ظهرت بعض أعراض الاجتفاف على أطفال بمجموعة من أحياء تازة، نتيجة ارتفاع كبير في الحرارة، إذ ظهرت حالات غثيان وشحوب لون الجسم مع التقيؤ وصداع في الرأس.وأوضحت مصادر مقربة من بعضهم أن عائلات المرضى لم تنقلهم إلى المستعجلات، بل اكتفت باللجوء إلى الطب البديل. من جانبه، نفى ابن الصغير، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتازة، تسجيل قسم المستعجلات لأي حالة تأثرت بموجة الحرارة لحد الساعة، موضحا أن إقليم تازة يوجد ضمن المنطقة الحمراء بسبب ارتفاع الحرارة صيفا، وتعرضه للفيضانات شتاء، وهما ظاهرتان تأقلم معهما سكان الإقليم. ويعيش سكان تازة منذ نهاية الأسبوع الأول لرمضان، تحت وطأة ارتفاع درجات الحرارة التي تتأرجح بين 40 درجة و43، الأمر الذي يحبس الأنفاس. وإذا كانت تازة لا تشكل استثناء في هذه الظاهرة، فإن وضعها يختلف عن باقي الأقاليم، من حيث وجودها في منطقة تعرف مناخا حارا وجافا، وتكاد تنعدم فيها فضاءات الترفيه والاستحمام والساحات الخضراء.ويضطر بعض سكان المنطقة، لتجنب "ضربات الشمس"، إلى البقاء بمنازلهم في وقت الذروة، سيما أن ارتفاع درجات الحرارة يتزامن ورمضان. كما تنتشر العقارب والأفاعي والحشرات الضارة، وهو الأمر الذي يظل خارج اهتمام المسؤولين والمنتخبين ما يضطر معه المواطنون إلى إغلاق الأبواب والنوافذ مخافة ولوج هذه الكائنات الضارة إلى منازلهم، وهو ما يزيد من شدة الحرارة داخل البيوت. ولا يقتصر خطر ارتفاع درجات الحرارة بإقليم تازة على الإنسان، بل يتعداه إلى الغابات بسبب موجة "الشركي" الذي يخلف حرائق مهولة للغابات والحقول المجاورة لها، وهو ما حصل لحقول الحبوب بدائرة تاهلـة التي تحولت خلال الأسابيع الماضية إلى رماد. ولإخماد الحرائق تطلب الأمر الاستعانة بالجيش، بعد ما تعذر على الوقاية المدنية التعامل مع الحرائق لوحدها.عبد السلام بلعرج (تازة)