بيع الأصوات… استقالة مواطن

الملك حذر من التصويت مقابل دراهم معدودة واعتبره أمانة ثقيلة لم تعد مسببات أزمة التمثيلية السياسية تقتصر على ضعف الأحزاب وحياد الدولة، وامتدت سهام النقد إلى عموم المغاربة، سواء تعلق الأمر بالممتنعين عن المشاركة في الانتخابات، أوالذين لا يترددون في أخذ ثمن الدخول إلى مكاتب التصويت، إذ لم يتردد الملك قبيل انتخابات شتنبر الماضي في التحذير من التصويت مقابل دراهم معدودة والتشكي من سوء التدبير وضعف الخدمات. وفي الاتجاه نفسه، ذهب عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، عندما أكد في عز أيام الحملة الانتخابية السابقة للانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، أن مشاركة الشباب المغربي في الحياة السياسية ليس اختيارا وإنما هو واجب ضروري إن هم أرادوا أن تتغير أوضاع البلاد في الاتجاه الإيجابي، مهيبا بالمغاربة التسجيل في اللوائح الانتخابية والتصويت على الأصلح.يجمع أهل الاختصاص، في العلوم السياسية وعلم الاجتماع، على أن المواطنة تبنى فوق المشاركة السياسية والانتخابية، وأن اختلال هذا الشرط بالامتناع عن التصويت أو التصويب بمقابل، سيكون بمثابة استقالة من صفة "مواطن"، إذ يعتبر امحمد مالكي، مدير مركز الدراسات السياسية والدستورية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن المواطنة ليست سلعة قابلة للتصدير، وإنما هي عملية بناء متدرج في الزمان والمكان، مشددا على أن تجارب الغرب تمدنا بما يكفي من العناصر الدالة على أن المواطنة سيرورة منتظمة ومعقدة من النضالات والاجتهادات والمساعي الدؤوبة.وسجل مالكي، في خلاصات دراسة أنجزت بشراكة مع مركز الدراسات المتوسطية والدولية، أن المواطنة ثمرة جهود متواصلة، لا تقوم بها الدولة فحسب، بل ينهض بها أيضا المجتمع بكافة مكوناته، منبها إلى الحاجة الماسة لبناء جديد للمواطنة بكل ما يستلزم ذلك من شروط ومستلزمات، خاصة مع فشل مشروع توفير شروطها منذ الاستقلال. ومع توالي تنديد الأحزاب بـ"الخروقات" التي تنسف المحطات الانتخابية، و رصد النسيج الجمعوي استعمال الأموال لشراء أصوات الناخبين، لم يجد الملك بدا من توجيه نداء إلى المغاربة مفاده أن "التصويت أمانة ثقيلة" ، إذ شدد خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب على أن "التصويت حق وواجب وطني، وأمانة ثقيلة على المغاربة أداؤها، فهو "وسيلة بين أيديهم لتغيير طريقة التسيير اليومي لأموركم، أو لتكريس الوضع القائم، جيدا كان أو سيئا".كما أوضح الخطاب الملكي أن انتخاب رئيس الجهة وأعضاء مجلسها بالاقتراع المباشر، يعطي الناخبين سلطة القرار في اختيار من يمثلهم، وأن عليهم أن يحكموا ضمائرهم وأن يحسنوا الاختيار، لأنه "لن يكون من حقهم غدا، أن يشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدم لهم"، مشددا على أن السلطة التي يتوفر عليها المواطن، للحفاظ على مصالحه، وحل بعض مشاكله، ومحاسبة وتغيير المنتخبين، تتمثل في كلمة واحدة من ثلاثة حروف "صوت "، خاصة والمغرب على أبواب ثورة جديدة، في إشارة إلى تطبيق الجهوية المتقدمة، التي يريدها عماد الوحدة الوطنية والترابية، والتضامن بين الفئات، والتكامل والتوازن بين الجهات.ياسين قُطيب

بيع الأصوات… استقالة مواطن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغاربة وقيم المواطنة في ميزان تقارير دولية

التهرب الضريبي "شطارة وفهلوة"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات