حيل مثيرة لمهربي المخدرات

حجز 18 طنا بميناء المتوسط استخدم مهربوها شاحنتين بالوثائق نفسها كشفت التحقيقات الأولية، التي أجرتها عناصر الشرطة القضائية بميناء طنجة المتوسط بخصوص محاولة تهريب أزيد من 18 طنا من المخدرات، التي ضبطت في الساعات الأولى من صباح أول أمس (السبت)، أن العملية استخدم فيها المهربون شاحنتين تحملان لوحات مسجلة بالمغرب، وهما معا في ملكية شركة متخصصة في النقل الدولي بطانطان، وتحملان معا الوثائق نفسها الصادرة عن شركة للتصدير والاستيراد بطنجة.وذكر مصدر أمني لـ «الصباح»، أن هذه العملية الفاشلة، عمد المهربون خلالها إلى استخدام شاحنتين لهما المواصفات نفسها، الأولى كانت محملة بحوالي 24 طنا من الطماطم المعدة للتصدير، وقد استخدمت للتمويه واستغلال وثائقها بعد الانتهاء من كل الإجراءات الأمنية والجمركية، بما فيها عملية المراقبة بواسطة «السكانير»، فيما كانت الثانية معبأة عن آخرها بشحنة من المخدرات، فاق وزنها 18 طنا من مادة «الشيرا».وأوضح المصدر ذاته، أن المصالح الأمنية والجمركية المكلفة بمحاربة المخدرات بميناء طنجة المتوسط، أحبطت هذه العملية، بعد أن حامت الشكوك حول الشاحنة الثانية، التي أثارت انتباههم وهي مركونة بموقف الصادرات المخصص لشاحنات النقل الدولي للبضائع العابرة لميناء طنجة في اتجاه الجزيرة الخضراء، إذ من المرجح، يقول المصدر، أن سائقها كان ينتظر أن تسلم له وثائق الشاحنة الأولى للإدلاء بها عند المرور نحو منطقة الإركاب والعبور في اتجاه القارة الأوربية، لتبادر إثره العناصر الجمركية إلى إخضاع الشاحنة للمراقبة بواسطة جهاز «السكانير»، الذي كشف من خلال الصور الملتقطة أن الحمولة بها أجسام غريبة تبين بعد تفتيشها يدويا أنها عبارة عن صفائح من المخدرات، وصل وزنها الإجمالي بعد عملية الوزن إلى 18 طنا و150 كيلوغراما من مادة الكيف المعالج. وإثر ذلك، يضيف المصدر، جرى إيقاف سائق الشاحنة المغربي (عاشر.ت)، الذي يبلغ من العمر 39 سنة، ويتحدر من الجديدة، وكذا مساعده (لحسن.ن) وهو من مواليد 1986 بورزازات، بتهمة الحيازة والاتجار والتهريب الدولي للمخدرات، إذ جرى الاحتفاظ بهما تحت الحراسة النظرية لفائدة البحث بناء على تعليمات النيابة العامة المختصة، فيما جرت إحالة كل المحجوزات (المخدرات والشاحنة والمقطورة) على إدارة الجمارك قصد الإدلاء بمطالبها المدنية.وحسب المعلومات المتوفرة، فإن المتهمين، أنكرا خلال بحث أولي لدى الشرطة القضائية بالميناء، علمهما بوجود المخدرات داخل مقطورة الشاحنة، وبررا زعمهما بأنهما لم يبدأ الرحلة من نقطة الانطلاق، إذ أحيلا على الشرطة القضائية الولائية بطنجة لتعميق البحث معهما والتأكد من حقيقة ادعائهما، وكذا معرفة الأطراف التي كانت وراء هذه المحاولة الفاشلة.وقد ألقت هذه العملية المثيرة، التي جرت بكثير من الذكاء، الأضواء على الاحترافية الكبيرة التي أصبحت تطبع عمل مافيا الاتجار في الحشيش، والرقعة الجغرافية الكبيرة التي أضحت تتحرك فيها، والتي تمتد من أقصى شمال المغرب إلى أقصى جنوبه، إذ أضحى المهربون يستعملون، في الآونة الأخيرة، حيلا وأساليب جديدة للتشويش على الأجهزة المستخدمة وخدع العناصر المكلفة بالتفتيش، سيما بعد أن أصبح الميناء يتوفر على أجهزة «سكانير» متطورة من الجيل الجديد، وعلى تقنيات حديثة في مجال الفحص بالأشعة.يذكر أن هذه الفترة من السنة، تعد الأكثر نشاطا بالنسبة إلى مهربي المخدرات بواسطة شاحنات النقل الدولي، لأنها تصادف فترة تصدير المنتوجات الفلاحية إلى أوربا، وتعرف ارتفاعا في عدد الشاحنات العابرة للمضيق، ما يسبب ضغطا كبيرا على المصالح الجمركية والأمنية العاملة بالميناء، ويمثل فرصة مواتية أمام المهربين لتسريب منتوجاتهم من الحشيش نحو الضفة الأخرى. المختار الرمشي (طنجة)

حيل مثيرة لمهربي المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أفتاتي: لن نسمح بحكم "إسكوبار"

اتهامات باغتصاب مرحلين من بويا عمر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات