هاجم سلفيون محسوبون على السلفية التقليدية يتزعمهم احماد القباج، حزب الأصالة والمعاصرة، ودعا إلى حملة وطنية للمطالبة بحله. واتهم القباج، الذي تمرد على عبد الرحمان المغراوي، "البام" بمس الدين الإسلامي، إذ قال "بعيدا عن كل المزايدات السياسية، أدعو إلى حملة وطنية للمطالبة بحل حزب الأصالة والمعاصرة، لأنه لم يحترم أهم بنود الميثاق الذي يمارس العمل السياسي بمقتضاه وعلى قاعدته: وأعني به الدستور الصريح في حظر المس بالدين الإسلامي على الأحزاب السياسية». وأراد القباج أن ينتقل بحملته التي لاقت تجاوبا من أتباع السلفية التقليدية، إلى مستوى إحالة الموضوع على القضاء، مضيفا أنه على "السلطة اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالة الموضوع على القضاء ليقول كلمته". واستبعد القباج أي علاقة لحملته بتنافس سياسي أو انتخابي، غير أن حزب "البام"، ارتكب، برأيه، "جريمة في حق المغاربة، ملكا وشعبا، وجاء بعلماني فاشل لفظته أرض الكنانة ليستهزئ بربنا ونبينا في بلدنا ومكتبتنا وشهر صيامنا".وحاول القباج إثارة اهتمام اليهود المغاربة بالموضوع، قائلا إن ما قاله المفكر المصري سيد القمني، يستثير "حفيظة كل مغربي مسلم، بل اليهودي نفسه لن يقبل أن يوصف مجلس يترأسه أمير المؤمنين بأنه: "مجلس شورى داعش".واعتبر القباج تدخلات سيد محمود القمني "جناية"، "تستلزم قانونيا حل حزب الأصالة والمعاصرة ورفع دعوى قضائية ضد المتدخلين الذين لم يحترموا دستور الدولة وقوانينها «، مستحضرا عددا من المفكرين الذين تمت محاكمتهم في فرنسا بسبب طعنهم في اليهودية، ومتسائلا «هل تكون فرنسا أكثر غيرة على اليهودية من غيرة الدولة المغربية على الإسلام؟».واتهم القباج منظمي الندوة بتجاوز ما أسماه «الحدود الشرعية والدستورية»، إذ طعنت حسبه، في الإسلام من جميع النواحي، من العقيدة إلى الأحكام، مرورا بالتاريخ إلى كل ما يتصل بالإسلام. وانضم إلى دعوة القباج قيادي سابق في حزب الأصالة والمعاصرة، مطالبا هو الآخر بحل الحزب لأنه تجرأ على الثوابت، ويتعلق الأمر بعبد الرحيم بورحيم، الذي يقود حملته الخاصة للمطالبة بمساءلة قياديي الحزب عما اعتبره "تهجما على الدين الإسلامي وعلى إمارة المؤمنين".وكان مجلس مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط الذي يترأسه حكيم بنشماس، القيادي في "البام"، نظم ندوة بعنوان "العلاقة الملتبسة بين التدين والسياسة"، ضيفها الرئيسي المفكر المصري سيد محمود القمني، احتضنتها المكتبة الوطنية بالرباط. وطالب سلفيون محسوبون على السلفية التقليدية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتحديد موقفها، وكذا المجلس العلمي الأعلى.ضحى زين الدين