أزواج يرسمون خارطة غضبهم على أجساد زوجاتهم

الاعتداء قد يصل إلى حد الإجهاز على الزوجة تكاثرت حوادث «شرملة» الأزواج لزوجاتهم في لحظة غضب لا يقدرون فيها عواقب رسمهم «خارطة طريق» تشتيت أسرهم بأنفسهم وما يعقب ذلك من اعتقال ومتابعة وحرمان من الحرية الشخصية لمدد متفاوتة، قد لا ينفع الندم والبكاء على الأطلال في تذويب المعاناة النفسية والاجتماعية الناجمة عنها. وتبقى الظروف الاجتماعية والجهل والعقلية الذكورية، أسباب محورية في مثل هذه الحوادث، التي قد تصل إلى حد إزهاق روح شريكة الحياة، خصوصا عندما يغيب الحوار الوسيلة الأنجع لحل كل المشاكل بدل اعتماد العنف أداة لتركيع الزوجة في كل خلاف قد يكون بسيطا تسهل السيطرة عليه ببرودة أعصاب.وتبقى «الزيغة» والشك في الخيانة الزوجية سببين جوهريين في تشرميل الأزواج لزوجاتهم بتشويه وجوههن أو ضربهن في مناطق حساسة من أجسادهن، أو بصب مادة حارقة على الوجوه أحيانا، عن سبق إصرار لإخفاء معالم جمال مفتخر به إلى حد الغرور من قبل المعتدى عليها، كما يعتقد خطأ أحيانا. وتبدو حكمة «يلا سخن راس، يبرد الآخر» شعار زيجات تماسكت أيام زمان رغم كل تلك العوامل، مغيبة في زمننا الذي لا تقود «سخونة الراس» فيه إلا إلى هلاك الذات والآخر، ليبقى الأطفال ضحايا تخلف العقليات وطغيان الأنا والتسرع والاندفاع في حوادث تنهي بطليا عش زوجي بلون الدم و»الحكرة». قصص مؤلمة لحوادث أدت فيها زوجات ضريبة خلافات أسرية من أجسادهن وحياتهن، وتصلح لسيناريوهات أفلام مثيرة، بإخراج واقعي لا يحتاج إلى حبكة أو مجهود إبداعي لإعادة ترتيب مشاهده في واقع يحتاج إلى تكثيف حملات التحسيس الكفيلة بإعادة الهدوء إلى زيجات اهتزت على إيقاع الدم.والأغرب أن يكون «المشرمل» شخصا مفروضا فيه تحليه بالرزانة لمركزه الاجتماعي والعائلي، عكس دركي سابق يدير شركة لكراء السيارات بصفرو، أنهى 25 سنة من زواجه برسم حرف “y” مرفوق بخطين فوقه وتحته، على خد زوجته، بسبب مشاكل عكرت صفو ودفء علاقتهما التي تحولت إلى كوابيس يومية. تربص الزوج بأم ابنتيه، ابنة مراكش الحمراء التي تنازلت في مناسبات سابقة عن شكايات قدمتها ضده قبل أن تختار الطلاق بديلا وهروبا من جحيم يومي لا يطاق، أمام ثانوية قصدتها لتنقيل صغيرتهما، قبل أن يشرع في رسم خرائط غضبه بآلة حادة على وجهها أمام أعين المارة وبعض حراس الثانوية.جروح بالغة أصيبت بها الضحية في وجهها وعنقها وتطلب رتقها 26 غرزة طبية، وشهادة طبية ب40 يوما عجزا مؤقتا، لم تكن كافية لنسيانها حادثا مفجعا سيظل موشوما في ذاكرتها المجروحة قبل القلب المتيم، الذي تلقى ضربة موجعة من شخص أحبه بصدق ودون نفاق أو مصلحة.ولا تقل قصة ابنة إيموزار كندر من الإقليم نفسه، إثارة عما تعرضت إليه هذه المراكشية، بعدما رسم زوجها ذو السوابق القضائية، لوحات ورسومات في مختلف أنحاء جسمها، سيما في البطن والفخذ والعنق والكتف، باستعمال سلاح أبيض بمنزل أسرتها، بعدما سامحته عقب اعتداءات سابقة. وقطع الزوج أصبع يد الضحية، التي أصيبت بعاهة مستديمة، قبل اعتقاله بعد أكثر من سنة على الاعتداء وإحالته على ابتدائية صفرو، التي دفعت بعدم الاختصاص وأحالت ملفه على غرفة الجنايات الابتدائية بفاس التي أدانته ب5 سنوات سجنا نافذا، وأدائه 50 ألف درهم تعويضا مدنيا للزوجة. وتبدو قصة زوجة أخرى من دوار ناحية سيدي حرازم، أخف ضررا جسديا مقارنة مع سابقتيها. لكن ضررها النفسي غير محسوب النتائج بعدما “ذاقت” من يد زوج أفنت معه زهرة شبابها، “علقة” حولت جسدها المتشايخ، إلى لوحة “بانورامية” تعلوها الزرقة من كل جانب، دون أن يسلم أخوه من ذلك. وتتشابه قصتها مع زوجة من فاس، رافقت زوجها إلى غابة، اعتقادا منها بقضاء لحظات جميلة في التنزه والترويح عن النفس، قبل أن تخرج منها بجروح وعين منتفخة كادت تصاب بعاهة مستديمة، بعدما تفنن في تعذيبها بعيدا عن أعين الناس، ليخرج من الملف “بلا عقاب” في غياب الشهود. وتبدو قصة زوجة من حي باب الغول، أكثر مأساوية بعدما بصم الزوج المعتقل والمدان بعقوبة حبسية سالبة لحريته أنهاها، لوحات مؤثثة بجروح خطرة، بأنحاء مختلفة من جسمها بما فيها تلك الحساسة التي طالما تلذذ بشهوته الجنسية منها، لما كانت “العلاقة بينهما سمن على عسل”. حميد الأبيض (فاس)

أزواج يرسمون خارطة غضبهم على أجساد زوجاتهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإحساس بالإهانة دافع إلى العنف

لقجع يضاعف منحة المحليين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات