حلف انتخابي ضد بنكيران

استعمال سلاح تخفيض العتبة من ستة في المائة إلى ثلاثة هدفها محاصرة "بيجيدي" اعتبر العديد من المهتمين بالشأن الحزبي والسياسي في بلادنا، أن تحالف حزبي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والأصالة والمعاصرة، الذي يصر ادريس لشكر، كبير الاتحاديين على تسميته التنسيق وليس التحالف، هدفه إضعاف حزب "بيجيدي"، واستهدافه في الاستحقاق التشريعي المقبل.وبرأي مصادر مختلفة، فإن خروج قيادة حزب "الوردة" مبكرا، وإعلانها عن تخفيض العتبة من نسبة ستة في المائة، إلى ثلاثة في المائة، هدفها محاصرة حزب العدالة والتنمية "انتخابيا"، والتقليص من عدد مقاعده النيابية التي قد يكتسحها بقوة في استحقاق السابع من أكتوبر المقبل، وبالتالي حرمانه بوسائل "قانونية" من احتلال المركز الأول، بدل التزوير، وهو أمر باب من سابع المستحيلات في مغرب دستور ما بعد 2011. ولم يقتصر خصوم حزب العدالة والتنمية على أشهار ورقة "العتبة"، بل انتقلوا، أو يستعدون للانتقال إلى معركة القوانين الانتخابية، وحرب التقطيع الانتخابي، ودائما في إطار خطة محكمة من أجل فرملة عجلة حزب "المصباح" حتى لا تدوس على الجميع، وتصيبهم إصابات بالغة، لن ينفع معها وقتئذ احتجاج أو تنديد من خلال إصدار البلاغات، أو عقد الندوات. والمؤكد أن العديد من صقور حزب الاتحـــــــــــــــاد الاشتـــــــــــــــــــراكي للقـــــــــــــــــــوات الشعبيـــــــــة، الذيـــــــــــــــــــن وضعــــــــــــوا مسافــــة كبيرة بينهم، وبين القيادة الاتحادية الجديدة برئاسة إدريس لشكر، تفاجؤوا لهذه الخطوة بين حزب "الشهداء"، وحزب ينعته فاعلون سياسيون بحزب "التحكم" الذي ولد من رحم الإدارة، لكن بطريقة جديدة، لا تشبه الإخراج الذي كان سائدا في العهد القديم. ورغم أن لشكر يحاول إخفاء مضامين التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة، ويردد في كل مناسبة وحين، أنه دخل في تنسيق مع حزب إلياس العماري، وليس في تحالف كما تذهب إلى ذلك العديد من القراءات الخاطئة، فإن مقربين منه، يؤكدون أن الأمر يتعلق بتحالف، وليس بتنسيق، وأن التحالف، يأتي في أفق الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل. وحاول البلاغ الصادر عن الحزبين عقب لقاء المكتبين السياسيين لهما، إخفاء قرار التحالف، واستبداله بالتشاور، إذ ورد في بيان اجتماع قيادتي الحزبين أنهما اتفقا على مواصلة التشاور بينهما حول مختلف القضايا، ولم ترد على الإطلاق كلمة تحالف. وإذا كان المنطق يقتضي أن التحالف هو الذي يتولد عنه تسطير معركة نضالية مشتركة، فلماذا اتفق الحزبان في بلاغهما المشترك، على "مواجهة التيارات المتشددة، الظاهرة والمستترة، التي تروج خطابا رجعيا، بهدف التمكين التدريجي داخل المؤسسات وفي المجتمع، في إطار منظور هيمني شمولي، يناقض التقاليد الثقافية للمغاربة، المبنية على الديانة الإسلامية السمحة والتعايش بين الأديان والثقافات، وعلى التعددية الفكرية والحق في الاختلاف والانفتاح على الحضارات والدفاع عن الحريات". بالله عليكم، ألا يشكل هذا الاستعداد المبكر لمواجهة كل التيارات المتشددة، عنوانا عريضــــــــا للتحالف، وليـــس التنسيق "المؤقت" والعابر كما تلوح كل الألسنة المقربة من الكاتب الأول لحزب الاتحـــــــــاد الاشتراكــــــــــــــــي للقوات الشعبية. عبد الله الكوزي أهمية سياسية وإيديولوجية في التقدير الشخصي للعديد من المراقبين للشأن الحزبي، أن التنسيق بين الحزبين، إذ لم يتحول إلى تحالف، لا يمكن أن يثير قضايا جوهرية، نظير التأكيد على ضرورة مواصلة الحوار حول إصلاح القوانين الانتخابية، على ضوء الاقتراحات، التي وردت في مذكرة الاتحاد الاشتراكي، وإغنائها باقتراحات أخرى، بهدف التوصل إلى منظومة انتخابية، تعكس الصورة الحقيقية للخريطة السياسية. ويرتقب أن يتحول "التنسيق" بين الحزبين، إلى "تحالف" دائم تحت قبة البرلمان، خصوصا بعدما قرر إدريس لشكر وصديقه إلياس العماري الذي كان وراء استوزاره في عهد حكومة عباس الفاسي، كما ذكرت مصادر اتحادية معادية له في أكثر من مناسبة، مضاعفة الجهود وتطوير التنسيق البرلماني، إلى جانب فرق المعارضة، من أجل تقديم المقترحات والتعديلات، التي تهم مشاريع القوانين، المعروضة على الغرفتين، خاصة القوانين التنظيمية، التي تكتسي أهمية سياسية وإيديولوجية، متميزة، وتبلور عمليا تفعيل الدستور، نظير قانوني المناصفة والأمازيغية، بالإضافة إلى مشاريع أخرى.

حلف انتخابي ضد بنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران يدعو إلى مقاربات مختلفة في مجال التشغيل

لا عداوة ثابتة ولا صداقة دائمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات