المغاربة والتأمينات…الثقة المفقودة

شركات تشتكي من الغش في الملفات وزبناء يتهمونها بعدم الوفاء بالتزاماتها والتهرب من أداء التعويضات تشتكي العديد من الشركات بزيادة حالات الغش في الملفات التي تتوصل بها من زبنائها، الذين يعمدون إلى تضخيم الفواتير من أجل الحصول على تعويضات إضافية، بل إن هناك من أصبح يحترف ويتقن التلاعب بملفات التأمين لتحصيل مبالغ بطرق غير قانونية. وتعرف المحاكم عددا من القضايا التي يتابع فيها أشخاص بالتحايل على شركات التأمين. لكن بالمقابل هناك العديد من الزبناء الذين يتهمون هذه الشركات بالتهرب من التزاماتها. الغـش ينخـر ملفـات التأميـن الصحـي تشتكي شركات التأمين من الارتفاع الملحوظ لقيمة التعويضات التي تؤديها لفائدة المؤمنين في أنظمة التأمين الصحي، التي انتقلت من مليار و 900 مليون درهم، خلال 2010، إلى مليارين و 800 مليون درهم مع متم 2015، ما يمثل زيادة بنسبة تتجاوز 47 في المائة. وأكد مسؤولو شركات التأمين للأسبوعية الاقتصادية "لافي إيكو" أن فرع التأمين الصحي يعتبر الأسوأ بالمقارنة مع فروع نشاط التأمين الأخرى. وإذا كانت شركات التأمين تحقق هوامش ربح لابأس بها في فروع النشاط الأخرى، فإن التأمين الصحي أصبحت يشكل هاجسا لها، إذ أن قيمة التأمينات المسجلة لدى شركات التأمين لم تتجاوز، خلال 2014، 3 ملايير و 200 مليون درهم، مقابل تعويضات لفائدة المؤمنين وصلت، خلال السنة ذاتها، مليارين و 600 مليون درهم. وهكذا، فإن الهامش يظل محدودا ولا يكفي سوى لتغطية نفقات تدبير الأنظمة.وأفاد مصدر مطلع بإحدى شركات التأمين أن عدد الملفات التي ترد على شركات التأمين ارتفعت بنسبة 30 في المائة، بالمقارنة مع 2010، كما ارتفعت مبالغ التعويضات بنسبة 10 في المائة ما بين 2010 و 2015، وارتفع متوسط مبلغ التعويض عن كل ملف من 1026 إلى 1120 درهما.وإذا كان هناك ارتفاع ملحوظ في مبالغ التعويضات التي تؤديها شركات التأمين لفائدة المؤمنين ، بالنظر إلى اتساع قاعدة المؤمنين والإقبال المتواصل على الخدمات العلاجية، فإن شركات التأمين سجلت، خلال السنوات الأخيرة، تزايد عدد الملفات المتلاعب فيها، إذ أن عددا من المؤمنين يعمدون إلى الغش في الملفات الطبية المقدمة من أجل التحايل على شركات التأمينات.وأفاد مصدر من القطاع، أن عدد الملفات المشكوك في مصداقيتها وصل، خلال السنة الماضية، إلى حوالي 250 ألف ملف، ما يمثل 10 في المائة من إجمالي الملفات التي توصلت بها الشركات، التي ناهزت مليونين و 500 ألف ملف. وأشار المصدر ذاته إلى أن بعض المؤمنين تقدموا بملفات تتضمن تكاليف علاجات من بعض الأمراض التي يستبعد أن تصيب من هم في سن أصحاب هذه الملفات، ما أثار شكوك المسؤولين بشركات التأمين، الذين اضطروا إلى التحقق من مصداقية الملفات المقدمة، كما أن البعض يقدم أدوية لا تتلاءم مع صنف المرض المشخص من قبل الطبيب. ويلاحظ، من خلال المعلومات المقدمة من قبل شركات التأمين، أن نسبة كبيرة من الملفات المشكوك فيها ترتبط بطب العيون، ويرجع مهنيو التأمين ذلك إلى انتشار الأنشطة غير المهيكلة بهذا القطاع، ما يسمح بالتلاعب في قيمة الفواتير المقدمة، كما تعتبر علاجات الأسنان من المجالات التي يكثر فيها التلاعب في الملفات. وهناك بعض حالات الغش المرتبطة بالتلاعب بهوية الشخص المعني بالخدمات العلاجية، إذ يتم تقديم تكاليف علاج شخص غير مؤمن على أنه صاحب التأمين الصحي أو يدخل ضمن الأفراد المتحمل بهم من قبل المؤمن.وتشير المعطيات الإحصائية إلى أن شركات التأمين أدت مليارين و 800 مليون درهم من تعويضات من التكاليف الطبية لفائدة المؤمنين. وتدرس الشركات مختلف الخيارات الممكنة من أجل مواجهة هذه الظاهرة، بما في ذلك الكشوفات المضادة. عبد الواحد كنفاوي

المغاربة والتأمينات…الثقة المفقودة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

80 % من الاكتتاب تهم منتوجات إجبارية

فـروع جديـدة لـ"فلومـار"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات