فكت السلطات الأمنية بعمالة الحي المحمدي، الأربعاء الماضي، لغز الاحتراق المتتالي لعدد من الشقق بإقامات الأمان والوفاق بمقاطعة عين السبع، المصنفة ضمن مشاريع السكن الاجتماعي وتضم حوالي 8 آلاف شقة.وقال مصدر إن العناصر الأمنية استبعدت عددا من الفرضيات التي كانت تشتغل عليها منذ أكثر من شهرين، ضمنها وجود خلل في شبكة الربط بالتيار الكهربائي، حين وضعت يدها على عدد من المشبه فيهم، أكدوا أثناء التحقيق الأولي معهم، أنهم وراء إضرام النار في عشر شقق على الأقل، بعد الاستيلاء على محتوياتها، قصد تدمير معالم الجريمة.وأكد المصدر إن رسالة هاتفية توصلت بها الدائرة الأمنية للحي الجميل من قبل حارس سيارات، قادت التحقيق إلى وجهته الصحيحة، إذ جرى التركيز على تحركات شباب يقطنون بالإقامات السكنية نفسها لاحظ حارس السيارات أن «علامات ثراء» مفاجئة ظهرت عليهم، من قبيل ارتدائهم ملابس وأحذية رياضية تحمل علامات معروفة، وحملهم هواتف محمولة ولوحات إلكترونية باهظة الثـــــــمن. وحسب المصدر نفسه، فإن عناصر الأمن استدعت بعضا من هؤلاء الشباب وشرعت في الاستماع إليهم عن مصدر الثراء المفاجئ الذي بدا عليهم، سيما أن أغلبهم لا يتوفر على شغل وليس له مدخول قار. وقال المصدر إن جلسات الاستماع لم تدم طويلا، إذ انهار أحدهم وشرع يحكي كيف تحولت سرقة الشقق غير المأهولة بالإقامات مصدر رزق لعدد من زملائه الذين ذكرهم بالاسم. وقال المتهم إن أفراد العصابة كانوا يتربصون بالشقق المجهزة والفارغة التي يوجد أصحابها خارج المنطقة، ويعمدون إلى تكسير أقفالها في ساعات متأخرة من الليل، ويسرقون جميع محتوياتها، قبل أن يعمدوا إلى إضرام النار فيها، لمحو أي أثر لبصماتهم، وطمس معالم الجريمة.وباشرت عناصر الأمن حملة اعتقالات في صفوف أفراد العصابة الذين وصل عددهم إلى ثمانية اعترفوا، أثناء التحقيق التمهيدي، معهم بالمنسوب إليهم، في انتظار إحالتهم على النيابة العامة للتقرير في مصيرهم.يوسف الساكت