محاكمة قاتلي محام وزوجته بمكناس

أدينوا ابتدائيا بعقوبات تراوحت بين الإعدام والسجن المؤبد من المقرر أن تبت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بمكناس، في 31 دجنبر الجاري، في القرار المطعون فيه بالاستئناف، القاضي بإدانة ستة متهمين بجرائم تكوين عصابة إجرامية، والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد أعقبته جناية السرقة الموصوفة، والتمثيل بجثة وإخفائها، وإخفاء أشياء متحصل عليها من جناية السرقة الموصوفة مع العلم بظروف ارتكابها، والتحريض على الفساد وإعداد منزل للدعارة، كل حسب المنسوب إليه. وأصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، في الساعات الأولى من صباح رابع عشر أبريل 2009، أحكاما تراوحت بين عقوبة الإعدام في حق ثلاثة متهمين، ويتعلق الأمر بالشقيقين (ع.ب) و(م.ب) وشريكهما (ع.ع)، والسجن المؤبد في حق (ب.ر)، وسنتين ونصف السنة حبسا نافذا في حق (م.ت)، وستة أشهر حبسا موقوف التنفيذ في حق (ف.ع)، فيما قضت الغرفة ذاتها بسقوط الدعوى العمومية في حق المتهم (ع.ب)، شقيق المتهمين (ع.ب) و(م.ب)، الذي توفي بالسجن المحلي سيدي سعيد بمكناس خلال مرحلة التحقيق مع المتهمين، في حين قضت الغرفة عينها بعدم مؤاخذة باقي المتهمين في القضية، وعددهم عشرة، وصرحت ببراءتهم من المنسوب إليهم، ما جعل النيابة العامة تطعن باستئناف القرار.وشكلت المجزرة، التي راح ضحيتها المحام (إ.ح) وزوجته (م.ب)، اللذين جرت تصفيتهما من طرف الإخوة البوعامي، أصحاب محل للجزارة وبيع اللحم المفروم بحي النجارين بالمدينة العتيقة بمكناس، بمعية (ب.ر) الذي كان يعمل في صفوف الوقاية المدنية، و(ع.ع) مهاجر بالديار الإسبانية، (شكلت) حدثا شغل الرأي العام المحلي والوطني، ولغزا حير المحققين واستنفر كل الأجهزة الأمنية بمكناس، بتنسيق مع نظيرتها بعاصمة المملكة، من أجل الكشف عن خيوط وملابسات هذه الجريمة التي وقعت بتاريخ 16 فبراير 2006 بمكناس، قبل أن تسفر التحريات التي باشرها المحققون عن إيقاف أحد المتهمين بالرباط، الذي قاد التحقيق معه إلي الكشف عن باقي الجناة، الذين جرى إيقافهم الواحد تلو الآخر. مؤشر الزمان يشير إلى بعيد مغرب 16 فبراير 2006، عندما كان المحامي وشريكة عمره قافلين كالعادة إلى منزلهما بحي النجارين بمكناس، ولم يكن يدور بخلدهما أبدا أن كرونولوجيا حياتهما ستتوقف عن الدوران في تلك الليلة الباردة والمطيرة من فصل الشتاء، حيث كان الأجل المحتوم ينتظرهما، بل الجناة يترصدوهما بهدف دق آخر مسمار في نعشهما، الشيء الذي حصل فعلا بعد محاولتين سابقتين باءتا بالفشل. ففور همهما بفتح باب شقتهما بالطابق الأول، الواقع مباشرة فوق المحل المذكور الخاص بشواء اللحم المفروم، فاجأهما المسميان (ع.ب) و(ع.ع) بضربات قوية بقضبان حديدية على رأسيهما أردوهما قتيلين، مستعينين بجهاز(في سي دي (رفعوا صوته حتى لا يسمع أحد صراخ الضحيتين، ليتم سحب جثتيهما إلى الطابق الثاني، حيث توجد شقة (م.ب)، وهناك واصل المعتدون تنفيذ عملهم الإجرامي الذي خططوا له بإتقان وحرفية كبيرتين، إذ قاموا بفصل لحمهما عن العظام بسكاكين ومناشير أحضرها (ع.ب)، قبل أن يطحنوا اللحم بآلة الفرم وحولوه إلى «كفتة آدمية» عمدوا إلى خلطها بالماء وصبوها في قنوات الصرف الصحي في محاولة يائسة لإخفاء معالم الجريمة، بينما عملوا على تقطيع العظام إلى أجزاء صغيرة، بما فيها عظام الجمجمتين، باستخدام آلات خاصة، ووضعوها داخل حقيبة كبيرة الحجم، ليقوم بعد ذلك المتهمان (ع.ع) و(ب.ر) بنقلها على متن سيارة من نوع (فياط باليو) إلى تمارة، حيث ألقوا بها في وادي الشراط. ولم يكتف الجناة بقتل الضحيتين، بل دخلوا إلى منزلهما واستولوا على حلي من المعدن الأصفر في ملكية الزوجة، فضلا عن بعض الملابس والعطور ومبلغ مالي وهاتف محمول من نوع (موتورولا) خاص بالزوج، وهو الهاتف الذي سيكون الاتصال الذي أجرته عبره المتهمة (م.ت) زوجة (ع.ع) مع إحدى المولدات قصد مساعدتها علي نزع خيط العقد الطبية، الناتجة عن خضوعها لعملية ولادة قيصرية، السبب في الوصول إلى الجناة.وتتلخص دوافع الجريمة في النزاع، الذي كان قائما بين الضحيتين والإخوة البوعامي، حيث تقدم الطرف الأول بشكاية يعرض فيها تضرره الكبير من الدخان الكثيف المنبعث من محل شواء اللحم المفروم (الكفتة)، الذي يوجد في ملكية الطرف الثاني، الذي فكرت مكوناته في الوسائل المشروعة وغير المشروعة للتخلص ممن يسعون إلى قطع مصدر رزقها، علما أن المشروع كان يدر دخلا محترما على أصحابه، الذين اختاروا سلك الطريق المؤدية إلى ما وراء أسوار السجن المحلي تولال 2. خليل المنوني (مكناس)

محاكمة قاتلي محام وزوجته بمكناس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وفيات في حوادث مختلفة بفاس

محاكمة متهم بخيانة الأمانة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات