العطش ينقل الحراك إلى الضواحي

الملك ينبه الحكومة إلى ضرورة تزويد القرى البعيدة بالماء الصالح للشرب لم ينتظر سكان الدواوير المهددة بشح المياه فصل الصيف لبدء موسم مسيرات العطش، وبدأت تداعيات الجفاف تظهر قبل دخول فصل الربيع، وذلك بمطالبة المنتخبين بتسريع وتيرة البرنامج الوطني لتزويد العالم القروي بالمياه الصالحة للشرب، بل وصل الأمر إلى نشوب نزاعات بين القبائل كما حدث أخيرا نواحي سطات. وانطلقت الشرارات الأولى لثورة العطش مع بداية الخريف عندما خرج سكان الجماعة القروية سيدي بطاش بإقليم ابن سليمان في مسيرة احتجاجية، ضد المديرية الإقليمية للماء الصالح للشرب، التي اتهموها بالتنكر لوعودها في إنجاز مشاريع لزيادة صبيب المياه، منددين بما أسموه "حكرة" المسؤولين، لتتوالي بعد ذلك الاحتجاجات، الأمر الذي جعل الملك ينبه الحكومة إلى ضرورة تزويد القرى البعيدة بالماء الصالح للشرب عند الحاجة، إذ كشف بلاغ للديوان الملكي أن الملك شدد عند استقباله أخيرا، بالقصر الملكي بالدار البيضاء، كلا من رئيس الحكومة ووزير الفلاحة والصيد البحري، على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تداعيات التأخر في سقوط الأمطار، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، على ضرورة إيصال الماء إلى الدواوير المعزولة، وذلك في إشارة إلى المناطق التي خرج سكانها طلبا له. وبعد العرض الذي قدمه وزير الفلاحة والصيد البحري، أصدر الملك توجيهاته القاضية بتقديم المساعدة للفلاحين المعنيين، خاصة في سياق الظروف التي تميز السنة الحالية، بفعل هذه الظاهرة المناخية، وأعطى تعليماته قصد اتخاذ مجموعة من التدابير العملية في هذا الشأن. ويتعلق الأمر، في المقام الأول، بضمان تزويد القرى والدواوير البعيدة والمعزولة بالماء الصالح للشرب، عند الحاجة، على أن تشمل المبادرة الحكومية توفير الكلأ والمياه للمواشي في أحسن الظروف، وكذا المتابعة الدقيقة للحالة الصحية لقطعان الماشية، بالإضافة إلى حماية الموارد النباتية، وخاصة صيانة المكاسب التي تم تحقيقها في مجال الزراعات، في إطار الفلاحة التضامنية، سيمــا في شقها المتعلق بتحويل الأراضي الزراعية.ولم تقتصر الاحتجاجات على المناطق الجافة والصحراوية، إذ بدأت دائرة الغضب تتسع لتشمل القرى الجبلية، كمــا وقع في عدد من الجماعات التابعة لإقليم أزيلال، التي خرج سكانها في مسيرات جابت دواوير بوسكور وأسوكا وتاوريرت وبني عياط وأزود وأسكموت وأدندون وأكري ودمنات أنركي وتيلوكيت وأين ماجضن وتكلا أوزود وتكلفت، وذلك للمطالبة بالتزود بالماء وفك العزلة عنهم وتعبيد الطرق المؤدية لقراهم.وتحذر جمعيات المجتمع المدني من شبح انبعاث مسيرات العطش في مناطق أخرى ضواحي أكادير، في إشارة إلى المسيرة التي نفذها سكان منطقة تملاست أمام مقر الجماعة القروية، احتجاجا على تفاقم معاناتهم بسبب قلة مياه الشرب، وكذا تلكؤ الجهات المعنية في الاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة في توفير بعض الخدمات الأساسية في المنطقة التي تعاني التهميش والإقصاء، كما حاصر سكان سيدي محمد امبارك مقر عمالة خنيفرة احتجاجا على لامبالاة المسؤولين بمطالبهم المتمثلة في رفع المعاناة عنهم وحقهم في العيش الكريم، بتزويدهم بالماء الصالح للشرب في إطار برنامج تزويد العالم القروي بالماء والكهرباء، الذي يسهر عليه المكتب الوطني للماء والكهرباء.ياسين قُطيب

العطش ينقل الحراك إلى الضواحي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشاذلي: تفاجأت بضعف أداء المحليين

50 تظاهرة احتجاجية يوميا

مقالات ذات صلة