انتعاش ” الحياحة” و”السماسرة” بمراكش

"مومسات" و"كوافورات" وأصحاب سوابق ينعشون الحملات تعيش مراكش على إيقاع صيف انتخابي ساخن، تنعشه مجموعة من الظواهر المرتبطة بالاستحقاقات الانتخابية التي هي على الأبواب، حيث عادة ما ترتبط كل مرحلة استحقاقية سواء محلية أو جهوية أو وطنية ببروز ظواهر وسلوكات يفرزها الحدث بكل تجلياته، وعلى رأس الظواهر «حياحة الانتخابات» أو مايعرف بسماسرة الانتخابات أو الوسطاء، ويعرفون كذلك ب «الشناقة» والذين غالبا ما ينشطون في مثل هذه المناسبات من أجل الكسب والربح، واغتنام فرص البحث عن الأصوات من طرف مرشحي الأحزاب، وأصبح العديد من هؤلاء معروفا بين الأوساط السياسية يحمل ألقابا تشير إلى تخصصه بين «الرايس» و»العضو» و»العمدة»، وغيرها وهؤلاء لهم منظورهم الانتخابي الخاص، بل أكثر من ذلك هناك منتخبون لا يفارقهم هذا النوع من البشر يجلبون لهم الفرجة، ويبدعون في التعليق على الأحداث السياسية ولهم أرشيف وذاكرة قوية في سرد الأحداث والوقائع والطرائف، وعارفون بخبايا التسيير المحلي.إلى ذلك ينخرط في عملية «السمسرة»، و»الحيحة» الانتخابية، كل شرائح المجتمع بداية بالطالب والعاطل والموظف، والحرفي والكل على حد سواء يمارس» الشنيق الانتخابي»، منهم من يدعي امتلاكه للمئات من الأصوات، ومنهم من يعلن تحكمه في أسر وعائلات، بإمكانه توجيهها إلى الاتجاه والرمز الذي يريده ويعرض هؤلاء خدماتهم الانتخابية على المرشحين، وهي الخدمة التي لم تعد تقتصر على المجال الحضري بالمقاهي ومقرات الأحزاب، والأزقة والحومات وصالونات الحلاقة والحمامات ومحلات التدليك والتجميل، بل تعدتها إلى المجال القروي في الأسواق الأسبوعية والدكاكين، ولم تعد تهم فقط «الكوافورات» وبرز من خلالها مجموعة من الأشخاص الذين اخترفوا هذه المهنة الموسمية، إلى جانب «بلطجية» بعض المرشحين المعروفين بالمدينة الحمراء وذوي السوابق العدلية الذين منهم من يعتمد على عناصر إجرامية، « حياحة»، يأمرونها بالقصاص، والانتقام من المنافسين وغالبا ما تكون هذه العناصر على أهبة الاستعداد لتنفيذ ما يطلب منها في الحال من ممارسة للعنف، إلى جانب الدور الذي تقوم به وسيطات الدعارة اللواتي يتمتعن بنفوذ كبير داخل أوساط النخبة السياسية بالمدينة، فكم من وسيطة في الدعارة حسمت في مصير مرشح. ويذكر المراكشيون بعض الأسماء لهذه العينة من العاهرات اللواتي كن على علاقة بمواقع القرار في مجموعة من المجالس المنتخبة، وكان الاعتماد عليهن في الحملات الانتخابية، ومنهن من تفتح أمامها الأبواب وتقضى لها الحاجات، كما يتحدثون عن مرشحيون بمقاطعتي مراكش المدينة وسيدي يوسف بن علي يستعينون بهذه العينة، حيث لم تعد عملية «الشنيق» تقتصر على الذكور بل تعدتها إلى الإناث فظهرت «شناقات» الانتخابات، إلى جانب ظاهرة «عندي 400 صوت وعندي 800 صوت وعندي ...» وهؤلاء أشخاص يبيعون الأصوات جملة ويدعون امتلاكهم وتحكمهم في المئات من أصوات الأغلبية الصامتة، بل تعدى الأمر ذلك إلى وجود لوائح انتخابية، مجرد أرانب سباق أو «حياحة» رسميين ولجوا العملية الانتخابية ليس من باب المنافسة، ولكن من أجل اغتنام الفرص المتاحة، وعقد تحالفات مع بعض اللوائح والأحزاب الأكثر حظوظا.وفي السياق ذاته، تعتبر أحياء لمحاميد، سيدي يوسف بن علي، دوار سيدي امبارك، ودوار السراغنة ودواوير النخيل، المناطق الأكثر انتشارا لظاهرة «الشناقة « و»الحياحة» وهي مناطق مهمشة وتعيش الهشاشة، الأمر الذي يعد سببا مباشرا في إنعاش هذه الظاهرة بين صفوف سكانها في ظل تراجع دور الأحزاب وتهافتهم على ترشيح «مول الشكارة» .نبيل الخافقي ( مراكش)

انتعاش ” الحياحة” و”السماسرة” بمراكش

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فاقدو أهلية الترشح..."حياحة" خمسة نجوم

الجيلالي...كائن انتخابي

مقالات ذات صلة