الأذواق تخضع للتوجيه

الفنان محسن جمال قال إن المغرب في حاجة إلى قنوات المنوعات قال الفنان المغربي محسن جمال إن سبب غيابه عن الساحة الفنية كان شخصيا، وأنه يحضر حاليا للعودة إلى الغناء عبر ألبوم بصدد وضع لمساته الأخيرة، كما تحدث صاحب «الزين فالثلاثين» عن واقع الأغنية المغربية بين الأمس واليوم وأشياء أخرى ضمن هذا الحوار. < ما سبب غيابك عن الساحة الفنية؟< أسباب الغياب كانت شخصية وعائلية أكثر منها فنية، إذ اضطررت إلى مغادرة الدار البيضاء قبل سنوات، والعودة إلى طنجة لمتابعة صحة الوالدين التي تدهورت قبل رحيلهما في فترة متقاربة، وكان لزاما علي أن أظل إلى جانبهما وأتفرغ لمتطلباتهما، ولو أدى الأمر إلى التوقف عن الغناء مؤقتا، إلا أن هذا الابتعاد لم يكن كليا فقد ظللت متابعا لما يجري في الساحة الفنية وكانت أيضا بالنسبة إلي فرصة سانحة للوقوف مع الذات قليلا والتأمل في ما يمكن تقديمه إلى الجمهور، في ظل الزخم الذي تشهده الساحة الغنائية، كما أنني قبل حوالي أربع سنوات قدمت بعض القطع الغنائية في مواضيع مختلفة منها «كن مرضي» و»راضي بهبالي» و»طبعنا ما بقاش عادي» وأغنية عن الأزمة العالمية.< وماذا تحضر حاليا؟< هناك ألبوم غنائي يضم مجموعة من القطع الجديدة، أنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة عليها، تعاملت فيها مع نصوص لزجالين مغاربة رواد لم يسبق لها أن ظهرت، منها أغنية «لرموش عينيك غنيت» للشاعر الغنائي الراحل حسن المفتي وأغنية بعنوان «أكيد أكيد» للزجال الراحل علي الحداني إضافة إلى أغنية بعنوان «لصحاب» للبطل الرياضي والممثل الراحل الحاج فنان، ثم أغنية أخرى من كلمات الشاعر حميد البوعجيلي بعنوان «يخليك ليلي»، فضلا عن أغنية من كلماتي بعنوان «طنجة نجمة الشمال»، ومن المرتقب أن يرى الألبوم النور في الأسابيع القليلة المقبلة.< هناك من يرى أن هناك نوعا من «صراع الأجيال» بين جيلكم والجيل الحالي. كل طرف يتهم الثاني بالتجاهل. ما تعليقك على هذه المسألة؟< ليس الأمر صراعا بين الأجيال بقدر ما هو اختلاف بين ظروف اشتغال كل جيل، وهو ما أفرز أشكالا فنية متباينة، وشخصيا لا أعتبر نفسي داخلا لأي شكل من أشكال الصراع الذي تحدثت عنه، بل أتابع باهتمام ما ينتجه أبناء الجيل الحالي من أعمال غنائية، بعضها توفق في أن يفرض مكانه بالساحة الفنية بل وتتجاوز شهرته حدود المغرب، لكن هناك أعمالا أخرى لم تضف لأصحابها ولا للأغنية المغربية شيئا، خاصة الأغاني التي تفتقر إلى مواضيع محددة ويتخللها ضعف واحد في كلماتها ولا تحمل ألحانها فكرا موسيقيا أو بصمة جمالية تستحق معها الأغاني الصمود في وجه الزمن لتتداولها الأجيال، كما أن العديد من رموز الجيل الحالي منهم سعد المجرد وحاتم عمور وأسماء لمنور وحاتم إدار وآخرون تربوا على الأغنية المغربية العصرية وكثير منهم بدأ مساره الفني بأدائها قبل أن يستقروا على الأنماط الغنائية التي صنعوا بها أسماءهم وهم الآن يحملون لواء الأغنية المغربية الجديدة.< تحدثت عن اختلاف ظروف اشتغال كل جيل ألا ترى أن جيلكم كان مظلوما بالنظر إلى ما توفر حاليا من وسائل تساهم في الانتشار السريع؟< بقدر ما كان جيلنا مظلوما لعدم توفر وسائل التواصل الحديثة، بالقدر نفسه الذي كان محظوظا لإشراف وسائل الإعلام على إنتاج الأعمال الفنية خاصة قسم المنوعات بالتلفزيون والأجواق التي كانت تابعة للإذاعات الجهوية أو الوطنية، كل هذا كان يذكي الحماس والتنافس بين الفنانين للعطاء، رغم هزالة التعويضات التي كانوا يحصلون عليها، وفي الوقت الذي انتفت كل هاته الأشياء دخلت الأغنية المغربية نفقا مظلما يسعى الجيل الحالي للخروج منه في ظل ما توفر له من إمكانيات أخرى، لكن ما زالت هناك أشياء يحتاجها المشهد الفني إذ لا يعقل مثلا أن لا ترى قنوات المنوعات الغنائية النور في المغرب تعكس مختلف الأذواق، بدل هذا التوجيه الممنهج نحو أنماط غنائية دون أخرى.أجرى الحوار: عزيز المجدوب

الأذواق تخضع للتوجيه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"ريحة الدوار" بدار الكداري

أخبار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات