الروح الرياضية ترفرف فوق سماء البيضاء

تعليمات للأمن بتجنب استفزاز الجمهور وروح رياضية عالية بعد المباراة أخيرا، استمتع البيضاويون بمباراة في كرة القدم بعيدا عن أرق التخريب وغزوات طائشين يستهويهم إتلاف الممتلكات والعبث بأمن المدينة.يُجمع كل من تتبع أطوار مباراة فريقي الرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي، مساء أول أمس (الثلاثاء)، على أن الروح الرياضية رفرفت في سماء المدينة، ليس فقط داخل المركب الرياضي محمد الخامس، بل في كل الأزقة والشوارع والأحياء التي اعتادت أن تشهد "حروبا" بين بعض المشجعين تخلف وراءها خسائر في الممتلكات وعشرات المعتقلين، فالمباراة الأخيرة شهدت تنظيما جيدا اختفت معه هواجس البيضاويين الذين اطمئنوا أن ممتلكاتهم ليست بالضرورة مشاعة بين أيدي المخربين.لم تشهد المباراة، كعادة باقي المبـاريـات خلال السنين الأخيرة، تهشيم زجاج السيارات والحافلات، ولا تراشقا بالحجارة بين مناصري الفريقين، ولا فوضى أثناء ولوج المركب أو اكتظاظا في المدرجات، بل ساد الإبداع وأمتع الجمهور المدينة باحتفالية تستحق التنويه.أسباب هذا التحول عديدة، منها نجاح المنظمين ورجال الأمن في مهمتهم بكفاءة عالية تستحق تعميمها على باقي الميادين الرياضية حتى يهنأ بال المواطنين والمسؤولين، على حد سواء، من تداعيات إقامة مباريات في كرة القدم تلحق خسائر فادحة "تسير بذكرها الركبان" حين تطول أيدي المخربين كل ما يصادفونه في طريقهم.بدأ استعداد رجال الشرطة للمباراة ساعات عديدة قبل انطلاقها في الثامنة إلا ربع مساء، فشنت بعض المصالح حملة استباقية امتدت إلى محلات تجارية بدرب السلطان من أجل حجز "أقنعة" اعتاد المشجعون إخفاء ملامحهم وراءها قبل ولوج الملعب، وتم منعها، تفاديا لاستغلالها من طرف المخربين، في الوقت الذي توزع آخرون على كل الشوارع المؤدية إلى المركب الرياضي، ومنهم رجال أمن بالزي المدني، ورابط آخرون بالمحاور الطرقية، وظل أصحاب الدراجات النارية يطوفون الأزقة والشوارع لتأمين الطرقات. أمام المركب الرياضي محمد الخامس، فتحت جميع الأبواب، علما أن المنظمين اعتادوا على إغلاق جلها، مما يخلق، عادة، ارتباكا واضحا نتيجة الاكتظاظ وتدفق آلاف الجماهير، في حين صدرت تعليمات جديدة حثت على تجنب استفزاز الجمهور، حينها اختفت الهراوات في تنظيم الصفوف، وحسب مسؤول أمني، فقد نصت الأوامر الجديدة على مساعدة الجمهور على ولوج المركب ومغادرته بكل سهولة ويسر.وتوزع عشرات رجال الأمن بين مدرجات المركب، وحرص بعضهم على مساعدة الجماهير في الجلوس بطريقة حضارية أبانت عن نضج الشرطة، بعيدا عن أساليب التهديد والوعيد التي اعتاد البعض استعمالها.بادل الجمهور "هدية" حسن التنظيم ومجهود رجال الأمن بمثلها، فرفع أناشيد وطنية وشعارات تعكس الإجماع الوطني حول الملكية، قبل أن تنطلق المباراة التي أتحفت الجميع بأطوار شيقة، خرج إثرها الجميع فرحا بروح رياضية عالية عادت بالذاكرة إلى "الزمن الجميل" للكرة الوطنية. خالد العطاوي

الروح الرياضية ترفرف فوق سماء البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أحكام بالحبس والبراءة في حق رجال أمن بالحسيمة

العنصر: مطلب الإصلاح الدستوري يتسم بالعمومية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات