الحملة توفر مناصب شغل

خلقت الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات الجماعية والجهوية التي تجري اليوم (الجمعة) وسط تخوفات بتسجيل نسبة عزوف مرتفعة، رغم أن هذه الاستحقاقات لها طابع محلي، خلقت رواجا غير مسبوق، كان أبرز تجلياته العدد الهائل من مناصب الشغل العرضية، التي وفرها وكلاء اللوائح لفائدة شباب عاطل، تم تكليفهم بتوزيع المناشير الانتخابية في مختلف المدن.وتمنى عدد كبير من العاطلين عن العمل، ضمنهم حاملو شهادات عليا، لو غيرت وزارة الداخلية القانون المنظم للحملات الانتخابية، ورفعت المدة الزمنية المخصصة لها، من 15 يوما، إلى 30، حيث كلما طال زمن الحملة، انتعشت جيوبهم، ونسوا، ولو مؤقتا شبح البطالة، التي تهز جل بيوت الأسر، عكس ما تدعيه حكومة بنكيران، ووزير تشغيلها عبد السلام الصديقي، والتي تزعم أن نسبة البطالة تقلصت في عهدها. وبمجرد ما انتهت أيام الحملة التي درت عليهم “أرباحا” محترمة، باتوا يترقبون بفارغ الصبر موسم الانتخابات، لعرض خدماتهم على المرشحين، لتشغليهم مساعدين في الحملة، إما مكلفين بتوزيع المنشورات الانتخابية، أو مرافقين للمرشحين، وحتى منظمين للمهرجانات الخطابية. ومن خلال جولة بسيطة داخل في كل المدن والقرى، يتضح حجم مناصب الشغل التي وفرتها الحملة، إذ فاقت مجهودات الحكومة، فمعدل المساعدين لكل لائحة انتخابية، خصوصا في المدن الكبرى، لا يقل عن 300 شخص، وبالتالي، فنحن أمام بضع آلاف من مناصب شغل، تم خلقها طيلة أيام الحملة.ويدر هذا العمل المؤقت على هؤلاء الشباب دخلا ماديا لا بأس به، يتراوح بين 100 درهم في اليوم بالنسبة إلى موزعي الأوراق، و300 درهم بالنسبة إلى رؤساء المجموعات، يتقاضونها يوميا أو حسب الكمية التي كلفوا بتوزيعها، غير أن العديد منهم وقع ضحية الاستغلال من قبل بعض الوكلاء، الذين لا يتورعون عن توزيع وعود كاذبة ومماطلتهم، ومحاولة التهرب من تمكينهم من أجرهم اليومي، بل هناك من الوكلاء من عمد إلى استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية، في خرق سافر للقوانين والمواثيق ذات الصلة، ما دفع بعض المنظمات الحقوقية إلى الدخول على الخط، والتنديد بصوت مرتفع بهذا الاستغلال الانتخابوي للطفولة البريئة، خصوصا منها التي تتحدر من أسر فقيرة، يؤرقها الدخول المدرسي وكبش العيد. وعن مدى التزام هؤلاء الشباب بالتصويت على اللوائح التي اشتغلوا لفائدتها، لا يترددون عن الإفصاح بأنهم لن يصوتوا لفائدة أي مرشح، لأنهم فقدوا الثقة في الأحزاب والمرشحين على السواء، وأن توزيع المناشير لا يعدو أن يكون عملا مؤدى عنه، ولا يمكن اعتباره التزاما سياسيا مع هذا الحزب أو ذاك المرشح. وأكد العديد ممن التقتهم “الصباح” أن العمل طيلة الحملة الانتخابية فرصة للتعرف عن قرب على المرشحين، ومن خلالها يمكن أن تحصل القناعة للتصويت على أحد المتنافسين، على اعتبار أن التصويت، هو فرصة حقيقية لقطع الطريق أمام ناهبي المال العام وتجار الأوهام والوعود الانتخابية.عبدالله الكوزي

الحملة توفر مناصب شغل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جمهور الوداد يخرب محطة القطار بسلا

فرق أمنية لوقف معارك الانتخابات

مقالات ذات صلة