“شمكارة مدار شميكولور”… “دوليو” و حب وعربدة

يجلسون القرفصاء لساعات ويتناوبون على طلب الصدقة لتأمين "تبويقتهم" يجلسون القرفصاء قرب مدار "شيميكولور" بالبيضاء، يستمتعون بنشوة "الدوليو"، غير مبالين بالأعين التي تراقبهم من البعيد ولا بخوف النساء اللواتي يضطررن إلى تغيير اتجاههن خوفا من الاقتراب منهن. تارة يغنون لأم كلثوم والداودية ويضحكون، وطورا يتعاركون ويتبادلون السب والقذف، قبل أن يغادروا، كل إلى طريقه، وفي اليوم الموالي، يعودون إلى المكان، كأن شيئا لم يحدث. إنهم "شمكارة" مدار "شيميكولور" كما يحلو للكثير من سائقي سيارات الأجرة الكبيرة تسميتهم، يقضون ساعات طويلة، في ذلك المكان، "يشمون فيها السيليسيون" ويشربون "الدوليو"، وبين الاثنين، ينهض أحدهم، متمايل الجسد، فاقدا التوازن، من مكانه، متجها صوب السيارات المتوقفة في الإشارة الحمراء، لطلب صدقة، ولأن أغلب أصحابها يحكمون إغلاق النوافذ، خوفا منه، يعود أدراجه، في انتظار محاولة جديدة.ملابسهم بالية وممزقة، ووجوههم تعلوها مسحة سوداء. يجلسون على أوراق كارتونية متسخة، ورغم ذلك يحرصون على الاحتفاظ بها لمعاودة استعمالها خلال "الجلسة" المقبلة. الرواج الكبير الذي يعرفه شارع محمد الديوري، لا يعنيهم، ولا يهمهم انتعاش حركة النقل فيه، فهم يستغلون الوضع لصالحهم.ثلاثة رجال وامرأة واحدة، يصنعون الحدث في ذلك المكان، ويستمرون في الأمر، إلى إنهاء مخزونهم من "التبويقة"، لتبدأ في تلك الأثناء، رحلة أخرى للبحث عن المال لشراء كميات أخرى. أحدهم يضع يده على رفيقتهم التي فقدت الكثير من أنوثتها، محاولا مداعبتها، قبل أن يثور آخر في وجهه، مؤكدا أنها له هذه المرة، ولن يتخلى عنها مرة أخرى لصديقه، لكن المرأة تكون لها فكرة أخرى، لتؤكد أنها لن تسمح لهما بمغازلتها حتى "يدبرو على الصرف". حسن سائق "طاكسي" من الحجم الكبير اعتاد رؤيتهم يوميا، نظرا لأنه يمر عليهم بشكل منتظم . تحدث الرجل لزبنائه، عن بعض تفاصيل قضائهم ساعات طويلة يشمون فيها "السيلسيون" ويشربون "الدوليو"، وأرخص أنواع الخمر. قال إنه في الكثير من الأوقات صادف شجارا عنيفا كانوا أبطاله، إلى درجة أن أحدهم حاول قتل الآخر، والخطير في الأمر أن المارة لم يقووا على التدخل لتهدئة الوضع بينهم. قبل أن يضيف الرجل بتذمر كبير "عجيب حال المرأة التي تكون معهم، فأحد الأصدقاء قال لي إنها كانت تشتغل وتكسب قوتها وتعين نفسها، وبعدما اختفت سنوات عادت إلى المدينة، لكنها على غير حالتها، قبل أن يشاهدوها رفقة مجموعة من الأشخاص مدمنين على الخمر والمخدرات بكل أنواعها الرخيصة"، على حد تعبيره.وقبل أن يكمل الرجل كلامه دقت المرأة ذاتها نافذة سيارة الأجرة، طالبة المال مـــــن أحــــــد الزبنـــــــــاء الذي تجاهلها، الأمر الذي دفعهـــــــــــــــــا، في طريق عودتها إلى مكانهــــــــــــــا حيث يجلس أصدقاء دربهــــــا وحياتها، إلى قذفه وسبه، ووصفه بأقبح الصفات. إيمان رضيف

“شمكارة مدار شميكولور”… “دوليو” و حب وعربدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشرقاوية تنهي احتكار الرجال لـ "التبويقة"

الرجاء يؤكد صحوته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات