الملك يأخذ هولاند في جولة ليلية بطنجة

بنموسى قال إن الرباط وباريس على طريق مربح للجانبين أنهى الرئيس الفرنسي زيارته للمغرب بجولة ليلية مع الملك في طنجة، إذ لم يتردد القائدان، مساء أول أمس (السبت)، في فك حصار رجال البروتوكول الملكي والرئاسي، والخروج إلى الأحياء الشعبية لعاصمة الشمال بسيارة يقودها جلالته دون حراسة. وشوهد الملك، بعد حفل العشاء الرسمي، في مناطق مختلفة من طنجة على متن سيارة رياضية رفقة الرئيس الفرنسي، الذي بدا منشرحا بالمبادرة الملكية. وكشفت مصادر متطابقة أن الجولة الملكية لم تقتصر على كورنيش المدينة، بل شملت عددا من الأحياء الشعبية لأكثر من ساعة. وأجمع كل من ما صادف مرور السيارة الملكية على أن فضول الضيف في استكشاف المدينة لم يمنعه من تبادل الحديث مع الملك.وقد علقت مصادر دبلوماسية مرافقة للرئيس الفرنسي على الجولة بأنها دليل على تجذر العلاقات المغربية الفرنسية، وعودة التوافق الإستراتيجي بين البلدين، واصفة الزيارة بأنها «قمة الصداقة».في سياق متصل، وصف شكيب بنموسى، سفير المغرب بباريس، الزيارة بأنها دفعة جديدة للعلاقات بين البلدين على طريق مربح للجانبين، وذلك بالنظر إلى حساسية الملفات المفتوحة على طاولة القمة، خاصة في المجالات الاقتصادية والأمنية والدينية. وسجل الدبلوماسي المغربي، في تصريح لـ «الصباح»، أن عودة مياه العلاقات المغربية الفرنسية إلى مجراها، دليل على نجاعة السياسات المغربية في المجالات المذكورة، وعلى أن المغرب أصبحت له مكانة إقليمية تفرض أخذها بعين الاعتبار من قبل دول الجوار الأوربي. وأكد بنموسى أن العلاقات بين البلدين تسير في اتجاه مربح للجانبين، على اعتبار أنها تتيح للمقاولات الفرنسية تحسين تنافسيتها وتوسيع أسواقها، كما سيستفيد المغرب من الاستثمارات الدولية، سواء في مجال إحداث مناصب الشغل، أو على صعيد التكنولوجيا والخبرة في المهن العالمية، مشددا على أن الحضور القوي للمغرب في عدد من القطاعات بإفريقيا يشكل فرصة ينبغي استغلالها بالنسبة إلى الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين.وبخصوص المجالين الأمني والديني، قال بنموسى إن التعاون الثنائي يهدف إلى التصدي المشترك لآفة التطرف، مؤكدا أن التجربة المغربية في هذا المجال متفردة وتحظى باهتمام الجانب الفرنسي الذي يرغب في أن تتولى السلطات المغربية تكوين أئمة فرنسيين في ما يتصل بقيم الإسلام المعتدل والوسطي الذي تنهجه المملكة، مشددا على ضرورة السعي إلى تعزيز التعاون الأمني ضمن سياق إقليمي أوسع، خاصة في إطار مجموعة الأربعة ومجموعة خمسة زائد خمسة التي يشارك فيها المغرب بفعالية.وكان جلالة الملك أقام، بالقصر الملكي بطنجة، حفل استقبال على شرف رئيس الجمهورية الفرنسية والوفد المرافق له، بحضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأميرة للا سلمى، والأميرة للا حسناء، وللا أم كلثوم حرم الأمير مولاي رشيد. كما حضر حفل الاستقبال، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، ورشيد الطالبي العلمي ومحمد الشيخ بيد الله، رئيسا غرفتي البرلمان، وفؤاد عالي الهمة، مستشار جلالة الملك، وعدد من أعضاء الحكومة، وفاعلون اقتصاديون من كلا البلدين، وعدد من الشخصيات التي تنتمي للوسطين الثقافي والفني، وممثلو الجالية الفرنسية المقيمة بالمغرب، والجالية المغربية المقيمة بفرنسا.وأكدت الرئاسة الفرنسية في أعقاب الحفل المذكور، أن المغرب يعتبر فاعلا أساسيا على مستوى الاستقرار الإقليمي، واصفة زيارة الصداقة والعمل، التي يقوم بها هولاند للمغرب، بدعوة من جلالة الملك بأنها فرصة لتأكيد التزام البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.كما اعتبرت الرئاسة الفرنسية أن دعم المغرب للمبادرات التي تنهجها فرنسا على المستوى الدولي، يكتسي طابعا أساسيا، مذكرة بالروابط التي تجمع المغرب ببلدان غرب إفريقيا، والبلدان العربية، خاصة بلدان الخليج.وسجلت الرئاسة الفرنسية أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإفريقيا أصبحت قوية، لأن المملكة تعتبر أول مستثمر بإفريقيا الغربية، حيث توجد عدة مقاولات، مثل اتصالات المغرب، والخطوط الملكية المغربية و»التجاري وفا بنك»، مشيرة إلى أن المغرب يحتضن العديد من المهاجرين والطلبة من المنطقة. وأضافت الوثيقة من ناحية أخرى، أن المغرب تجمعه علاقات قوية ومثمرة مع بلدان الخليج، خاصة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.ياسين قُطيب

الملك يأخذ هولاند في جولة ليلية بطنجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

القضاء يسقط لوائح انتخابية

أسعار حارقة لـ "الحولي"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات