مقتـل معتقـل بسريـة درك تـازة

محتجون طالبوا بفتح تحقيق وشهود أكدوا تعرضه للعنف حاصر مئات الشباب مساء أول أمس (الثلاثاء)، مقر الدرك الملكي بوادي أمليل بتازة، احتجاجا على مقتل بائع متجول في ظروف غامضة بالسرية، بعد إيقافه من قبل مسؤول في الدرك، من داخل مقهى، وهو بصدد تدخين سيجارة محشوة بالمخدرات. وأعاد مشهد محاصرة المواطنين للعناصر الدركية، إلى الأذهان، حادث احتجاز دركيين من سرية إيساكن، قبل أقل من شهر، ضدا على محاولتهما ابتزاز مزارعي القنب الهندي، قبل تدخل مسؤوليهما وبرلماني لجبر خواطر السكان الغاضبين. ولم يستطع أفراد الدرك بالسرية مغادرتها منذ الزوال إلى الليل، خوفا من أي رد عنيف من قبل الغاضبين الذين فاق عددهم 400 شخص، توافدوا على المقر، خاصة أن الاحتجاج تزامن مع انعقاد السوق الأسبوعي محليا، بعدما شاع خبر وفاة الشاب بين الأهالي، مطالبين الجهات المسؤولة، سيما القضائية منها، بالتدخل العاجل لفتح تحقيق جدي ونزيه، لفك لغز مقتل الضحية وتقديم المعتدين إلى العدالة. ورغم حالة الاحتقان التي عرفتها السرية، فإن انتظار الغاضبين ردا مقنعا ومطمئنا على مآل القضية، طال في غياب أي مبادرة لامتصاص غضبهم وفتح حوار معهم، طيلة أكثر من 8 ساعات من الاعتصام الذي تواصل ليلا، ليتحول إلى حلقة مفتوحة لمحاكمة جهاز الدرك بالمنطقة. «عائلة الضحية بوهزة حميد تطالب السلطات المحلية بفتح تحقيق نزيه وشفاف حول ظروف مقتله من طرف قائد سرية الدرك الملكي بوادي أمليل»، لافتة أثثت البوابة الرئيسية للمقر حيث اعتصم الغاضبون، فيما عمم بعض الشباب، فيديوهات مؤرخة لهذا التضامن مع عائلة رزئت في ابنها مصدر عيشها مما كان يجمعه من مدخول هزيل من بيع بعض السلع والبضائع بالحافلات والعربات العابرة لمركز الجماعة. ونقلت جثة الهالك البالغ من العمر 34 سنة، بناء على أوامر قضائية إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي ابن باجة، لإخضاعها للتشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة، التي تتضارب بشأنها الروايات بين اتهام مسؤول بالدرك بتعنيفه ووفاته نتيجة مضاعفات العنف، ومؤكد لمرضه لم تحدد طبيعته والذي قد يكون سببا في وفاته بعد ساعات قليلة من اعتقاله من قبل قائد السرية. وتعود وقائع القضية إلى مساء الاثنين الماضي لما كان الضحية منزويا بركن بمقهى بمركز وادي أمليل، يدخن سيجارة محشوة بالكيف، وتقدم منه مسؤول الدرك وعناصره الذين كانوا بصدد تنظيم حملة أمنية لإيقاف المشتبه فيهم، سيما أن المركز يعتبر نقطة عبور في اتجاه المنطقة الشرقية، ما يفتح شهية مطلوبين للعدالة أو فارين للوقوف والاستقرار به. أمسك الدركي بتلابيب الشاب وحاول اقتياده إلى مقر السرية، فيما أبدى أكثر من 40 شخصا من الحاضرين بالمقهى ومحيطها، رغبتهم في الإدلاء بشهادتهم أمام الجهات المسؤولة، حول ما وقع بعد ذلك من تعنيف للضحية من قبل مسؤول السرية الذي «جرده من سلعته وصفعه على خده، قبل أن يتواصل الاعتداء عليه إلى أن فقد وعيه ليحمل إلى السرية مغمى عليه وهو ينزف دما» حسب ما تم تداوله محليا. ولم يعرف ما إذا كانت النيابة العامة أمرت بوضع هذا البائع المتجول رهن الحراسة النظرية، في الوقت الذي عرفت فيه الحالة الصحية للضحية تدهورا إلى أن تم نقله إلى مستشفى تازة حيث وافته المنية نحو الثالثة صباح أول أمس (الثلاثاء)، في ظروف غامضة، ومن شأن تحقيق نزيه أن يفك لغز هذه الوفاة، بالاستماع إلى الشهود المتحدثين عن ركل ورفس الضحية، وكل من يمكن أن يفيد بمعلومات حول الحادث وظروفه وحيثياته. حميد الأبيض (فاس)

مقتـل معتقـل بسريـة درك تـازة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتداء على ضابط شرطة ببوزنيقة

عقـم الرجـال وأساطيـر الفحولـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات