مختلون يثيرون “السيبة” بفاس

اهتزت أحياء مختلفة بفاس، على إيقاع جرائم أبطالها مختلون عقليا، وصلت إلى حد قتل أرواح بريئة في حوادث مأساوية، يمكن تلافيها باجتثاث آفة استشرت بشكل لافت للانتباه، دون مجهود رسمي لإيلاء هؤلاء المرضى العناية اللازمة.خلافات بسيطة لأسباب تافهة أحيانا، عادة ما تنتهي بمآس اجتماعية في مشاهد «درامية» مقززة مؤثثة بلون الدم، من آخر حلقاتها إجهاز مختل عقليا كان في حالة هيجان، على بائع «كلينيكس» عند مفترق طرق بطريق صفرو عند مدخل حي الزهور الأول بفاس. سوء تفاهم بسيط تلقى بعده الضحية ضربة بسكين في قلبه، لم تمهله ليسقط صريعا أمام أعين المارة وعابري الطريق، ممن لم تكن لهم حيلة إنقاذ حياته ووقف نزيف دمه المهدور، في مشهد ما زال محفورا في ذاكرة كل من عاينه رغم مرور مدة على ذلك.ولا يقل حادث الطريق السيار بين فاس ووجدة عبر تازة، مأساوية عن سابقه، بعدما تسبب مختل عقليا في كارثة انتهت بوفاة عامل مغربي مهاجر هاجمه ورماه بحجارة أصابته في رأسه مردية إياه قتيلا بموقع قريب من الجماعة القروية باب مرزوقة.بداية هذا الحادث، تمت بإشهار الجاني مدية كبيرة تسلح بها، قبل اعتراضه سبيل العربات العابرة للطريق معرقلا حركة السير، قبل إجهازه على الضحية وتدخل مواطنين لشل حركته بعد فوات الأوان، رغم صعوبة ذلك أمام قوته الجسمانية وتهديده لهم.وانتهت الحصيلة بعدة إصابات بجروح متفاوتة، فيما أطلق الجاني الذي كان في حالة هيجان وهستيريا، ساقيه للريح فارا من مسرح الجريمة، ليتعقبه شباب أوقفوه وسلموه للسلطات المختصة، بعد مسلسل مرعب بحلقات واقعية غارقة في الدم في يوم صيفي قائظ. ولعل أطرف الحوادث التي تسبب فيها مختلون عقليا، مهاجمة أحدهم في عقده الثالث، إمام مسجد بحي المسيرة بزواغة بعد صلاة الظهر، دون سبب معقول، بعدما دخل في شجار معه بعدما طالبه بمغادرة المسجد بعد انتهاء موعد الصلاة وفراغ المصلين.لم يتقبل هذا الشاب المصاب بخلل عقلي والحامل بطاقة إعاقة ذهنية، طلب الإمام، فانقض عليه بعضة في أذنه، ما تسبب له في جروح نقل إثرها إلى المستشفى الجامعي، فيما تدخلت المصالح الأمنية لاعتقال المتهم ووضعه رهن الحراسة النظرية قبل إخلاء سبيله.والأخطر أن يصل الأمر إلى حد ارتكاب جريمة قتل في حق الأصول، كما هو حال أربعيني كان يقطن وحيدا مع والديه المسنين بمنزلهما بحي البورنيات الهامشي، سيما بعد استقلال باقي إخوته بسكناهم بعيدا عن العائلة، قبل أن يذبحهما قبيل الفجر. ذنب الضحيتين أنهما ألحا على مرافقته إلى مستشفى الأمراض العقلية، لعلاجه من مرضه العقلي، بعد ما استفحلت حالته بعد عودته من طنجة التي قضى بها أشهرا، ما لم يستسغه قبل أن يرتكب مجزرة في حقهما بذبحهما على الطريقة الداعشية.ولا يقل حادث مقتل أم وإصابة ابنتها بجروح بالغة في أنحاء مختلفة من جسمها، بشاعة عن سابقاتها، سيما أن منفذ الجريمة لم يكن إلا الابن المختل عقليا الذي لم يقدر عواقب ما قام به باستعمال أداة حادة أجهز فيها على حق أمه في الحياة والعيش بأمان.ويبقى حادث إجهاز مختل عقليا على والدته بحي زواغة قبل نحو سنتين، شبيها بالحادث السابق من حيث حيثياته وظروفه وطريقة تنفيذ الجريمة باستعمال السلاح الأبيض، لكن مع اختلاف في وقائع الحادثة التي انتهت باعتقال المتهم وإيداعه السجن. وليست مثل هذه الحوادث وحدها التي تفنن مختلون عقليا في إبداعها بحيثيات متباينة، بل شهدت فاس حوادث أكثر مأساوية أبطالها مرضى نفسيا بدرجة لم تصل للخلل العقلي، على غرار قتل أبوين لأبنائهما بحيي زازا والأدارسة وإجهاز أم على أبنائها.وما زال الرأي العام يتذكر حوادث أخرى لإضرام النار والضرب والجرح والاعتداء الجنسي، شهدتها مناطق متفرقة ضاحية فاس، بما فيها قتل شخص أصيب بحجرة طائشة رماه بها مختل من فوق السطوح، في ليلة أزعجه فيها بسمره والموسيقى الصاخبة المنبعثة.وتؤثث شوارع فاس نماذج من أشخاص يعانون خللا عقليا بدرجات متفاوتة، يثيرون أحيانا الضوضاء ويهددون سلامة الأشخاص بمحاولة إيذائهم أو السب. ويحتاج أمثال هؤلاء ممن يشكل الشارع مأواهم، إلى تدخل رسمي لإيوائهم في ملاجئ، أو إيداعهم مستشفيات مختصة في علاج الأمراض النفسية، عوض تركهم يواجهون مصيرا مجهولا ويشكلون خطرا على المارة.حميد الأبيض (فاس)

مختلون يثيرون “السيبة” بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دوري العرب يشعل البطولة

الإيداع... حماية مزدوجة للجاني

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات