رحلة إلى العيون وقفت فيها الوفود العربية على حقيقة الوضع وأشغال كللت ببعث لجنة المرأة بعدما اختتم اتحاد المحامين العرب أشغاله بأكادير، اختار أن ينهيها بالعيون، باعتبار أن المحامين الممارسين بالمدينة تابعون لنقابة اكادير، وحتى يشاركوا بملاقاة اتحاد المحامين العرب بكافة نقبائه.وارتأى عبد اللطيف بوعشرين، الأمين العام المغربي، الانتقال بالمحامين العرب عبر طائرة، الأحد الماضي، لعاصمة الصحراء، حيث استقبل الاتحاد بالمطار والي المدينة ورئيس المجلس البلدى والبرلمانيون، وكافة أعضاء السلطة المحلية و أعيان المدينة.وحسب بلاغ أصدره الأمين العام، فإن الوفد انتقل إلى قصر المؤتمرات، وتم تبادل مجموعة من الكلمات بين الأمين العام و نقيب هيأة المحامين بأكادير، ووالي العيون والمحامين المحليين، الذين أجمعوا على وحدة التراب الوطني واستقرار السكان الصحراويين المغاربة، وأشادوا بالنماء الذي عرفته المنطقة في ظل الوحدة الوطنية.وأشار الأمين العام، في كلمته إلى أن افتراءات البوليساريو انكشفت، وسقطت الأقنعة وأكاذيب الجار المناور.وشكلت الرحلة إلى العيون يوما تاريخيا، بالنسبة إلى المشاركين، إذ أنها مكنت من معاينة واقعية من قلب الصحراء بأعين كل النقباء العرب، بحضور ممثلي الشعب والقضاء، فكانت لهذه المعاينة حجية ثلاثية، حسب بوعشرين، تنضاف إلى باقي وسائل الإثبات التاريخية من بيعة و قرار هيأة الأمم المتحدة والمسيرة الخضراء وتداعياتها. وحسب المتتبعين فقد شكل مؤتمر اتحاد المحامين العرب بأكادير، نقلة نوعية وزخما قانونيا وحضورا مهنيا مهما، كما حقق في الآن نفسه مكاسب سياسية للقضية الوطنية. إذ انعقد اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب في ضيافة هيأة أكادير تبعا لقرار الأمانة العامة.وغاب وزير العدل والحريات عن الافتتاح، إذ كان في مهمة بفرنسا، فيما حضر مسؤولون بوزارة العدل والحريات، (مديرية الشؤون المدنية و الجنائية والتحديث ومدير المعهد العالي للقضاء)، ووالي المدينة والأمناء العامون السابقون، والبرلمانيون، وعدد كبير من المحامين من مختلف الهيآت، باعتبار أن هذا الاجتماع كانت له طبيعة استثنائية.ولأول مرة في تاريخ الاتحاد تضمن جدول أعماله دورة تكوينية للمحامين في مجال التحكيم، والذي حجت إليه وفود كبيرة من مختلف النقابات العربية والمغربية، وقدمت العروض، وأعقبتها نقاشات ساخنة ومفيدة، وذات مستوى عال بحكم تأطيرها من قبل خبراء دوليين في مجال التحكيم. واستغرق المشاركون حصتهم، والحصة التي كانت معدة للمرأة العربية، ما ترتب عنه تأخير في انطلاقة أعمال لجنة المرأة.وافتتح النقيب عبد اللطيف بوعشرين، الأمين العام، هذا اللقاء النسوي، مشيرا إلى أن البادرة هي تفعيل للمادة 13 من القانون الأساسي للاتحاد، الذي أوجد للمرأة موقعا خاصا، وحدد لها لجنة متميزة داخل المشهد العام منذ تأسيسه سنة 1944. غير أنه ورغم المحاولة التي تمت سنة 2008 باليمامة البحرين من أجل زرع الروح في هذه اللجنة، فقد أخفقت لأسباب عدة، في مقدمتها الثقافة الذكورية للمحامي العربي، إلى جانب التأثيرات السياسية التي حالت دون انطلاق هذه اللجنة. وأكد الأمين العام على ضرورة تشكيل هذه اللجنة، وفق تمثيلية تضم كل النقابات العربية، على أساس أن هذه اللجنة ستكون لها اجتماعات دورية بمقر الاتحاد بالقاهرة، وتقدم نتائج عملها خلال اجتماعات المكتب الدائم ومؤتمراته. كما أكد الأمين العام على ضرورة ضبط الاجتماعات والمواضيع والمحاور التي تشغل بال المحامية العربية، لتكون موضوع مناقشة مستحقة لإيجاد البدائل لبعض الصيغ المعيقة لاشتغال المرأة داخل رحم الاتحاد.واعتبر الأمين العام أن المرأة هي عضو فاعل وجناح مقصوص من الاتحاد، يتعين استرداده وإتاحة الفرصة للبراعات والإبداعات النسائية في العالم العربي، و أن المرأة أثبتت جدارتها واستحقاقها وتفوقها.المصطفى صفر