المغاربة وقيم المواطنة في ميزان تقارير دولية

التطوع والدفاع عن الوطن واحترام القانون ثلاثة مؤشرات تكشف انفصام الشخصية المغربية ترصد التقارير الدولية سلوك المغاربة بعلاقاتهم بالمحيط الذي يعيشون فيه، فمن خلال استقراء عدد من المؤشرات التي تعتمدها المنظمات، يمكن التعرف على تمثلات المواطنين المغاربة حول فكرة المواطنة، سواء تعلق الأمر بعلاقاتهم بالأفراد أو الجماعات والمؤسسات، أو في علاقاتهم بالوطن ككل. أهمية التقارير الأجنبية تكمن في أنها ترسم واقع حالنا من خلال مسافة كافية مع الأحداث تعطي لنتائج تحليلها مصداقية. إلا أن بعض التقارير لا تكون دائما مستوفية شروط الموضوعية، سيما تلك التي تتعامل مع التحولات الاجتماعية بالمغرب بعقلية استعمارية دونية.في تقرير حديث صدر عن مؤسسة الأعمال الخيرية البريطانية CAF، صنف المغرب ضمن البلدان الأقل كرما في التطوع والتبرع لفائدة الجمعيات الخيرية. وإذا كانت عملية التبرع والبذل لمساعدة الآخرين، تشكل واحدة من المؤشرات التي تعكس فكرة المواطنة، فإن المغاربة احتلوا ضمن هذا التصنيف الدرجات الأخيرة في الرتبة 126 عالميا في مؤشر التطوع، من أصل 145 بلدا شملتهم الدراسة. ويشمل المؤشر الذي تعتمده المنظمة البريطانية قياس ثلاثة عناصر وهي: نسب مساعدة الأشخاص الأجانب داخل كل بلد، ونسب التبرع بالمال والإقبال على العمل التطوعي، وهي مؤشرات ثلاثة حاز فيها المغربي ترتيبا متأخرا. من حيث التبرع بالمال لفائدة الجمعيات تذيل المغاربة أسفل الترتيب محتلين الرتبة الأخيرة، ذلك أن عدد المتبرعين لا يتجاوز 3 في المائة، بينما تحسن هذا التصنيف في مجال العمل التطوعي إلى الرتبة 141 عالميا بينما رأى التقرير أن المغاربة أكثر إقبالا على مساعدة الغرباء محتلين الرتبة 48 من أصل 145 دولة شملها البحث.تردد المغاربة في أعمال التطوع والمساهمة الاجتماعية في نفقات المؤسسات الخيرية، يوازيه حسم وإقبال كلي على التطوع لخدمة الوطن والدفاع عنه في مواجهة الأخطار. فقد أشار استطلاع للرأي أنجزه معهد بحث دولي أن 94 في المائة من المغاربة هم على استعداد لحمل السلاح من أجل الدفاع عن وحدة الوطن. وبهذا التصنيف احتل المغاربة الرتبة الأولى عالميا بشأن استعدادهم للخوض في حروب من أجل البلاد، متقدمين على مواطني بلدان أوربية وآسيوية، حيث اكتشف التقرير أن 25 في المائة فقط من المواطنين الأوربيين أبدوا استعدادهم الدفاع عن بلدانهم في مواجهة الأخطار. في هذا التقرير يبرز المغاربة بصفتهم وطنيين يستمدون روح التضحية من قيم المواطنة.في بعض التصنيفات العلمية، تربط بعض الدراسات بين احترام القوانين وتحقق المواطنة، فإذا كانت النصوص القانونية وضعت لتؤطر الحياة اليومية للناس، فإن احترامها دليل على ارتفاع مستوى المواطنة والتحضر داخل المجال الذي يتعايشون فيه ويخضعون لقواعده وقوانينه. في التقرير احتل المغرب الرتبة 55 من بين 102 دولة في تصنيف الدول التي تحترم القوانين الجاري بها العمل وسيادتها في البلدان. فحسب دراسة للمنظمة الأمريكية "مشروع العدالة العالمية" فإن المغرب في تراجع ضمن قائمة البلدان التي يحترم مواطنوها القوانين.بالعودة إلى القانون، نجد أن فكرة المواطنة تصدرت الدستور المغربي بالتنصيص الصريح على التزام المملكة المغربية بتحقيق تلازم صريح بين حقوق وواجبات المواطنة، إذ اعتبر الفصل الأول من الدستور أن المملكة المغربية تواصل توطيد وتقوية مؤسسات دولة حديثة، مرتكزاتها المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة، وإرساء دعائم مجتمع متضامن، يتمتع فيه الجميع بالأمن والحرية والكرامة والمساواة، وتكافؤ الفرص، والعدالة الاجتماعية، ومقومات العيش الكريم، في نطاق التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة. وقد وردت كلمة المواطنة في العديد من فصول الدستور ترسيخا لمكانتها في صك الحقوق التي ورد التنصيص على سموها بنص الوثيقة الدستورية نفسها.إحسان الحافظي

المغاربة وقيم المواطنة في ميزان تقارير دولية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإرهاب يخيم على الديربي

بيع الأصوات... استقالة مواطن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات