‎حوادث السير الوهمية… الاغتناء السريع

عائلات امتهنت فبركتها بمساعدة محامين وأطباء ‎تنفجر، بين الفينة والأخرى، فضيحة من فضائح حوادث الشغل الوهمية التي يعمد مقترفوها إما إلى اختلاق حادثة سير وهمية دون وجود فعلي لها على أرض الواقع، أو تضخيم نسبة الضرر الحاصل للاستفادة من تعويض مهم، وغيرها من الطرق التي تسلكها مافيات أضحت متخصصة في هذا النوع من الجرائم، هدفها الوحيد هو الاغتناء.‎وأضحت ظاهرة حوادث السير الوهمية، تشكل خطرا حقيقيا على المجتمع، ليس بالفعل وحده وإنما بالاعتياد الذي يصاحبها، والتنظيم الدقيق شبه المحكم بين مختلف الأشخاص الذين يدبرونها. ولم تعد تلك الحوادث مقتصرة على منطقة معينة، بل امتدت إلى أخرى وشملت أشخاصا وعائلات، إذ أضحت تلك الفبركة تدخل في صميم العمل العائلي، بعد أن احترفتها مجموعة من العائلات التي شكلت مافيا حوادث السير، وساهم في ذلك تداخل الأطراف المساهمة في فبركة تلك الحوادث خاصة مساعدي القضاء الذين أضحوا يساهمون بدورهم بطريقة أو بأخرى في تفشي الظاهرة لقربهم المهني من الحوادث.‎ ويرى المهتمون أن أخطر ما في ظاهرة حوادث السير الوهمية، أن جل عناصرها تظل في منأى عن العقاب، ما يساهم في التمادي في نهب أموال شركات التأمين وتخريب الاقتصاد الوطني.‎ وما يثير الاستغراب هو أن تلك الحوادث الوهمية العائلية، تعتمد في حالات معينة على الأساليب نفسها، مثل وقت وقوع الحادثة والسبب فيها، والذي لا يخرج في تلك الملفات عن اصطدام تلقائي بعد خروج السيارة عن الطريق بسبب أضواء ناقلة أخرى قادمة من الاتجاه المعاكس، وتبادل الأدوار من حادثة إلى أخرى إذ يكون الضحية تارة مرافقا للسائق وتارة أخرى، مسؤولا مدنيا وسائقا في حالات أخرى. ولا يقف الأمر عند هذا الحد في التلاعب بالمواقع، بل يتعداه إلى تبادل ملكية السيارات، وتكرار الأسماء العائلية، وإصابة جميع الركاب في الحادثة ما عدا السائق، خاصة إذا كان عدد ركاب السيارة خمسة وفي حال التصريح بإصابة السائق فإن التأمين يضيع. وهي الحالة التي تجسدت في حادثة سير، إذأصيب جميع ركاب السيارة حسب محضر الضابطة القضائية ونقلوا إلى المستشفى إلا أنه في الطريق تعطلت سيارة الإسعاف وبعد إصلاح العطل وعند المعاينة بالمستشفى، اكتشف اختفاء أحد الضحايا الذي استغل حسب المحضر العطب وفر لأن بقاءه، يعني ضياع التأمين لتلك الحادثة الوهمية.‎ولم يعد تفكير محترفي الحوادث الوهمية يقتصر على التأمين المحلي بل فطنوا إلى ابتكار طريقة جديدة تمثلت في إحضار السيارات التي يكون مؤمنا عليها في الخارج ليستفيدوا من ذلك التأمين. ومن بين الطرق الاحتيالية لمثل هذه الحوادث أن جل ضحاياها يعملون بالمكان نفسه، حسب شهادات الأجر المدلى بها، وأن الأطباء أنفسهم يتولون تسليمهم الشهادات الطبية بل في حالات معينة أن الطبيب الذي يكلف بإنجاز الخبرة يكون نفسه الطبيب المعالج. وغيرها من الأساليب التي يتم نهجها في حوادث السير الوهمية التي تساهم في الاغتناء على حساب الغير من خلال المبالغ المالية المتحصل عليها من شركات التأمين.‎ويرى عماد جدير مسؤول بشركة متخصصة في مجال محاربة الغش في التأمين عن ظاهرة حوادث الشغل الوهمية، أنها تتمحور في أشكال عدة تتغير حسب الأهداف أو الغرض المتوخى منها، والذي يكون غالبا هو الاغتناء بطرق غير شرعية والحصول على تعويضات غير مستحقة من شركات التأمين، وذلك بربط حادث يقع لشخص ما بحادث شغل رغم عدم وقوع هذا الحادث في محيط العمل أو يكون الهدف فقط تضخيم هذه التعويضات، وذلك بتضخيم مبلغ الأجر ونسب العجز بالشهادات الطبية، أو التملص من أداء التعويضات لأجير تعرض لحادثة شغل في غياب عقد تأمين يربط المشغل بشركة التأمين، أو عدم تصريح المشغل بجميع العاملين لديه، فيتم تأخير التصريح بالحادثة إلى حين التوفر على عقد التأمين. كما أن بعض الأشخاص حسب جدير، الذين يتعرضون لحادث سير يدخل في إطار العمل يحاولون إخفاء الوقائع الحقيقية بفصل المسطرتين أمام المحكمة حتى يستفيدوا مرتين من التعويض.‎ كريمة مصلي

‎حوادث السير الوهمية… الاغتناء السريع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مجبر أخوك لا بطل

الفلاحة والكهربة محورا الدورة الرابعة لمنتدى إفريقيا والتنمية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات