“الدوخـة” بأقـل التكاليـف

إقبال على ״الماحيا״ و״الروج المحرمل״ بسبب السعرالرخيص الثمن ثم الثمن، لا هم سوى الكلفة، حين يبحث الفقراء عن صنع مزاجهم بإمكانياتهم المحدودة، المهم أي مسكر يفي بالغرض، إذ أمام الارتفاع المتزايد للضريبة الداخلية للاستهلاك على المشروبات الكحولية القانونية، وارتفاع سعرها في السوق بالتبعية، أفسد الغلاء متعة الشرب لدى فئة كبيرة من محدودي القدرة الشرائية، الذين وجدوا في هذا الأمر، دعوة إلى التحول نحو المشروبة، المسوقة في شبكات التوزيع غير القانونية، يتعلق الأمر بالعودة إلى استهلاك المنتوجات “البيو”، يعلق عماد، موظف، ساخرا.منتوجات مثل “الجانكا” و”الروج المحرمل”، وكذا “الماحيا” تقليدية الصنع، والمصنعة والمهربة، والجعة والنبيذ “كونتربوند”، تزايد الإقبال عليها خلال الفترة الأخيرة، بسبب سعرها المنخفض، الذي يقل عن المنتوج القانوني في أحيان كثيرة بنسبة تصل إلى 70 في المائة، حسب مصدر مهني، إذ بات المستهلك يفضل هذا النوع من المشروبات الكحولية، التي تحقق التأثير نفسه بدرجات متفاوتة.صيغ ومعادلات مختلفة لتصنيع هذه المشروبات، تختلف بين من يلجأ إلى تقطير التين المجفف، ومن يخلط المشروبات الغازية بالكحول الحارق، وغيرها من الوصفات التي تتيح تصنيع مشروب مسكر بأقل التكاليف، ويظهر الاختلاف في السعر صارخا عند الرغبة في اقتناء زجاجة نبيذ سعة 75 سنتلترا، إذ يبدأ سعر المنتوج الجيد من 300 درهم، في الوقت الذي يمكن اقتناء زجاجة تتجاوز السعة المذكورة من النبيذ “المحرمل”، بسعر لا يتجاوز 30 درهما.ويحكي أحد مستهلكي المشروبات الكحولية تقليدية الصنع، عن ارتفاع نسبة المواد المخدرة في “الحرمل”، الذي يتم خلطه بنبيذ جيد، من أجل الحفاظ على تركيز المسكرات في المشروب، والحصول على كمية أكبر، موضحا أن الخمور التقليدية تستهلك ضمن جماعات، اعتمادا على مبدأ المشاركة بالحصص عند الاقتناء أو التصنيع، بخلاف المشروبات الكحولية المقتناة من نقط البيع القانونية، التي لا تتسم بهذه الخصوصية.وبهذا الخصوص، أوضح مصدر مهني، أن خصوصية استهلاك وتصنيع المشروبات الكحولية التقليدية والمهربة، تستقطب فئة معينة من المستهلكين “المتطرفين”، ومسؤولة بشكل عام عن مجموعة من الجرائم، الأمر الذي يتعين معه محاصرة أنشطة ترويج هذا النوع من المشروبات، وتركيز الاستهلاك في نقط البيع القانونية، وبالمحلات المرخص لها لتقديم المشروبات الكحولية.ويرتبط قرار استهلاك “الماحيا” مثلا، بشهرتها وجودتها، إذ اتخذت على مدى سنوات تسميات من المدن التي كانت تحوي مصانع لها، يتعلق الأمر بـ”الوزانية” و”الملالية” وغيرها من التسميات، التي ما زالت تستغل تجاريا داخل المغرب وخارجه، خصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية، مع مراعاة فارق السعر، إذ تسوق هناك، حسب مهنيين، بسعر يتجاوز 25 دولارا للقنينة، وهو الأمر الذي حفز آلة التصنيع غير المهيكلة وأنشطة التهريب من سبتة المحتلة، أساسا، على التوسع وكسب حصص جديدة.بدر الدين عتيقي

“الدوخـة” بأقـل التكاليـف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"السيليسيون" و"الدوليو" و"السيراج" ... الحاجة أم الاختراع

"تبويقة المزاليط"... "عند رخصو تخلي نصو"

مقالات ذات صلة