“البام” يفشل في عقد أول دورة لمجلس طنجة

عبد المولى: عدم اكتمال النصاب دليل واضح على قوة الحركة التصحيحية فشل فؤاد العماري، المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان، عشية أول أمس (الاثنين)، في أول اختبار منذ أن انتخب عمدة لطنجة، وتعذر عليه إكمال النصاب القانوني لعقد الدورة العادية لشهر فبراير، بسبب خلافات جوهرية من المحتمل أن تفك الارتباط بين الأحزاب الملتزمة بما يصطلح عليه بـ"ميثاق الحكامة الجيدة". واضطر العماري إلى رفع الجلسة وإرجائها إلى موعد لاحق، بعد تأكده من عدم اكتمال النصاب اللازم، رغم الضغوطات والاتصالات المكثفة التي قام بها رفقة أنصاره، دون جدوى، لإقناع بعض الغاضبين، الذين وصل عددهم إلى 53 عضوا من أصل 85، ومن بينهم خمسة مستشارين من حزب الرئيس (البام)، وستة من التجمع الوطني للأحرار، وسبعة من الاتحاد الدستوري، وهي الأحزاب التي وقع أمناؤها، أخيرا، في طنجة، "ميثاق الحكامة الجيدة"، وقرروا تقديم العماري مرشحا مشتركا لمنصب رئيس مجلس المدينة. كما تغيب عن الدورة، التي كان جدول أعمالها يتضمن عشر نقط، أهمها دراسة الحساب الإداري لسنة 2010، وبرمجة الفائض الناتج عن الميزانية، فريق العدالة والتنمية المكون من 21 مستشارا، و7 أعضاء من الحركة الشعبية، بالإضافة إلى 4 من حزب الاستقلال، إذ تعمد بعضهم الحضور إلى فناء قصر البلدية لترديد شعارات مناوئة للعمدة وحزبه. وذكرت مصادر متطابقة أن التحالف الذي تشكل في الآونة الأخيرة لإفشال انعقاد دورة الحساب الإداري، يتكون، بالإضافة إلى فريقي العدالة والتنمية والحركة الشعبية، من أعضاء منتمين إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وعلى رأسهم سمير عبد المولى، عمدة المدينة السابق، وعضو المكتب السياسي للحزب، والبرلماني محمد الحمامي، اللذان نسقا مع حميد أبرشان، وهو عضو قيادي في الاتحاد الدستوري ورئيس المجلس الإقليمي لطنجة أصيلة، وكذا مع البرلماني يوسف بنجلون، الذي أصدر في حقه أخيرا حزب التجمع قرار الطرد بسبب خلافاته المزمنة مع محمد بوهريز، عضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي للحزب. وأوضحت المصادر نفسها، التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها، أن عملية الاستقطاب أشرف عليها كل من سمير عبد المولى ومحمد الحمامي، اللذان بذلا جهدا مضاعفا لإقناع بعض الأعضاء، مستعملين في ذلك كل وسائل الإغراء، بما فيها المال، أن مقابل عدم حضور أشغال الدورة بلغ، في بعض الأحيان، 20 ألف درهم، ومن المنتظر أن ترفع الكتابة الإقليمية لـ "البام" تقريرا مفصلا إلى الأمانة العامة للحزب حول ما أسمته "الصابوطاج" الذي تعرض له التحالف قبل انعقاد الدورة.من جهته، اعتبر سمير عبد المولى، عدم اكتمال النصاب دليلا واضحا على قوة الحركة التصحيحية، التي يقودها أعضاء "غيورون على المدينة، ويؤمنون بضرورة الإصلاح، اعتقادا منهم بالدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الجماعات المحلية في مسلسل التنمية"، مؤكدا أن هذه المبادرة العفوية، دليل على التوافق التام بين أطراف تجمعهم الرغبة القوية في وضع تصورات تنموية كفيلة بتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.وقال عبد المولى لـ "الصباح"، إننا "في هذه الحركة التصحيحية، تجمعنا أهداف واضحة تنبثق من انتظارات المواطنين وتطلعاتهم، التي عبروا عنها بواسطة وقفات ومسيرات احتجاجية وعرائض استنكارية، خاصة ضد الشركة المفوض لها تدبير الماء والكهرباء، التي تحتكر، منذ سنة 2002، حق الامتياز بصفة مطلقة، علما أنها ظلت قريبة من الإخفاق لما كرسته من سلوكات وسياسات قائمة على الاستغلال وانتهاج أساليب التحايل من أجل ابتزاز المواطنين وسحق قدراتهم الشرائية".من جهة أخرى، أكد البرلماني حميد أبرشان، أنه لم يعد ملتزما بمقتضيات "ميثاق الحكامة الجيدة" لأنه لم يتمكن من إحلال ممارسة جماعية جديدة تنبني على التوافق بين النخب السياسية المشكلة لمجلس المدينة، كما تم الاتفاق عليه عند التوقيع، مؤكدا أن حزبه هو الحلقة الأضعف في هذه التجربة، بغض النظر عن بعض الامتيازات التي منحت لأشخاص بعينهم.وفي هذا السياق، قال أبرشان إن "الأزمة الحالية هي نتاج لسوء تدبير التوافقات السياسية لحظة تشكيل المكتب المسير، إذ تحكمت الاعتبارات الذاتية أكثر من المصلحة العامة للمدينة، الأمر الذي أدى إلى حراك سياسي حاد وصل إلى مستوى من التأزم، صعب معه تحقيق توافق بين مختلف الفرقاء، وذلك لأن طروحات كل الأطراف كانت متباعدة ومن الصعب التوافق على حل متراضى عليه". المختار الرمشي (طنجة)

“البام” يفشل في عقد أول دورة لمجلس طنجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مقنعون مدججون بالسيوف هاجموا مطعما بعين الذئاب

4.7 ملايير درهم نتيجة صافية للتجاري وفا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات