3 أسئلة < ما هي حدود مسؤولية الشركة والزبون في تعاقدات التأمين؟< صنف المشروع عقود التأمين، ضمن عقود الإذعان، لتكون التعاقدات منظمة، بما يضمن حماية المستهلك فيها ضد البنوك التعسفية، وهنا يفترض أن تكتب العقود بشكل واضح، بشكل يتيح للزبون الاطلاع على مضامينها واستيعاب حقوقه وواجباته. كما يتحمل وسيط التأمينات واجب الإخبار تجاه الزبناء، من خلال تمكينهم من جميع المعلومات حول المنتوج، الذي يرغبون في الاكتتاب فيه.ويتعين على الزبون، خلال توقيعه على عقد التأمين، قراءة العقد بتمعن وتدقيق، ذلك أن بعض البنود والمضامين تتميز بأهميتها البالغة، وبالتالي وجب التركيز عليها والتوقف عندها، إذ يجب التأكد من أن العقد يستجيب فعلا لمتطلبات الزبون من ناحية مضمونه، والتنبه إلى بند الاستثناءات العامة، وكذا الخاصة بضمانة دون غيرها. < ألا ترون أن هناك عوائق تحول دون إدراك الزبون لمحتويات العقد؟< بطبيعة الحال هناك عوائق عدة، مرتبطة بضعف التكوين وبعض الممارسات التجارية السلبية، إذ يتعين تعزيز تكوين وكلاء وسماسرة التأمين، وتحسيسهم بدورهم التوعوي، من خلال وجوب إخبار الزبناء بجميع المعلومات الخاصة بالمنتوج المسوق.وهناك، عوائق ثقافية مرتبطة بالأمية، فكيف لوسيط التأمين التعامل مع هذه الفئة، التي تمثل 35 % من السكان، إلى جانب مشكل آخر، مرتبط بتحرير جميع العقود باللغة الفرنسية، الأمر الذي يعقد عملية فهم واستيعاب بنود العقد من قبل الزبناء، إلا أن هذه الحواجز لم تكبح تطور ثقافة التأمين، ولو بشكل بطيء، مقارنة مع رهانات القطاع، ذلك أن 80 % من الاكتتابات تهم منتوجات التأمين الإجباري، وهي النسبة التي كانت قبل ذلك، مستقرة في حدود 90 %، ما يعكس إقبالا متزايدا على منتوجات التأمين الاختيارية، خصوصا عند التأمين على السيارات. < ما هي أبرز صور تحايل بعض الزبناء على شركات التأمين؟< سجلت الفترة الماضية مجموعة تنامي حالات التحايل على شركات التأمين، خصوصا في منتوجات التأمين على السيارات، وهي الحالات التي قادت المتورطين فيها إلى ردهات المحاكمة، بعد متابعتهم بالنصب والاحتيال، فمثلا، هناك حالات تهم التصريح بحوادث وهمية، إذ يلجأ بعض الزبناء الذين يسعون إلى التنصل من حادثة، مسؤوليتهم ثابتة فيها، إلى الاتفاق مع شخص آخر لإنجاز محضر صلح ودي.وهناك حالات أخرى للنصب على أكثر من شركة تأمين من خلال حادثة واحدة، إذ ينتقل الزبون للحصول على تعويض من مجموعة شركات، غير أن خبراءنا يقظون لمثل هذه الممارسات، ولا يترددون في كشفها ومتابعة المتورطين فيها، لأنها تتسبب في خسائر مهمة للشركات. أجرى الحوار: ب . ع *رئيس الاتحاد المغربي لوكلاء وسماسرة التأمين