اليوم الثالث للفاجعة عرف تطورات كثيرة دون العثور على جميع المفقودين لفظت أمواج البحر بشاطئ الشراط، في حدود السابعة من صباح أمس (الأربعاء) جثة البطلة فدوى الوردي، إذ عثر عليها أفراد من القوات المساعدة بمكان المرسى القديمة بالصخيرات، على بعد 700 متر من الموقع الذي غرقت فيه رفقة عدد من زملائها من نادي النور للتايكووندو، الأحد الماضي.ونقلت الجثة على عجل إلى مستودع الأموات بباب الأحد بالرباط، فتنقلت أسر الضحايا فور علمها بالخبر إلى هناك من أجل التعرف على هوية الضحية، قبل أن يتبين أنها تعود إلى البطلة فدوى الوردي. كما لفظ البحر جثة السائق عماد الخودة، الذي أنقد غريقين قبل أن تبتلعه الأمواج.وتواصلت عمليات البحث عن باقي جثث الضحايا الثلاث الآخرين لليوم الرابع على التوالي وسط حالة من الترقب والتوتر، إذ لم تفلح الجهود التي قامت بها فرق البحث والإنقاذ، رغم استعانتها أول أمس (الثلاثاء) بباخرة تابعة للبحرية الملكية.وشهدت فاجعة الشراط، التي ذهب ضحيتها 11 شابا من جمعية النور للتايكووندو، تم انتشال جثث سبع منهم إلى حدود أمس (الأربعاء)، فيما بقي ثلاثة في عداد المفقودين، تطورات مثيرة خلال يومها الثالث، أبرزها اتفاق جل أولياء الضحايا على التنازل للمدرب مصطفى العمراني، وعدم متابعته، مطالبين السلطات بإطلاق سراحه في أقرب وقت ممكن ومحاسبة المسؤولين الحقيقيين عن عدم تنبيه الناس إلى خطورة السباحة في الشاطئ.وأفاد الأولياء في محاضر رسمية بمركز درك الصخيرات أن العمراني كان بمثابة الأب الثاني لأبنائهم، وانه لا يتحمل المسؤولية في وفاة فلذات أكبادهم، على اعتبار أن الشاطئ الذي وقعت به الفاجعة، سبق لهم أن زاروه مرارا وتكرارا، وأنهم يحتفظون بأشرطة فيديو توثق استجمام أبنائهم به، بالإضافة إلى تيقنهم بعدم وجود أي علامة تشوير تفيد منع السباحة في منطقة الفاجعة، كما أثنوا على شجاعته، بعد المجهودات التي بذلها لحظة وقوع الكارثة لإنقاذ الأطفال من الغرق رفقة مدربين آخرين، الأمر الذي أدى إلى خفض عدد الموتى.وأضافت مصادر مطلعة أن تصريحات أسر الضحايا في المحاضر تضمنت أيضا أن مصطفى العمراني كانت تربطه علاقة قوية بالضحايا، خصوصا أن أغلبهم يتامى، كما أن نيته يوم الحادث كانت مكافأتهم على فوزهم بالبطولة، بقضاء يوم في الشاطئ.أما التطور الثاني الذي عرفه اليوم الثالث من الفاج عة، فهو انتفاضة بعض أفراد أسر ضحايا الأطفال الذين مازالت جثثهم مفقودة، ضد عناصر الوقاية المدنية، الذين رفضوا الاستعانة بذوي الخبرة من أبناء المنطقة، خاصة الذين مارسوا مهنة معلمي السباحة، بدعوى أنهم يعرفون شاطئ الشراط جيدا.وكادت الانتفاضة تؤدي إلى فاجعة جديدة بعدما قصدت النساء شاطئ البحر، وبدأن يرتمين داخله الأمر الذي أثار نوعا من الهلع في صفوف المسؤولين بسبب تخفيض عدد رجال الدرك والقوات المساعدة، التي لم تكن تتعدى 15 عنصرا، قبل أن يتم احتواء الأمر، وقيام الأسر بالتهديد بالقيام بمسيرة في اتجاه القصر الملكي بالصخيرات، وهو ما جعل المسؤولين بالصخيرات يسابقون الزمن، ويرضخون لمطالب الأسر المكلومة، من خلال الموافقة على نزول ذوي الخبرة من أبناء المنطقة الذين مارسوا مهنة معلمي السباحة.وتخوف المسؤولون من تنفيذ الأسر لوعيدها بالقيام بمسيرة احتجاجية، قرب قصر المؤتمرات بالصخيرات الذي يوجد فيه فرقاء الأزمة الليبية.أما أخطر التطورات فهو محاولة جهات، وفي مقدمتها شخص نافذ بالمنطقة وابنه، بإقحام شباب من ذوي الخبرة في السباحة وتشجيعهم على ولوج الشاطئ من الواجهة التي تدخل ضمن نفوذ تراب إقليم ابن سليمان، على أساس أنه إذا وقع مكروه لأحدهم، فعمالة إقليم ابن سليمان هي من تتحمل المسؤولية عوض عمالة الصخيرات تمارة. وأثارت العملية انتباه مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام، الذين عمدوا إلى تصويرها، الأمر الذي رفضه الشخص النافذ وابنه، فعملا على صدهم.وعرف اليوم الثالث في شاطئ الشراط عمليات تضامنية مع أسر الضحايا من جانب السكان، إضافة إلى زيارة تفقدية لأسر مفقودي فاجعة الشراط، من قبل عامل إقليم ابن سليمان وعامل عمالة الصخيرات تمارة لأزيد من ساعتين من الزمن، قبل أن يقوما بإرسال وجبة غذاء ومظلات شمسية للأسر التي تقضي أزيد من 15 ساعة أمام البحر.التضامن كان أيضا من جيران أسر الضحايا بابن سليمان، وبعض المحسنين الذين عملوا على جلب أطباق الكسكس، ونصب خيمة خاصة بإعداد وجبات غذائية بالمكان عينه.يشار إلى أن حالة استنفار في صفوف السلطات بالصخيرات، شهد أطوارها الشاطئ منذ الصباح الباكر لأول أمس (الثلاثاء)، بعد شيوع خبر قيام إحدى الأميرات بزيارة لأهالي الضحايا، حيث عاينت "الصباح"، حزاما أمنيا كبيرا من الدرك الملكي والقوات المساعدة بضواحي الشاطئ، وقيام جهات مسؤولة بنصب علامة مكتوبة بطريقة عادية وسريعة تحمل عبارة، (شاطئ غير محروس وخطير ممنوعة السباحة فيه)، قبل أن يتم سحبها بعد مرور مدة قليلة من الزمن، بعد علمهم بتأجيل الزيارة أو إلغائها، وهو الأمر الذي طرح مجموعة من التساؤلات. خصوصا أن وزير التجهيز والنقل عبد العزيز الرباح، صرح في اليوم نفسه تحت قبة البرلمان، جوابا على سؤال لفريق العدالة والتنمية حول الشواطئ، إن "هذه المنطقة في إشارة لشاطئ الصخيرات" معروفة بأنها لا تصلح للسباحة، مؤكدا أنه حان الوقت لإعادة تنظيم مثل هذه الفضاءات. وأضاف الرباح أن السؤال موجه إلى جل مكونات الحكومة وليس لوزارته فقط، مؤكدا أن الحكومة بكامل قطاعاتها مسؤولة عن حماية الشواطئ، بالإضافة للجماعات المحلية"، مضيفا أن دور وزارته هو القيام بعملية التشوير، والتحقق من جودة المياه، والتفريق بين الرياضات الشاطئية، والسباحة لحماية المصطافين. كمال الشمسي (وادي الشراط)
