سقطت شبكة مختصة في النصب والاحتيال، أخيرا، بمكناس تدعي لضحاياها توفرها على مادة الزئبق الأحمر، وتسلمت من ضحاياها مبالغ مالية بعدما تلقوا، وعودا ببيع المعدن النفيس بخمسة ملايير للغرام الواحد، وتبين من خلال أبحاث الضابطة القضائية أن الأمر يتعلق بشبكة تنشط بمدن الرباط والخميسات ومكناس. وحددت المحكمة الابتدائية بمكناس تاريخ 23 مارس الجاري موعدا للبت في الملف، بعدما وضعت متهما رئيسيا رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي.وقال مصدر مطلع على سير الملف إن المتهمين أقنعوا ضحية بتمارة أن لديهم المادة النفيسة وهم في حاجة إلى أموال ما دفعه إلى تسليمهم مبالغ مالية تقدر بمليوني درهم، كما طلبوا منه البحث عن شخصيات سامية في هرم الدولة والأمراء الخليجيين قصد اقتناء هذا المعدن النفيس الذي يدخل في إطار الشعوذة والسحر، كما تسلموا من ضحايا آخرين مبالغ مالية متفاوتة القيمة بعدما طمعوا في الاستفادة من مبالغ مالية فور تصريف المعدن بملايير السنتيمات.واستنادا إلى المصدر ذاته تبين من خلال الأبحاث التي بوشرت أن الأمر يتعلق بشبكة مختصة يدعي أفرادها العلم والمعرفة الخارقة وأن بإمكانهم تحويل معادن نفسية أخرى عن طريق الإشعاع إلى معدن الزئبق الأحمر، وكانوا يتحوزون على مجموعة من الكتب والمناشير التي تشير حسب اعتقاداتهم إلى الطرق العلمية في الحصول على هذه المادة.إلى ذلك، استدعت الضابطة القضائية ضحية تمارة إلى مقر التحقيق وأكد أن الموقوف الرئيسي يتوفر على براعة الإقناع عن طريق تقديم معطيات عليمة وفيزيائية إليه، تؤكد استخراج زملائه الزئبق الأحمر وطلبوا منه البحث عن عائلات ثرية مقابل خمسة ملايير سنتيم للغرام الواحد، ما زاد طمعه وسلمهم مليوني درهم، وضرب لهم موعدا بمنطقة سيدي علال البحراوي، وللإيقاع به في فخ النصب تسلموه شيكا تبين فيما بعد أنه بدون رصيد.وأظهرت الأبحاث التي بوشرت في الواقعة أن الموقوف يتوفر على سوابق قضائية في المجال ذاته، وجنى أرباحا مالية مهمة من النصب بهذه الطريقة، فيما يستمر البحث عن شركائه الذين يتحدرون من مدن مختلفة.يذكر أن أمن القنيطرة فكك السنة الماضية شبكتين أوهمت ضحاياها أنها تتوفر على كنوز أثرية من المعادن النفيسة تعود إلى حقبة الفتح الإسلامي، وباعت الضحايا آواني بمبالغ مالية باهضة، ليتبين لهم أن الأمر يتعلق بآواني عادية ولا علاقة لها بالتحف النادرة، ما كبد المطالبين بالحق المدني خسائر مالية.عبد الحليم لعريبي