تسببت الأمطار الغزيرة التي عرفها إقليم الجديدة، في قطع الطرق جراء فيضانات الأنهار والأودية، إلى جانب امتلاء وادي "فليفل" القادم من نواحي سيدي بنور، وقطع الطريق الجهوية رقم 316 الرابطة بين الجديدة وسطات عبر أولاد افرج وبولعوان، تزامنا مع مواصلة الأشغال على القنطرة المارة فوقه.ودفع ذلك، مسؤولي المديرية الإقليمية للتجهيز- والنقل والسلطات المحلية بالجديدة، إلى الانتقال إلى المكان عينه والوقوف على الأخطار المحدقة بالطريق. وتدخل مسؤولو الشركة المكلفة بإنجاز الأشغال لتوسعة وإعادة هيكلة القنطرة، لتقليص تدفق المياه التي تجمعت وقطعت حركة المرور بضع ساعات.وزارت "الصباح" مكان الأشغال ووقفت على الأضرار التي خلفتها مياه الأمطار، التي فرضت على مستعملي الطريق، بعد ارتفاع منسوب المياه بجنبات الوادي نفسه، خاصة القادمين من سطات وأولاد اسعيد وأولاد افرج وخميس متوح، تحويل وجهتهم عبر الطريق الثانوية العابرة للجماعة القروية لأولاد حمدان مؤقتا قبل التدخــــــــــــل للحد من قوة التدفق. وانتقد العديد من مستعملي هذه الطريق بطء الأشغال، إذ لم يعد المقطع المحدث صالحا للمرور لوجود حفر تعرقل حركة العبور وتؤثر سلبا على الحالة الميكانيكية للسيارات. وقال مسؤول عن الشركة المكلفة ببناء القنطرة، "شرعنا في العمل خلال شهر يوليوز الماضي، وما زالت مدة الإنجاز لم تنته بعد، بل إننا متقدمون في الأشغال وخلال أيام قليلة، ستصبح القنطرة جاهزة، علما أن المدة لن تنتهي قبل فبراير من السنة المقبلة".ومعلوم أن وادي "فليفل"، يعتبر مجرى مائيا، عرفه سكان إقليم الجديدة وسيدي بنور، دائم الجفاف، لكن العديد منهم مازال يتذكر غزوته للجديدة، عبر فترتين، (خلال يناير ونونبر 1996)، عقب الأمطار الطوفانية، التي شهدها المغرب في تلك السنة وأتى على العديد من الأزقة والشوارع والمرافق الاجتماعية، منها كلية العلوم ومعهد التكنولوجيا التطبيقية والمدرسة الفندقية والمخيم الدولي والمعهد الفرنسي ومقر القيادة الجهوية للدرك الملكي ومقر المكتب الجهـــوي للاستثمار الفلاحي لدكالة وغيرها من المؤسسات الأخرى.واحتج عدد من مستعملي الطريق نفسها، منهم رجال ونساء التعليم العاملون بمنطقة أولاد افرج والجماعات التابعة لها، قرب القنطرة نفسها على الأضرار التي يتعرضون لها وبطء الأشغال، وطالبوا السلطات المعنية بضرورة التدخل لوضع حد لمعاناتهم وذكرت مصادر "الصباح"، أن سيارة من نوع "كونغو"، غرقت بالممر الترابي المحاذي للقنطرة ذاتها وتعرضت لأضرار كبيرة. وبذلت الجهات المسؤولة، مجهودات كبرى للحد من خطر وادي "فليفل"، بعد توسيع المجرى وتوجيه شطر منه عبر قنوات لصرف مياه الأمطار للتقليل والحد من صبيبه. وخصصت ميزانية مهمة، قدرت في 72 مليون درهم لإنجاز قنوات من الإسمنت المسلح، بشراكة بين وزارة الداخلية ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ووكالة الحوض المائي لأم الربيع لمواجهة هذا النوع من الكوارث الطبيعية والحد من السيول المطرية.أحمد ذو الرشاد (الجديدة)