واجهت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس، زوال أمس (الأربعاء) غضب تلاميذ وأولياء أمورهم على تسريب امتحانات الباكلوريا، بإغلاق بابها الخارجي في وجوههم خوفا من تدفقهم إلى داخل البناية بشارع مولاي رشيد بطريق صفرو، للاعتصام، دون أن يكلف مسؤولوها أنفسهم عناء استقبال المحتجين الذين لوحوا بالامتناع عن اجتياز امتحانات باقي المواد المبرمجة.وقال تلاميذ بثانوية ابن رشد، إنهم واجهوا مدير المؤسسة بحقيقة تسريب امتحان مادة الرياضيات مباشرة بعد دخولهم قاعة الامتحان نحو الثامنة صباحا، بعد تداول الأسئلة والتمارين على نطاق واسع قبل 7 ساعات من انطلاق الامتحان، بعد نشر ذلك ببعض المواقع الإلكترونية المختصة في التسريبات، مطالبين بإلغاء الامتحان، قبل أن يخرجوا للاحتجاج أمام الأكاديمية بانتهاء مدة الامتحان. ووقف عشرات التلاميذ بثانويتي ابن رشد وسيدي إبراهيم ومؤسسة أوميكا الخاصة، أمام باب الأكاديمية احتجاجا على تسريب مادتي الرياضيات والفيزياء، ما يضرب مبدأ تكافؤ الفرص، صابين جام غضبهم على مسؤولي القطاع، بل عمد بعضهم إلى الانبطاح بالشارع ما عرقل حركة المرور به في فترة ذروة تدفق السيارات على المدينة من صفرو والأحياء المجاورة للأكاديمية.وأذرفت أمهات دموعا حارة، معلنات غضبهن على هذه التسريبات، بعدما تكبدن مصاريف باهظة لتمكين أبنائهن من ساعات الدعم، ورفعن وفلذات أكبادهن، شعارات حماسية تطالب بمحاكمة المسؤولين عن تلك التسريبات، من قبيل "هذا منكر، ارحل يا بلمختار"، مستنكرين عدم اهتمام مسؤولي الأكاديمية باحتجاجاتهم، ومحاولين إبلاغ أصواتهم المبحوحة إلى من يهمهم الأمر.وآزرت فعاليات حقوقية التلاميذ والآباء الغاضبين، فيما تحول الباب الخارجي للأكاديمية المحاصر بعناصر الأمن لتأمين حركة المرور والحيلولة دون أي انفلات، إلى حلقية نقاش لمحاكمة المسؤولين عن قطاع التربية والتكوين، فتحها عفويا الغاضبون الذين تدافعوا وواصلوا الدق على الباب أملا في فتحها، لكن آمالهم تبخرت في غياب أي التفاتة أو حوار مع المسؤول الأول بالأكاديمية.حميد الأبيض (فاس)