جنايات القنيطرة…عصابات يتزعمها قاصرون

قاض لمتهم "بغيتي تغتصبها في المقبرة وقلتي الناس الميتين ناعسين" إنجاز:عبدالحليم لعريبي جناة محترفون في تكوين العصابات الإجرامية، روعوا القنيطرة والمدن التابعة للدائرة القضائية لها، منهم من نفذ سرقات خطيرة تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض، وآخر نفذ سرقة في حق مسنة وحاول اغتصابها داخل مقبرة، ورشداء ترصدوا لضحاياهم بمجموعة من المناطق. عائلات تائهة، أتت صباح أول أمس (الأربعاء)، من سيدي سليمان وسيدي يحيى وسيدي قاسم وسوق أربعاء الغرب ومشرع بلقصيري وجرف الملحة والقنيطرة، إلى محكمة الاستئناف بعاصمة الغرب، لحضور أطوار محاكمات أبنائها. بعضهم لا يميز بين المحكمة الابتدائية وغرفة الجنايات الابتدائية، بعض النساء والشيوخ توجهوا إلى ابتدائية المدينة، وبعدها أشعروا بأن الغرفة التي سيمثل فيها أبناؤهم توجد بمحكمة الاستئناف.القاعة رقم 2 كانت جاهزة في الساعة العاشرة لاستقبال المتهمين، وبعد دخول رئيس الجلسة وقف الموقوفون والمحامون والمتقاضون والفضوليون لاحترام الهيأة المكونة من القاضي المقرر ومستشارين ونائب الوكيل العام وكاتب الضبط.شرع الرئيس في تفحص الملفات المعروضة أمامه، وبعدها شرع في المناداة على الجناة، الذين كان بعضهم يرتدي بذل النوم وآخرون بذلا رياضية، يبدو على وجوههم الإجرام . قاض صارم وجناة لا يرحمون نادى رئيس الجلسة على المتهمين، وكانت قضايا تكوين عصابات إجرامية والسرقات الموصوفة باستعمال السلاح الأبيض ومحاولات الاغتصاب، عنوانا للاتهامات التي وجهتها النيابة العامة وقاضي التحقيق إلى الجناة الذين مثلوا أول أمس (الأربعاء) أمام هيأة الحكم.حينما نظر رئيس الجلسة في ملف المتهم (ف.إ) اقشعرت أجساد الحاضرين، عندما تبين لهم أن الجاني حاول اغتصاب مسنة داخل مقبرة. الرئيس استقسر الموقوف حول سوابقه، فحاول المتابع إنكار تاريخه الإجرامي فرد عليه القاضي "أنت مزداد سنة 1975 ماكونتي لا عائلة ولا مولاي بيه واختاريتي هاذ الطريق وعندك مجموعة من السوابق" فشرع المتهم في سرد صفيحة سوابقه، وكان يظهر عليه التيهان، ليرد الرئيس عليه بسرعة" حيدتي المراة سروالها داخل المقبرة وقلتي الناس الميتين ناعسين غادي يخليوك دير ما بغيتي، ومن بعد بدات تتغوت وهربتي من بعد ما سرقتي ليها 100 درهم".كان رئيس الجلسة صارما في تعامله مع الجاني الذي حاول في بداية الأمر التملص من الاتهامات المنسوبة إليه، وبعدها شرع في سرد تفاصيل مؤلمة داخل قاعة الجلسات ليرد على القضاة "راه وقعات الواقعة وأنا كنت واخد السيلسيون"، واعترف بجميع الاتهامات المنسوبة إليه والوقائع المتضمنة بمحاضر الضابطة القضائية، وبعدما انتهى من تصريحاته شرع دفاعه بدوره في سرد تفاصيل "الحياة المؤلمة" التي كانت وراء دخول فؤاد إلى عالم الجريمة في سن مبكرة، مؤكدا أن مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية كانت سببا رئيسيا في ارتكاب الموقوف للأفعال الجرمية.وحينما منح رئيس الجلسة الكلمة الأخيرة للمتهم الأربعيني لم يجد بدا من الاعتراف، فهمس الرئيس في أذن المستشار، وبعدها طالب الموقوف بإشعاره بالمدة الحبسية التي ستصدر في حقه، فقاطعه القاضي وأكد له أن الحكم سيصدر بعد المداولة في آخر الجلسة. تكوين العصابات والسرقات مثل أمام الهيأة القضائية قبل المتهم (ف.إ)، ثلاثة متهمين بتكوين عصابة إجرامية والسرقة الموصوفة، وحينما شرع القاضي المقرر في الاستماع إلى المتهم (و.ب) حاول استفسار الرئيس فصرخ في وجهه بصوت مرتفع "أنا ليكنسولك ما شي أنت"، وأثناء الاستماع إلى الموقوف الذي ترك لديه شريكه حقيبة بها شيك مسروق، صرخ القاضي من جديد في وجه الجاني، الذي أوضح أنه تسلم منه الحقيبة اليدوية ولم يكن على علم ما بداخلها فرد القاضي "راه خاصك تعرف معامن تترافق".وبعدما أنهى الموقوف كلامه بدأ دفاعه في التأكيد على أن القصد الجنائي غير متوفر في التهمة المنسوبة إلى موكله وأنه تسلم الحقيبة دون أن يكون على علم بوجود شيك مسروق فيها، وأن المتهم الرئيسي استغل سذاجته، ومنحه المسروق لوضعه في سيارته. ضحايا مآسي اجتماعية حينما منح الرئيس لمتهم في عصابة الكلمة، نهض دفاعه وشرع بدوره في سرد أسباب ارتكاب الأفعال الجرمية، مؤكدا أن موكله كان ضحية مآس اجتماعية، وأن الموقوف يتيم بعدما هاجرت والدته إلى الديار اللييبة وهو مازال صغيرا، ولم يستفد من حنان أمه، فكان عيشه بدون أم سببا رئيسيا في الدخول إلى عالم الجريمة. وحينما أنهى الدفاع كلمته، أمر الرئيس الموقوفين الثلاثة بالمثول أمامه من جديد ومنحهم الكلمة الأخيرة في شأن الاتهامات المنسوبة إليهم، وبعدها غادروا القاعة بسرعة.وختم رئيس الجلسة الملفات المعروضة عليه أول أمس، بمناقشة قضايا ثلاثة متهمين بلغوا للتو سن الرشد، ونفذوا جرائم بعاصمة الغرب عن طريق سرقة مبالغ مالية وهاتف محمول وساعة يدوية باهظة الثمن ونظارتين من النوع الجيد باستعمال السلاح الأبيض، وبعدما منحهم الرئيس الكلمة نهض متهم، وأوضح للرئيس أنهم لم يكن لديهم سلاح أبيض أثناء تنفيذ جرائمهم، وأظهرت أقوالهم تورطهم في الاتهامات المنسوبة إليهم من قبل النيابة العامة.وبعدما أنهى رئيس الجلسة في الساعة الثانية عشرة الملفات المعروضة عليه، والتي توزعت ما بين تكوين العصابات الإجرامية والسرقات الموصوفة باستعمال السلاح الابيض وتعدد السرقات بيد مسلحة ومحاولات الاغتصاب بالعنف، رفع الجلسة إيذانا بالمداولة في هذه القضايا. احتراف الجريمةأظهرت الملفات التي عرضت على غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بعاصمة الغرب، أن غالبية المتهمين لهم سوابق واحترفوا عالم الإجرام في سن مبكرة.ويقول مصطفى حمو محام بهيأة القنيطرة في تصريح ل"الصباح"، إن القضايا المعروضة على غرفة الجنايات الابتدائية، أصبح أبطالها شبابا صغار السن، ويرجع المحامي هذه الجرائم إلى مجموعة من العوامل أهمها انعدام التربية والانقطاع عن الدراسة في سن مبكرة.وأضاف المتحدث نفسه أن أغلب العصابات التي ترتكب جرائم بعاصمة الغرب بات يتزعمها شباب تنحصر أعمارهم ما بين 17 سنة و30 "ما بقيناش تنشوفو الشلاغمية" يقول المحامي، وهو يستحضر العصابات التي روعت الغرب في العقود الماضية، وكان يتزعمها منحرفون كبار ذاع صيتهم داخل منطقة الغرب وضواحيها. سوابق: أظهرت الملفات المعروضة على غرفة الجنايات الابتدائية بالقنيطرة، أول أمس (الأربعاء)، أن أغلب المتابعين لهم سوابق في تكوين العصابات الإجرامية والسرقات باستعمال الأسلحة البيضاء.

جنايات القنيطرة…عصابات يتزعمها قاصرون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

سننافس على اللقب

فحوصات دقيقة لأعراب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات