حيل الشركات وتعويضات مبهمة

عقود تدليسية وإعلانات خادعة من قبيل "دير كسيدة وأجي تتخلص" شركات التأمين "مغارة علي بابا"، بهذه العبارة يمكن اختزال الأرباح التي تجنيها، من المؤمنين، الذين يجدون أنفسهم، لا قدر الله بعد وقوع حوادث بإصابات أو من دونها، عرضة لمساطر، أدوا ثمنها وقيل لهم "إنكم معفيون منها"، من قبيل تنصيب محام أو التعويض عند السرقة وغيرهما كثير.وتنطلق غرابة عقود التأمين الإجبارية والإذعانية، بطريقة كتابتها وعدم القدرة على فك شفراتها حتى من قبل ذوي المستويات التعليمية العالية، فتقنيات المراوغة، تتجدد وتضيف الإعلانات الإشهارية إغراءات تسقط الزبناء في الشراك، ولا يجدون مفرا منها، إذ بدون عقد التأمين لا تجوز السياقة مثلا بالنسبة إلى السيارات.عند الائتمان بشركة ما، يجد الزبون نفسه عرضة لمجموعة من الإغراءات، ويتم تزيين العقد الذي سيناله من الشركة، معتقدا أنه الأنسب والأوفر والأسرع تدخلا في حال وقوع حادث.يفاجأ المؤمن على السرقة حين ولوجه بوابة التعويض، أن العقد الذي يجمعه بالشركة لا يكفل له إلا تعويضا بنسبة معينة، وأنه وإن كانت العبارة التي تلقاها في اليوم الأول تشير إلى أنه يعوض عن السيارة بمجرد سرقتها، ينتبه في آخر المطاف إلى وجود رقم بالنسبة المائوية مكتوب بخط صغير عند خانة تقويم السيارة، ويشير إلى خصم نسبة مائوية، وأن المؤمن له، يتحمل جزءا من المسؤولية عند وقوع السرقة المؤمن عليها.تنصيب محام من بين البنود التي يؤدي عنها المؤمن، ويتم تطمينه بأنه في حال وقوع الحادث فإن الشركة ستوكل محاميا للقيام بالإجراءات وأنه معفي من أداء أتعاب المحامي. لكن في واقع الأمر يتوه المؤمن له، عند وقوعه في الحادثة ويجد نفسه مشرفا على الإجراءات من أولها إلى آخرها، أو مجبرا على توكيل محام على حسابه الخاص، وعند الاحتجاج أو الاستفسار لدى الشركة، يجد جوابا لم يقدم له في الأول، ويتعرف على مساطر محددة بآجال وعن ضرورة التبليغ في زمن محدد وغيرها من الشروط التي تحتفظ بها شركة التأمين لنفسها، ولا تخبر بها المؤمن له.ويجد المؤمن نفسه مضطرا إلى قبول التعويض المقدم له من قبل شركة التأمين في حالة حادثة سير بجروح أو بخسائر في السيارة، إذ في الحالة الأولى فإن إبرام الصلح مع شركة التأمين، يخضع المؤمن إلى شروط إذعانية ومن بينها الخضوع لخبرة يجريها خبير الشركة، وليس خبيرا مكلفا من قبل القضاء، ويتم تحديد مبلغ التعويض حسب نسبة العجز التي يعترف بها خبير الشركة، ونظرا لابتعاد المؤمن له من المحاكم خوفا من طول المساطر يذعن لما يسلم له ولو أنه لا يشكل التعويض المستحق.أما بالنسبة إلى التعويض عن الخسائر التي تلحق بالسيارة، فإنها تخضع لتقييم الخبير قبل الإصلاح وبعده، وغالبا ما لا تغطي التعويضات كل المصاريف التي ينفقها المؤمن، كما أن منحه سيارة للتنقل، حسب الاتفاق/ العقــد، يطــوله أيضا إجحـاف بتحديد أيام لا تكون في غالب الأحيان كافية إلى حين استعمال السيارة المؤمنة.وتنطلي الحيل المعتمدة من قبل شركات التأمين على المؤمنين لهم، سيما بالنسبة إلى التأمين الإجباري، الذي يتميز بطابعه الإذعاني، تنضاف إليه الإعلانات المغرية من قبيل "دير كسيدة وجي تتخلص"، إذ عندما تقع الحادثة يفاجأ المؤمن له أنه إذا زاد الثمن عن مبلغ محدد مثلا في 6000 درهم، فإن المساطر العادية هي المعمول بها.كثيرة هي جوانب الغموض في عقود التأمين، وما يزيدها تعقيدا أنها تكتب بلغة فرنسية تحبل بمصطلحات تقنية، لا يفهمها إلا المشتغلون في المجال، إذ رغم أن الدستور رسم العربية والأمازيغية، إلا أن لغة التأمينات ظلت فوق الدستور وبطابعها الغامض.المصطفى صفر

حيل الشركات وتعويضات مبهمة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يمتحن القنصليات في خطاب العرش

مجبر أخوك لا بطل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات