العماري… عقدة بنكيران

لم يشهد التاريخ السياسي الحديث حربا ضروسا بين زعيمين سياسيين، مثل الحرب التي تتواصل بين الغريمين عبدالإله بنكيران، زعيم العدالة والتنمية، وإلياس العماري، الرجل القوي في الأصالة والمعاصرة، والأمين العام المنتخب بالإجماع في المؤتمر الوطني الأخير للحزب.انطلقت الحرب بين الرجلين، منذ الإعلان عن بداية تأسيس حزب "البام"، وقبله، خلال تسخينات "حركة لكل الديمقراطيين"، حينها شعر الحزب الإسلامي، بأن الوافد الجديد، يستعد للمواجهة، من خلال حشد كل القوى والإمكانيات، وإدماج عدد من الأحزاب، لمنع الزحف الإسلامي الداهم، المستفيد من ثورات الربيع العربي، وانتكاسة باقي المشاريع السياسية.وشكل حضور فؤاد عالي الهمة في الحركة، وبدايات تأسيس الحزب، قبل أن ينسحب من المشروع الحزبي، بمثابة الفزاعة التي أربكت العدالة والتنمية، التي رأت في المشروع السياسي، نوعا من "الفديك" الجديد الذي يستهدف ليس فقط بيجيدي، ولكن مختلف الأحزاب، على حد قناعة صقور حزب بنكيران.ومثل الرجل اليساري القادم من الحسيمة، والذي تربى في أحضان اليسار، وخبر الحروب مع الإسلاميين في الحركة الطلابية، حين كان ضمن فصيل الديمقراطيين المستقلين، العدو القادم من بعيد "لمواجهة الإسلاميين، دفاعا عن المسلمين" كما قال العماري، مباشرة بعد انتخابه أمينا عاما للحزب.كال له بنكيران كل التهم، ووصفه بالصعلوك وزعيم المافيا والمشؤوم واتهمه بالإجرام، في حملة مسعورة، لا تتوقف، وساءله عن مصدر ثروته، ولم يقف عند هذا الحد، بل جعل من الحرب ضده مادة إعلامية في كل تجمعاته وخطبه الحزبية والجماهيرية، وكأن الصراع السياسي المؤسس على الأفكار والبرامج، انتهى، ليحل محله الصراع بين الشخصين الممزوج بالشعبوية، والذي يسيء إلى العمل السياسي.وظل بنكيران يردد دوما أن الأصالة والمعاصرة "كان لديه مشروع مبني على وهم التحكم في الحياة السياسية، وأن تصبح الأحزاب مجموعة من البيادق، حتى أوشكت كماشة كفي التحكم أن تطبق على المغاربة، فجاء الله بالربيع العربي، وظهر أن هذا المشروع ضد المغرب ملكا وحكومة وشعبا وسياسة، وغادره الذين لديهم بقية عقل".لكن هـذه الحملات لم تزد "البام" غير القوة، والتوسع، وجاءت الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، لتدحض ادعاءات زعيم "بيجيدي" بأن هذا الحزب انتهى سياسيا، ومات قبل 25 نونبر"، وليحتل رتبة متقدمة باتت تشكـل تهديــــدا حقيقيـــا للعدالة والتنمية فـــــــي الانتخـــــابات التشريعية المقبلة، خاصة مع إعادة تشكل خريطة التحالفات، في ظل الصراعات التي تنخر صفـــــــــوف الأغلبيـــــــــة، بسبب تحكم الحزب الأغلبي، وتدخله في شؤون باقي الأحزاب.ب. ب

العماري… عقدة بنكيران

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفتح يواجه فريقا غينيا في كأس "الكاف"

رسالة الوضوح والمسؤولية

مقالات ذات صلة