القمني: تأسيس دولة قوية لا علاقة له بالدين

المفكر المصري قال في ندوة بالرباط إن النبي محمد لم يحدد نظاما للحكم حول المفكر المصري سيد محمود القمني قسما هاما من مداخلته، مساء أول أمس (الثلاثاء)، خلال ندوة احتضنتها المكتبة الوطنية بالرباط، في موضوع «الدين والسياسة... العلاقة الملتبسة»، إلى مجموعة من الأسئلة، ناقش من خلالها الموضوع من قبيل «هل أراد الله من المسلمين أن يقيموا له دولة على الأرض؟».المفكر المصري الذي حل ضيفا على «تظاهرة رمضان يعقوب المنصور الثقافي»، اختار أسلوب التساؤل والتشكيك في دعوى الحركات الإسلامية بإقامة دولة الخلافة التي يطبق فيها شرع الله، مشيرا إلى أن النبي محمد عليه السلام أوصى، قبل وفاته بأيام، على كل شيء، لكنه لم يكلف أحدا بالخلافة بعده، وعقب على السؤال الذي طرحه قائلا: لو كان الله تعالى يريد إقامة دولة له لأقامها مع الفراعنة أو اليونان أو الرومان أو بقية الحضارات السابقة ومع الأنبياء السابقين ولم يكن لينتظر إلى حين ظهور الإسلام.وتساءل صاحب كتاب «الأسطورة والتراث» ما إذا كان المقصود بإقامة دولة الله على الأرض وفقا للنموذج الإسلامي، فهل كان الأنبياء السابقون يعيشون في دولة الشيطان؟ معتبرا أن الدولة القوية والمنتجة لا علاقة لها بدين من الأديان، بدليل أن من تفوقوا وأقاموا الدول والحضارات وتركوا آثارا باقية أبد السنين كانوا وثنيين ولم يكونوا يعبدون إلها واحدا.وقال القمني إن النظام السياسي ونظام الدولة يقيمه أبناء الوطن بإرادة الشعوب ووفق عقد اجتماعي، وليس مرتبطا بالضرورة بدين من الأديان. وتساءل المفكر المصري المثير للجدل، إن كان من يريدون تأسيس الدولة الإسلامية يقصدون أن حكم النبي محمد على عرب يثرب كان دولة بمفهومها السياسي العميق، وهل هذه هي الدولة التي انتظرناها من الله طيلة هذا الزمان لتتفكك بعد موت نبيها فورا وتخرج الحركات الانفصالية ويضطر أبو بكر إلى شن حروب الردة.ثم تساءل صاحب كتاب «رب الزمان» حول شكل هذه الدولة الإسلامية، وهل ستقام على شكل خلافة بالقاهرة وخلافة أخرى بتونس والمغرب، أو نشكل «دولة الخلافات العربية المتحدة»، مؤكدا أن الشكل الذي تتأسس به «داعش» أعادنا إلى نقطة الصفر وعاد معاوية ليحارب عليا من جديد، فصرنا نقتل بعضنا البعض من أجل «خناقة» لم يكن لنا فيها ذنب، ونستعيد هذه الحروب من أجل إقامة شيء وهمي اسمه دولة الله على الأرض. وأضاف القمني أن الباحث في كل كتب الدين والتراث الإسلامي، لن يجد شيئا عن معالم دولة الله، التي يزعم الأصوليون تأسيسها، لا شكل نظام الحكم فيها ولا طريقة تبادل السلط وتداولها ولا حتى أسلوب توزيع الثروة في المجتمع، وأنه لو كان الله أراد من المسلمين أن يقيموا له دولة على الأرض لكان حققها على يد آخر أنبيائه الذي لم يقم دولة سياسية فهل نحن أحسن من النبي لنقيمها بدلا عنه؟واستحضر صاحب كتاب «الحزب الهاشمي» حروبا وفتنا بين الصحابة بعد وفاة الرسول مؤكدا أن الخلاف على المكاسب والصراع على السلطة، شقا الإسلام إلى شقين سني وشيعي، وأن الأصوليين لن يفلحوا في ما فشل فيه من سبقوهم طيلة أربعة عشر قرنا.عزيز المجدوب

القمني: تأسيس دولة قوية لا علاقة له بالدين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حكايات تنسكب من عيون بويا عمر5

اعتقالات وحجز 19 طنا من الأسماك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات