تقرير أسود عن التعليم الأولي

أقل من 50 في المائة مسجلون بمؤسساته والقطاع شبه غائب بالوسط القروي أظهرت نتائج البحث الوطني الذي أنجزته المندوبية السامية للتخطيط حول التعليم الأولي، خلال أكتوبر ونونبر من 2014، وشمل 12 ألفا و500 أسرة تمثل جميع الجهات والفئات الاجتماعية، أن السنة الماضية عرفت ولوج 995 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و5 إلى التعليم الأولي أي ما يعادل نسبة تصل إلى 48,7 %فقط، علما أن القطاع يستحوذ عليه التعليم العصري، الذي يشمل الحضانة، وروض الأطفال، الذي يضم أكبر نصيب من المتمدرسين، بنسبة تصل إلى %93,3 مقارنة بقطاع التعليم التقليدي، الذي يجسده الكتاب والمسيد، اللذان لا يتجاوز الإقبال عليهما نسبة 6,7 %. معطى آخر كشفت عنه دراسة المندوبية، يكمن في استحواذ القطاع الخاص على التعليم الأولي، إذ يستقبل %94,5 من الأطفال المستفيدين من التعليم الأولي مقابل 5.5 %للقطاع العمومي. إنجاز: هجر مغلي يبدأ ولوج الأطفال ما بين 3 سنوات و5 إلى التعليم الأولي انطلاقا من عمر متوسط يبلغ 3,3 سنوات مما يفرز مدة تمدرس أولي تبلغ سنة ونصف في المتوسط، علما أن نسبة التمدرس بالتعليم الأولي، المحسوبة بالنسبة إلى الفئة العمرية 6-7 سنوات، والتي أتمت نظريا مرحلة التعليم الأولي، تصل إلى %64,8، ويبلغ سن الالتحاق بالتعليم الأولي في المتوسط 7,3 سنوات في هذه الحالة، كما تبلغ المدة التي يتم قضاؤها بالتعليم الأولي من قبل الفئة العمرية نفسها، ما معدله 3,2 سنة في المتوسط.وبخصوص لغات التدريس بالتعليم الأولي، كشفت معطيات المندوبية أن اللغة العربية لوحدها تتقدم اللغات المدرسة بنسبة تصل إلى 2,2 %، تليها الفرنسية والعربية مجتمعتين بنسبة تصل إلى 45,5 %، وبدرجة أقل بكثير الإنجليزية والفرنسية والعربية مجتمعات، بنسبة لا تتعدى 1,3 %. إقبال ضعيف على التعليم الأوليرغم أن المغاربة، أصبحوا يولون اهتماما أكبر للتعليم الأولي، ويحرصون على إدماج أبنائهم بأحد مستوياته الثلاثة، إلا أن المندوبية السامية للتخطيط، أكدت تباطؤ وتيرة ارتفاع نسبة التمدرس بالتعليم الأولي، إذ تزايدت هذه النسبة بوتيرة تعرف انخفاضا متتاليا.وتؤكد الإحصائيات الإدارية هذا الاتجاه نحو التراجع لوتيرة ارتفاع نسبة التمدرس بالتعليم الأولي، ذلك أن نسبة التمدرس بالتعليم الأولي للفئة العمرية "4 إلى5 سنوات"، ارتفعت من 39,4 % في 1994 إلى 50,1 % خلال 2004، ليتخذ هذا الارتفاع منحى أكثر بطئا، ويستقر في 53,8 %، العام الماضي، الشيء الذي يؤكد التباطؤ الذي يعرفه ارتفاع نسبة التمدرس بالتعليم الأولي. المدارس الخاصة تستقبل 94,5 % من الأطفالاتجاهان رئيسيان آخران بينتهما معطيات البحث، يهمان الخوصصة والعصرنة المتواصلتان للتعليم الأولي. فمن جهة، استقبلت المؤسسات الخاصة للتعليم الأولي خلال العقد الأول لهذه الألفية حوالي 94,5 % من الأطفال المتمدرسين بالتعليم الأولي. ومن جهة أخرى، سجلت مندوبية الحليمي تراجع التعليم الأولي التقليدي لصالح القطاع العصري، فخلال الستينات، لم يكن قطاع التعليم الأولي العصري يستقبل سوى 17,5 % من المتمدرسين، مقابل 90,3 % خلال سنوات 2000، فيما سجل منحى معاكس من قبل قطاع التعليم الأولي التقليدي الذي تراجعت أعداد المتمدرسين به من حصة 82,5 % إلى 9,7 % خلال الفترة ذاتها.من جهة أخرى، تبين المعطيات المتعلقة بجميع فئات الأعمار انخفاضا مزدوجا في سن ومدة التمدرس بالتعليم الأولي على حد سواء. ورغم أن سن ولوج التعليم الأولي انخفض من الستينات إلى العقد الأول من هذه الألفية بحوالي سنة، لم يؤد ذلك إلى تحسن مدة التمدرس بالتعليم الأولي. بل على العكس من ذلك، يضيف البحث، "انخفضت هي الأخرى من 2,8 سنة خلال الستينات إلى 2,6 سنة خلال الثمانينيات ثم إلى 2,4 سنة خلال سنوات 2000 بفعل الانخفاض الذي عرفه سن ولوج التعليم الابتدائي أواخر التسعينات بصفة خاصة". أكثر من نصف الأطفال لم يلجوا المدارسكشفت نتائج البحث الوطني حول التعليم الأولي أن أكثر من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات و5 لم يترددوا بعد على أي مؤسسة للتعليم الأولي لأسباب عدة منها جنس الطفل وعمره ومميزاته الأسرية والاجتماعية.وحسب وثيقة المندوبية، يظهر أن الآباء يولون أهمية أكبر لتمدرس أبنائهم الذكور في التعليم الأولي (51,1 %) مقارنة بالفتيات (46,2 %). وبغض النظر عن السن، تفوق نسبة تمدرس الفتيان بالتعليم الأولي نسبة الفتيات بـ 6,3 % في سن ثلاث سنوات وب 10,5 % في سن الخمس سنوات.من جهة أخرى، تعد الأسر الصغيرة الحجم الأكثر إقبالا على تدريس أبنائها بالتعليم الأولي، ذلك أن فرص التعليم الأولي لدى الأسر المتكونة من أقل من 5 أفراد، تمثل قرابة ضعف الفرص المتاحة في تلك التي تتكون من أكثر من 6 أفراد. كما أنه كلما ارتفع عدد الأطفال في الأسرة، كلما تقلصت فرص التعليم الأولي، فالأسر التي تضم طفلين تسجل نسبة تمدرس في التعليم الأولي تفوق بمرتين الأسر التي لديها أكثر من 3 أطفال.وخلصت مندوبية الحليمي في السياق ذاته إلى أن محدودية الدخل الفردي للأسر ذات الحجم المرتفع وضعف إمكانياتها لتغطية مصاريف التعليم الأولي، يؤثران بصورة كبيرة على مستوى الإقبال على التعليم الأولي، ذلك أن "نسبة التمدرس بالتعليم الأولي للأطفال المتحدرين من 20 % من الأسر الغنية بمفهوم مستوى المعيشة تفوق بـ 3,7 أضعاف نسبة تمدرس الـ 20 % المحدودة الدخل".إضافة إلى ذلك، فإن الآباء ذوي المستوى التعليمي المتوسط أو العالي و/أو من طبقة اجتماعية متوسطة أو غنية متشبثون أكثر بولوج أبنائهم للتعليم الأولي. ففرص التمدرس بالتعليم الأولي لطفل والده ذو مستوى تعليمي عال، تمثل أكثر من ضعفي فرص طفل لم يلج والده قط المدرسة، و1,5 ضعف فرص طفل والده حصل بالكاد على المستوى الابتدائي.وفيما وقفت المندوبية السامية للتخطيط على أن الأطر العليا، وأصحاب المهن الحرة، والتقنيين، والمستخدمين والحرفيين يعدون الأكثر اهتماما بتمدرس أطفالهم بالتعليم الأولي، "فأكثر من 60 % من أطفال هاته الفئات، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و5، يستفيدون من التعليم الأولي"، نبهت إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع أبناء الفلاحين لا يستفيدون من التعليم الأولي. إقبال أبناء القرى لا يصل عتبة 20 %خلصت مندوبية الحليمي في إطار استعراضها للمميزات المجتمعية التي تحدد الولوج إلى التعليم الأولي، أساسا ما يتعلق منها بوسط الإقامة وفئة السكن والولوج إلى الخدمات الاجتماعية، (خلصت) إلى تهميش التعليم الأولي في الأوساط التي تفتقر إلى هياكله، "فعموما، تفوق نسبة التمدرس بالتعليم الأولي بالوسط الحضري، التي تصل إلى حوالي 72,6 %، بـ 3,7 أضعاف النسبة المسجلة بالوسط القروي، التي لا تتجاوز عتبة 19,6 %.وبداخل كل وسط إقامة، تختلف هاته النسبة وفقا لجودة إطار العيش. ففي الوسط الحضري، تعتبر نسبة التمدرس بالتعليم الأولي أكبر في أنماط السكن "الفاخر والعصري" (81,6 %) يليها السكن "الاقتصادي والاجتماعي" (75,3 %)، لتنخفض في طبقات السكن "العشوائي" (65,4 %) وفي "المدينة العتيقة" (62,9 %).في المقابل، يتحسن الولوج إلى التعليم الأولي في الوسط القروي، كلما تقلصت المسافة الفاصلة بين التجمعات السكنية والطريق من جهة، ونقاط الماء من جهة أخرى. فمن ناحية، سجل السكان القرويون الذين يتوفرون على المياه بمساكنهم نسبة تمدرس بالتعليم الأولي تصل إلى 28,2 %، أي ما يعادل 3,7 أضعاف النسبة الملاحظة لدى الأسر القروية التي تبعد عن نقاط الماء بأكثر من كيلومتر واحد (7,6 %). ومن ناحية أخرى، فإن نسبة التمدرس بالتعليم الأولي للأطفال القرويين، الذين يبعدون عن الطريق بأقل من كيلومتر واحد تصل إلى 26,6 %، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف النسبة المسجلة بين أقرانهم الذين يبعدون عن الطريق بأكثر من 3 كيلومترات (8,6 %).مردودية أقل خلصت دراسة المندوبية حول التعليم الأولي إلى أن مردودية التعليم الأولي التقليدي أقل بكثير من التعليم الأولي العصري، "الأمر الذي يشكل، على الأرجح، أحد العوامل المفسرة لتراجعه المطرد منذ استقلال البلاد"، ذلك أن معدل التمدرس بالابتدائي للأشخاص البالغين 25 سنة فأكثر، الذين حظوا بتعليم أولي عصري هو أكبر ب 1,3 مرة من المعدل المسجل لدى نظرائهم الذين تلقوا تعليما أوليا تقليديا. ترتفع هذه النسبة إلى 1,8 مرة بالنسبة إلى استكمال التعليم الابتدائي، وإلى مرتين بالنسبة إلى استكمال التعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي. وعموما يحسن التعليم الأولي الرأسمال البشري الوطني، من خلال زيادة متوسط عدد سنوات الدراسة وأمد الحياة الدراسية، وهي متغيرات تدخل في حساب مؤشر التنمية البشرية. وبلغة الأرقام، متوسط سنوات الدراسة عند شخص يبلغ 25 سنة فما فوق، تلقى تعليما أوليا، هو أكبر ب 2,3 مرة مقارنة مع شخص لم يحصل على هذا التعليم. كما أن الأشخاص الذين لم يتلقوا تعليما أوليا يراكمون عند التحاقهم بالدراسة، سنوات دراسة تقل بحوالي سنتين عن الأشخاص المتمدرسين الذين استفادوا من التعليم الأولي، علما أن متوسط السنوات التي يرتقب قضاؤها في النظام التعليمي من قبل تلميذ يبلغ 6 سنوات ويلج إلى السنة الأولى من التعليم الابتدائي، هي أقل بين أولئك الذين لم يتلقوا تعليما أوليا مقارنة مع الذين استفادوا منه.الأولي يقلص الهدرأكدت نتائج البحث أن التفاوت في الولوج إلى التعليم الأولي في المغرب، كما في مختلف دول العالم، يترجم إلى عدم تكافؤ فرص النجاح الدراسي ويؤدي، وفق نظرية الرأسمال الاجتماعي، إلى تفاوتات إزاء الارتقاء الاجتماعي.ولاحظت المندوبية انطلاقا من البحث أن التعليم الأولي يحفز على الولوج إلى المدرسة، "فالولوج إلى التعليم الابتدائي هو أكبر لدى الأطفال الذين استفادوا من التعليم الأولي، مقارنة مع أولئك الذين لم يستفيدوا منه"، إذ يعد الولوج إلى المدرسة بالنسبة إلى كل الأجيال أكبر ب 1,7 مرة لدى أولئك الذين تلقوا تعليما أوليا، والذين يبلغ معدلهم 80,7 % مقارنة مع الذين لم يتلقوه (47,6 %). ورغم أن المندوبية أكدت أن هذا الفرق يقل مع مرور الوقت إلا أنها كشفت في المقابل أن هذا الفرق يظل قائما، "ففي 2014، تجاوزت نسبة تمدرس الأطفال بين 7 و12 سنة الذين تلقوا تعليما أوليا (97,6 %) تلك المسجلة لدى أقرانهم الذين لم يستفيدوا منه (92,7 %) بنسبة 5,3 %".علاوة على ذلك، يحد التعليم الأولي من ظاهرة الهدر المدرسي بشكل ملحوظ، ذلك، أنه إذا كان حوالي 2,3 % من التلاميذ والطلبة تخلوا عن الدراسة برسم الموسم الدراسي الماضي، تشير معطيات المندوبية إلى أن نسبة المتخلين أكبر بمرتين في أوساط التلاميذ والطلبة الذين لم يتلقوا تعليما أوليا في طفولتهم، مقارنة مع أقرانهم الذين تلقوا هذا التعليم، علما أن نسبة الهدر المدرسي في التعليم الابتدائي أكبر بثلاثة أضعاف لدى الأطفال الذين لم يتلقوا تعليما أوليا مقارنة مع الذين استفادوا منه. وتبلغ هذه النسبة ضعفين في التعليم الثانوي الإعدادي، و1,4 ضعفا في الثانوي التأهيلي، و1,8 ضعفا في المؤسسات الجامعية، أي أن "التعليم الأولي يحسن المسار الدراسي من المرحلة الابتدائية إلى التعليم العالي، من خلال مساهمته في الحد من الهدر المدرسي".

تقرير أسود عن التعليم الأولي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مغربيات "داعش"... جنس وقتال بطعم الخلافة

8000 "بهيمة" تقتات على النفايات الطبية بمديونة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات