ثلاثاة أسئلة: الحركة ضرورية

صغت نداء "من أجل 20 فبراير جديدة" في الذكرى الخامسة للحركة. كيف جاءت الفكرة وما دلالة توقيتها وحظوظ الاستجابة لها؟هو نداء نابع أولا، من حبي الراسخ للوطن ونابع ثانيا، من قناعاتي السياسية بأن الشروط التي أفرزت حركة 20 فبراير مازالت قائمة، وسأشرح لك كيف.وفي اعتقادي، أن دستور 2011 لم يفض إلى إرساء دعائم الملكية البرلمانية، بل بالعكس من ذلك وطد سلطات الملك الدستورية في مقابل سلطات حكومية ضعيفة، وبالتالي، نحن بعيدون كل البعد عن اقتسام واضح للسلطات.المعطى الثاني، أنه لم يسبق للمغرب في تاريخه أن كان رهينا لإملاءات المؤسسات المالية الدولية، أو فقد، بمثل هذا الحجم، سيادته الوطنية في ما يخص كل الملفات الاجتماعية، بل وحتى عندما أقر الحسن الثاني سياسة التقويم الهيكلي لم تتخل الدولة عن وظائفها الاجتماعية بالشكل الذي نلاحظه اليوم. وسأقول لكم السبب: إن أصحاب الثروة في المغرب اليوم لا يرغبون في فتح أي نقاش حول دورهم في التضامن الوطني، ومع الأسف عبد الإله بنكيران يزكي كل ذلك.الشرط الثالث الذي يساعد على انبثاق حركة 20 فبراير أن المغرب يعيش حالة اختناق سياسي خطير، إذ لم يعد للمجتمع صوت يعبر عن ضميره وعن تطلعاته بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة. حركة 20 فبراير كانت وما زالت ضمير هذا المجتمع. قدمت في وقت سابق، تقييما للتجربة برمتها، وقلت إن أحزابا وهيآت خططت لتحويل الحركة أداة لتحقيق أهداف غير معلنة وتصفية حسابات. كيف السبيل لإحياء فكرة ومبادرة تقول إنها سرقت نهاية 2011؟< أود التذكير هنا أن حركة 20 فبراير ساهمت، بشكل كبير، في إصلاح أوضاع هذا البلد وأن الاستثمار السياسي لهذا الزخم النضالي الكبير لا يمكن أن يكون سببا في توقف مسبباتها. وأعتقد أن الحركة لا تختزل في شخص أو أشخاص. الحركة تعبير عن تطلع المغاربة إلى أفق ديمقراطي حقيقي عنوانه حرية كرامة عدالة اجتماعية. أملنا أن تستوعب الدولة والأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني أن أفق الإصلاح يبقى مفتوحا، مستحضرين أن الغالب في أي معادلة سياسية هو المصلحة الوطنية. بين 2011 و2016، جرت مياه كثير من تحت جسور المغرب أنتجت سياقات مختلفة عن السابق، كما هيأت الشروط لظهور أشكال احتجاجية مختلفة حققت مكاسب في الواقع (الأطباء، الأساتذة المتدربون، حركات ضد غلاء الأسعار)..ألا تبدو لكم حركة 20 فبراير "صغيرة" مقارنة مع هذا الزخم؟أنت تتحدث عن مطالب فئوية ممكن أن تجد مكانتها الطبيعية والمشروعة في حركة 20 فبراير. إن الحركة نداء للمجتمع بمختلف مكوناته ومطالبه لبناء مغرب جديد يتسع للجميع و يقطع مع ثقافة الريع و الاحتكار و التسلط.أجرى الحوار: يوسف الساكت (*) أحد مؤسسي الحركة

50 تظاهرة احتجاجية يوميا

الحركة تحاول الانبعاث

مقالات ذات صلة

مانع إعلانات!!!