العطش يخرج جيران عيون جافة بتاونات للاحتجاج

حشدوا دعما حقوقيا استعدادا لأشكال احتجاجية غير مسبوقة أجج العطش غضب سكان جماعتي البيبان وسيدي المخفي بتاونات. وصدحت حناجرهم بعبارات الامتعاض من واقع لا يحسدون عليه وازداد قتامة في الأسابيع الماضية، دون أن يجدوا حيلا لتداركه. بعضهم خرج في مسيرات احتجاجية، وآخرون حشدوا الدعم الحقوقي استعدادا لمعارك غير مسبوقة بمناطق غنية بثرواتها المائية المهدورة، في انتظار التفاتة رسمية حقيقية لتدارك الأمر وإعادة الروح إلى عيون جفت من شدة الإهمال. ندرة الماء بقرية عين باردة، وتوقف أشغال ربطها به من سد مجاور، وانقطاعه عن مركز سيدي المخفي. عناوين مقتضبة لمشاكل كبيرة أرقت السكان الذين خاصموا لغة الصمت وجهروا على غير عادتهم، بعبارات الامتعاض منها، على غرار زملائهم بمركز بني وليد، الذي لماء صنابيره لون وطعم ورائحة عكس ما يلقن بمدارسها من غياب تلك الصفات في مادة حيوية يؤدون ثمن استهلاكها رغم انتفاء شروط الجودة فيها. أولى صيحات الغضب صدحت بها حناجر سكان مركز سيدي المخفي المدعمين بممثلي الهيآت الحقوقية والمدنية، في وقفتهم الاحتجاجية الأربعاء الماضي أمام مقر الوكالة بتاونات للمكتب الوطني للماء والكهرباء، التي رفعوا فيها شعارات استنكرت الانقطاع المتكرر للماء أكثر من شهرين، رغم أداء الزبناء لفواتير استهلاك وهمية دون استفادتهم من هذه المادة، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل لإيجاد حل للمشكل. السكان طالبوا في عريضة من 70 توقيعا، بإيجاد جل جذري ونهائي لآفة العطش التي ضربت الأحياء السكنية والمؤسسات العمومية، ووقف حالة الفوضى وسوء التدبير الناتج عن تصرفات القائمين على القطاع محليا، واستكمال أشغال ربط المركز بالشبكة القروية لتاونات على غرار باقي الجماعات المجاورة، وتعميم المبادرة على الأحياء والدواوير المجاورة التي قدمت طلبات في الموضوع دون أن تستفيد من هذه الالتفاتة. ويستغرب السكان ومعهم فعاليات المجتمع المدني وموظفو الجماعة والمستوصف ودار الطالب والطالبة، استمرار أزمة الماء بالمنطقة التي لا تبعد إلا بكيلومترات عن سد الساهلة، مبدين استعدادهم للدخول في أشكال احتجاجية تصعيدية إلى حين إنصافهم وضمان حقهم في الاستفادة من الماء وأبسط شروط العيش، مؤكدين أن أي حلول ترقيعية لن تثنيهم عن الدفاع عن مطالبهم العادلة والمشروعة. يؤدي سكان قرية عين باردة بجماعة البيبان بدائرة غفساي، ضريبة على الاستهلاك الشهري بدون أي استهلاك للماء، بعدما التزموا بتسديد كل متطلبات ربط منازلهم بهذه المادة، دون أن يلتزم المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بتزويدهم بها، ضدا على رغبتهم وحاجتهم. انتظار إيجاد حل للمشكل، طال أكثر من المتوقع بقرية جفت ينابيع مياهها، بما فيها العين التي سميت باسمها وتحولت إلى أطلال تبكي حظها العاثر. 6593 نسمة مجموع سكان هذه القرية المتراصة المباني، يتعايشون مع معاناة حقيقية لا تنتهي جراء أزمة الماء الشروب الذي يؤدون عنه “طاكسات” دون أن ينعش صنابير جافة سكنتها الأشباح، ويكيلون كل الاتهامات للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ب”تعطيشهم عنوة” و”جعلهم يقبلون بهذا الواقع المرير المفروض عليهم رغم أنوفهم في غياب من يدافع عن سكان باعوا أملاكهم وأمتعتهم لربط منازلهم بالماء” يقول ابن الدوار المفضل العاطفي. هذا الواقع فرض عليهم قطع مسافات طويلة لجلب الماء من عيني تازغدرة ومرتب والوديان المجاورة، على متن بهائم ازدادت آلامها اليومية، في انتظار رأفة مسؤولي المكتب لحالها وحال أصحابها، سيما الأطفال منهم، بعدما استنزفت الأثقاب الاستكشافية التي حفرت وجهزت من قبل الوكالة اليابانية جايكا، الفرشة المائية وكل منابع المياه بالقرية، في ظل تناسل الأسئلة حول الجهة المستفيدة من المادة، بعد إفلاس مشروع تزويدها بها من سد مجاور. حميد الأبيض (فاس)

العطش يخرج جيران عيون جافة بتاونات للاحتجاج

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صيادلة البيضاء: الوالي اتخذ قرارا تعسفيا في حقنا

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات