“البام” و”بيجيدي”… نهاية الاستنزاف

العدالة والتنمية يعتبر انتخاب العماري على رأس الأصالة والمعاصرة بداية المواجهة الشاملة تشير أول ردود الأفعال الصادرة عن قيادات حزب "المصباح" إثر نجاح إلياس العماري في الوصول إلى منصب الأمانة العامة في الأصالة والمعاصرة، إلى أن حزب رئيس الحكومة قرأ في مجريات المؤتمر الوطني الثالث المنعقد نهاية الأسبوع الماضي ببوزيقة، على أنه رسالة مفادها نهاية حرب الاستنزاف بينهما وبداية زمن المواجهة الشاملة. بنكيران ـ العماري... الهدوء الذي يسبق العاصفة الأمين العام الجديد لـ "البام"أجل مجاراة تصعيد "بيجيدي" إلى الخريف المقبل ستكون الأشهر القليلة المقبلة بمثابة الهدوء، الذي يسبق عاصفة الانتخابات التشريعية المقبلة، إذ يصر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، أمين عام العدالة والتنمية، وإلياس العماري الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، على التزام الصمت وتجميد الحرب الخطابية بينهما، لتجنب تأثيرات سلبية على حصيلتي الحزبين في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وما زاد من حساسية الظرفية السياسية تزامن المؤتمر الوطني الثالث لـ "البام" مع الإعلان شبه الرسمي عن تاريخ إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذ في الوقت الذي كان ينتخب فيه أعضاء المجلس الوطني لحزب الجرار، كشف بنكيران عن موعد إجراء الانتخابات التشريعية، وذلك في اجتماع بأعضاء منتدى أطر حزب العدالة والتنمية، تسرب منه أن الانتخابات ستجري في الأسبوع الأول من أكتوبر في حال لم تحدث مستجدات. لم يتأخر الحزب الحاكم في قراءة انتخاب إلياس العماري على رأس الحزب الرئيس في المعارضة بقياس عدد المقاعد في المجالس المحلية والجهوية تحت عنوان انتصار منطق التحكم، إلى حد تشبيه ذلك بما كان يقع في مؤتمرات أحزاب حسني مبارك بمصر و زين العابدين بنعلي في تونس ما قبل الثورة، في حين فضلت القيادة الجديدة لـ “البام” عدم الرد برفع شعار مصلحة الوطن أولا، إذ قال العماري، في ندوة صحافية عقدها مباشرة بعد انتخابه، إن حزبه لم يضع الخط الأحمر في وجه أي حزب ، وإنه جاء "ليساهم في مواجهة الإسلاميين، دفاعا عن المسلمين" على اعتبار أن "المغرب بلد مسلم، ونحن ندافع عن الدين، وليس الفكر الديني"، مجددا التحذير من خطورة خوصصة واحتكار المشترك، و من عدم الفصل بين السياسة. ولم يكن خيار تأجيل المواجهة مشتركا بين الحزبين المذكورين، على اعتبار أن "البام" تجاهل الرد على هجوم الموقع الرسمي للعدالة والتنمية، الذي رأي في انتخاب العماري وغياب التنافس الديمقراطي على منصب الأمين العام في "حزب التحكم" ومنصب رئيس المجلس الوطني والتصويت عليهما بالإجماع كافيين لفهم طبيعة النموذج الديمقراطي الذي يغرف منه هذا الحزب، مسجلا أن المراهانات السابقة للضبط والتحكم في الحياة السياسية لم ولن تجدي نفعا، لأن "طريق المغرب نحو الانتقال الديمقراطي الحقيقي وسبيلها للالتحاق بركب الدول الصاعدة سالكتان اليوم". لم يقف لسان حال العدالة والتنمية على الشبكة العنكبوتية، عند وصف أشغال المؤتمر بل وجه نداء إلى أعضاء الحزب مخاطبا من وصفهم بالمراهنين على بقاء النهج التحكمي بعد انهياره في تونس ومصر، بأنهم يستثمرون في تهديد الوطن وتهديد استقراره والتشويش على النموذج السياسي والديمقراطي و بالتالي في استدعاء عودة الربيع العربي. بدوره لم يتمكن العماري من إنهاء أول ندوة صحفية يعقدها أمينا عاما للأصالة والمعاصرة دون الحديث عن علاقته ببنكيران، عندما قال ردا على أسئلة الصحافيين "لقد قطعت على نفسي وعدا كأمين عام للأصالة والمعاصرة ألا أتحدث مع رئيس الحكومة إلا بالمستوى الذي يليق بمؤسسة رئيس حكومة المغاربة" وأنه لن أرد عليه إلا بأسلوب فيه احترام كبير للمؤسسة التي أتشرف برئاستها، مشددا على أن أعضاء حزبه لا يهاجمون الأشخاص، حتى في مراحل الاختلاف التي وصلت في وقت من الأوقات حد نفي الآخر، ومؤكدا أن حزبه في المعارضة وليس هدفه الهيمنة وسيحتل الموقع الذي يستحقه بمعية الشركاء الذين يتقاسم معهم حب الوطن. ولم يجد السائق الجديد لجرار الأصالة والمعاصرة بدا من وضع النقط على الحروف موضحا أن العلاقة التي ستجمعه بحزب بنكيران عادية ولا عداوة فيها، على اعتبار أن "البام" ليس له مع "بجيدي" أي مشكل اللهم التحفظ عن مسألة خلطه بين الدين والسياسة، ماعدا ذلك فإن "الوطن واحد، يجمعنا جميعا، ومصلحته هي العليا، ويجب أن نحتكم في خصومتنا السياسية إلى القوانين". ياسين قُطيب

“البام” و”بيجيدي”… نهاية الاستنزاف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لا تقارب في الأفق

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات