وزارة الداخلية… أسد بلا أنياب

معركة الموظفين تندلع بين العمال ورؤساء المجالس والعمالات منذ تعيين محمد حصاد على رأس وزارة الداخلية، والاستفهامات تتناسل حول الأسباب التي جعلت هذه الوزارة تتحول من وزارة كان يطلق عليها ذات زمن «أم الوزارات»، إلى وزارة يتيمة فقدت أحسن أبنائها، منهم من قضى نحبه، ومنهم من همش تهميشا لغرض في نفس الرجل الأول بالوزارة. ويا ليت الأمر بقي محصورا في التهميش، بل انتقل إلى الحكم بالإعدام على مسؤولين ترابيين راكموا، طيلة مسيرتهم المهنية، ما يكفي من التجربة، ليتم استبدالهم ببعض «النكرات» ممن جيء بهم من قطاعات بعيدة كل البعد عن البيت الداخلي لوزارة الداخلية التي تحولت في زمن بنكيران وبعض وزرائه الذين تحولوا إلى أصدقاء مخلصين إلى الوزير، إلى «أسد بلا أنياب»، وأصبح سياسيون وبرلمانيون يتطاولون على «كبار» رجالها، بعدما كان البعض منهم في عهد «أم الوزارات» الحقيقي يكلفون موظفين في البرلمان من أجل حجز مقعد لهم في القاعة المغربية، من أجل الاقتراب فقط من الوزير القوي. لابد أن نعرف أسباب «الانسجام» الزائد الذي بات يطبع علاقة الوزير المعلوم (...) بكبير الوزراء، ووزيره الذي يطمح إلى خلافته في المستقبل على رأس قيادة الحزب العتيد. وقيل قديما إذا ظهر السبب، بطل العجب، فالوزير «الخدوم» للحزب المعلوم يعتقد أن فضل الحزب العتيد عليه لم يقدر بثمن، وعليه ظل، منذ تعيينه، لا يرد له طلبا، وقد ظهر ذلك في العديد من المحطات، أبرزها محطة الإعداد للقوانين الانتخابية السابقة، إذ كان ينسق ويتجاوب مع كل ما يأتي به نواب الحزب الكبير، فيما ظل يشهر لاءاته في وجه كل التعديلات والمقترحات التي كان يتقدم بها نواب أحزاب «الكتلة» رحمة الله عليها في زمن الحصاد الذي يلي موسم الجفاف. لنعد إلى «رجالات» الداخلية، ونتساءل: أين هم؟ ولماذا اختفوا؟ من كان السبب؟ ولمصلحة من؟ الجواب على كل هذه الاستفهامات لا يحتاج إلى كثير عناء. فالكل يتحدث عن أن آلة الحصاد أتت على الزرع والضرع، ولم تبق على «سنابل» الداخلية، واقفة شامخة، ولماذا؟ الجواب نجده لدى الوزير المعلوم (...) الذي يبدو أن وصفات العلاج التي كان يقدمها أبناء الوزارة لم يعد لها مفعول علاجي قوي وسريع، الأمر الذي عجل بالتضحية بهم، والزج بهم في برودة ثلاجة الوزارة، أو تمكينهم من «المغادرة غير الطوعية»، نزولا عند رغبة الوزير الذي لم تعد الوزارة قوية في عهده، وتحولت إلى رصاصة فارغة، لا تخيف أحدا. وهل تعلمون من هو المستفيد الأكبر؟ بالطبع، إنه الحزب الذي يعول عليه معالي الوزير من أجل حمايته من هجومات الخصوم والأعداء، وما أكثرهم. انظروا كيف تحول رؤساء مجالس العمالات والأقاليم في عهد حصاد، يعطون الأوامر للسادة الولاة والعمال، ولاحظوا كيف أصبح هؤلاء السياسيون «المنتخبيون» على المقاس، يوجهون تحذيرات شديدة اللهجة في رسائل مكتوبة إلى «كبار» مسؤولي وزارة الداخلية، تماما كما حدث في قضية ما بات يعرف بمعركة موظفي وموظفات الولايات والعمالات، ومن سيتحكم فيهم. وفي الختام لا يسعنا إلا أن نردد سبحان مبدل الأحوال.عبد الله الكوزي

وزارة الداخلية… أسد بلا أنياب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أندية المحمدية دون ملاعب

113 وزيرا متقاعدا يتقاضون 24 مليون درهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات