدوره منذ تأسيسه شعارات منها «الوحدة الوطنية وتكريس التعددية اللغوية والثقافية التي تشكل جوهر الخصوصية المغربية»، تم تشكيل «لجنة تامونت (الوحدة)»، من قبل الشخصيات المذكورة، خلال يناير الماضي، بمراكش، وأعلنت أنها تحمل على عاتقها «مسؤولية خلق بديل مجتمعي ودينامية جديدة تساهم في إنقاذ المغرب من المخاطر المحدقة به، والحفاظ على السلم والاستقرار والتعايش الاجتماعي، سيما أمام قصور ومحدودية جل المشاريع السياسية القائمة في تأطير وتعبئة وتمثيل المواطنين والمواطنات».وأوضح البلاغ التأسيسي، أن الاندماج بين أطياف الحركة الأمازيغية الحاملة لمشاريع سياسية، هي «إفراز طبيعي لمسار نضالي تاريخي تراكمي للحركة الأمازيغية بالمغرب»، وأن الهدف «بناء مشروع مجتمعي شامل وبديل لإنقاذ المغرب من مختلف المخاطر والتحديات، وذلك ضمانا للاستقرار والمساهمة في مسار دمقرطة المغرب، وبناء مجتمع ديموقراطي منفتح تحترم فيه الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب».امحمد خيي

فتح أبواب السياسة أمام الأمازيغ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

115 ألف قنطار شعير ستوزع بالجديدة

أرباب "الطاكسيات" ينتفضون ضد "لاكات"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات