الاختناق المروري يزيد حدة الحرارة ومديرية الأرصاد تنفي عودتها إلى مستوياتها العادية الارتماء في حضن شواطئ عين الذئاب، هو الحل الذي وصل إليه الكثير من الشباب المغاربة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، خلال الأيام الماضية. شباب تخلوا عن ملابسهم الخفيفة، وقفزوا إلى مياه الشاطئ للاستمتاع ببرودتها، محاولين التخلص من لهيب الحر. بالقرب من جامع الحسن الثاني، توجه العديد منهم، صباح أول أمس (الاثنين)، عازمين على التخفيف من الحرارة المفرطة، والارتماء في حضن البحر، حتى إذا كلفهم الأمر حياتهم، باعتبار أن المكان يعد خطرا وكان مسرح الكثير من الحوادث المميتة. صراخ الشباب يعلو المكان. نشوة كبيرة تملؤهم في الوقت الذي تلامس أجسادهم السمكراء من فعل أشعة الشمس الحارقة، قبل أن تختفي عند خروجهم من المياه ليعاودوا الأمر مرة أخرى. وجوهم تكشف انتعاشهم بالمياه الباردة، وانتصارهم على تأثير موجة الحرارة التي تجتاح المنطقة. وفي الوقت الذي كان الشباب يتناوبون على القفز، فضل البعض الآخر، الجلوس، ومراقبة المستحمين من بعيد، مستمتعين بنسيم البحر المنعش. قرارهم، خفف عنهم تأثيرات درجات الحرارة، وحماهم من لهيب، ولو لفترة وجيزة. بعيدا عن الشاطئ، كان بيضاويون آخرون يعانون ويلات الحرارة المفرطة، سيما أن الاضطرابات الجوية، تزامنت مع شهر الصوم. وجوه شاحبة، بسبب العطش والجوع، وارتفاع الحرارة أيضا، تجوب الشوارع، منهم يحمون أنفسهم بوضع القبعات الشمسية، فيما آخرون، استعانوا بالمكيفات الهوائية بالسيارات، ومقرات العمل. وما يزيد حدة تأثير الحرارة، وبالإضافة إلى الصوم، اكتظاظ شوارع مدينة البيضاء، واختناق المرور بها، سيما خلال أوقات الذروة في بعض الشوارع التي تشهد أشغال التوسعة. ومن جانبه، توقع الحسين يوعابد، المسؤول عن التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، انخفاض حدة الحرارة ابتداء من غد (الخميس)، دون رجوعها إلى مستوياتها العادية. وكشف يوعابد في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح» أن الكتل الهوائية المسببة لارتفاع درجات الحرارة والتي بلغت في بعض المناطق إلى 48 درجة، مستمرة، مشيرا إلى أن المناطق الشمالية الغربية، ستعرف انخفاضا طفيفا. وأكد المتحدث ذاته أن بعض مناطق المغرب، ستصل درجات الحرارة فيهاإلى 48 درجة، اليوم، ويتعلق الأمر بسيدي افني وكلميم غرب العيون ووادي الذهب وتيزنيت تارودانت وأكادير وايت ملول، وشيشاوة ومراكش والصويرة وبني ملال وقلعة السراغنة، وفاس ومكناس. إيمان رضيف