بنسعيد: الصحراء جسر للاندماج المغاربي

وجه محمد بنسعيد أيت يدر، أحد قادة جيش التحرير المغربي والزعيم اليساري رسائل قوية إلى الشعب الجزائري وقواه السياسية والمدنية، بشأن العلاقات بين البلدين الجارين.ولم يفوت العضو القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، والذي تربطه علاقات قوية بشخصيات سياسية جزائرية، بحكم قضائه سنوات منفيا بالجزائر، فرصة حضوره للذكرى الأربعينية لوفاة حسين أيت أحمد، لعقد سلسلة لقاءات وحوارات إعلامية للإسهام في تحريك مسلسل تطبيع العلاقات بين البلدين، وتجاوز أسباب الخلافات التي تعرقل مسيرة البناء المغاربي.وقال أيت يدر في حوار مع صحيفة "ليبرتي" الجزائرية، إنه رغم تقدمه في العمر، فقد بذل مجهودا كبيرا، وتحدى نصائح الأطباء، وأصر، منذ وصوله إلى الجزائر، على عقد أكبر عدد من اللقاءات مع القوى السياسية الحية في الجزائر سواء من الشخصيات الحكومية أو الشباب أو هيآت المجتمع المدني، لنقل رسالة إلى الشعب الجزائري، قائلا "لا ترهنوا المستقبل، ولا تغذوا الصراعات، ولا تقطعوا علاقات الأخوة بين شعبينا".واعترف بنسعيد، جوابا عن سؤال حول إمكانية عقد تقارب بين الجزائر والمغرب، بتعقد الوضعية السياسية على أرض الواقع، إذ تمر العلاقات بين البلدين من حين إلى آخر من فترة هدوء إلى مرحلة توتر قصوى، مشيرا إلى المواجهات في المحافل الدولية وفي البرلمان الأوربي، وفي منتديات الشباب العالمي ومنتديات حقوق الإنسان. وأكد الزعيم الاشتراكي أن الشعبين المغربي والجزائري ينشدان الكرامة والعيش الآمن، والولوج إلى الحق في التربية والشغل والثقافة، وكل حقوق المواطنة، وهي حقوق يجب أن تضمنها القوانين. ودعا للمناسبة إلى إنهاء نزاع الحدود بين البلدين ومشكل الصحراء المغربية، موضحا أن قضية الصحراء لا يمكن أن تكون أكثر تعقيدا من مشكل "الألزاس" و"اللورين" بأوربا، والتي رغم مخلفات الحربين العالميتين، ورغم تراكم حالات سوء الفهم والأحكام المسبقة، فقد كان لفرنسا وألمانيا الشجاعة لطي صفحة الماضي، وتدشين صفحة جديدة في اتجاه بناء أوربا.وأوضح بنسعيد أن المغرب والجزائر يمكن لهما الإقدام على خطوة مماثلة، بتدشين صيرورة العلاقات الإيجابية، مؤكدا أن حلا سياسيا وعادلا متفاوضا عليه بشأن نزاع الصحراء الذي طال كثيرا أمر ممكن، إذا تم تجاوز لغة الخشب، والانتقال إلى ثقافة الإنصات المتبادل للمقاربات العقلانية، والتي تراعي المصالح الإستراتيجية المشتركة للبلدين.وقال إن منطقة الصحراء يمكن أن تصبح جسرا للاندماج المغاربي، وليس إلى سبب للتفرقة، كما هو الحال اليوم، مشيرا إلى أن الأمل في بناء مغرب كبير خيم على أجواء تخليد الذكرى الأربعينية لوفاة القائد حسين آيت أحمد."إننا في حاجة إلى امتلاك الشجاعة الضرورية من أجل التأكيد لأبنائنا ونسائنا ورجالنا، القناعة بإمكانية تغيير هذه الوضعية. صحيح النزاع معقد، لكن إرادة الوحدة يمكن أن تهزم كل الصعوبات"، يقول المقاوم بنسعيد.وختم أيت يدر حواره مع الصحيفة الجزائرية قائلا "إن مستقبل الجزائر هو المغرب، ومستقبل المغرب هو الجزائر". ب. ب

"أوطو إكسبو" بكورنيش عين الذياب

خريطة جديدة لأكاديميات التربية

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات